8 أبريل، 2024 12:54 ص
Search
Close this search box.

“داعش” داخل مخيم “الهول” .. الأمير أصبح سيدة وسكانه يفضلون الأتراك على الروس وبشار !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

تحول مخيم “الهول”، الذي يقع في محافظة “الحسكة” السورية على بُعد 120 كلم من الحدود مع “تركيا”، و7 كلم عن حدود “العراق”، إلى نموذج مصغر من حلم الخلافة المزعوم الذي لم يستطع تنظيم (داعش) تحقيقه على نطاق واسع؛ إذ استغلت بعض نساء الدواعش الأوضاع الأمنية من أجل إعلان خلافة لها قيادة وقوانين عقابية لمن تسول له نفسه الخروج عن الطاعة.

استغل عدد من نساء (داعش) حالة الفوضى التي نتجت عن المعارك بين القوات شبه العسكرية المحلية الموالية لـ”تركيا” والمليشيات الكُردية؛ ليقوموا بإعلان خلافتهم المصغرة في مخيم يبلغ عدد سكانه نحو 80 ألف شخص، ويُعد النظام الذي يعتمد على فرض حكم الأمر الواقع، أمرًا متكررًا داخل الجماعات الجهادية التي تعمل على جعل الأسرى في المخيم أكثر تشددًا، بحسب المصادر التي تواصلت معها صحيفة (البايس) الإسبانية.

أميرة “الهول”..

خلال العملية التركية، قامت إحدى السيدات بتنصيب نفسها “أميرة” للخلافة، ومن ضمن مهامها تحديد قواعد التعايش والملابس داخل المخيم، كما تتلقى معلومات حول تحركات جنود الحراسة وتقرر العقوبات المناسبة، يبدو الوضع شبيهًا إلى حد كبير لما كانت عليه الخلافة التي أعلنها زعيم التنظيم، “أبوبكر البغدادي”، من مدينة “الموصل” العراقية، في حزيران/يونيو 2014، وصرحت إحدى أعضاء المليشيات الكُردية المسؤولة عن تأمين المخيم، “خوليا”، (اسم مستعار)، للصحيفة؛ بأن: “الأميرة التي نصبت نفسها زعيمة للمخيم؛ تنام كل يوم في خيمة مختلفة كي لا نقوم بالقبض عليها”.

العملية التركية سببت إنفلاتًا أمنيًا..

يرجع السبب في الإنفلات الأمني، حسبما أوضح مصدر رفيع في المخابرات الكُردية لصحيفة (البايس) الإسبانية، إلى أن السلطات وضعت صد الهجوم التركي أولوية، لذا أمرت بسحب قوات العمليات الخاصة من مخيم “الهول” وتركت مهمة التأمين لـ”الأسياش”، (شرطة إقليم كُردستان)، وهي قوات غير مدربة بشكل جيد، وأشارت “خوليا” إلى أنه: “من بين 800 جندي كانوا مسؤولين عن التأمين، أبقت السلطات على 300 فقط، وهو عدد غير كاف لتأمين المخيم”،

وأضافت أن: “بعض العناصر المتشددة استغلت الأوضاع من أجل محاولة الهرب، إما من خلال أنفاق أو مقابل دفع مبالغ مالية هائلة لمهربي (داعش)، الذين يقومون برشوة الحراس الميدانيين؛ ويصل المبلغ إلى 9 آلاف يورو من أجل تهريب شخص واحد”.

سكان المخيم يؤيدون العملية التركية..

لدى سكان المخيم رأي مختلف فيما يخص العملية التركية، إذ يشعرون بالإرتياح أكثر لأن يسيطر الأتراك على المخيم، وقالت سيدة روسية من بينهن: “إذا أتى رجال الأسد إلينا فإنهم سوف يبيدوننا جميعًا”، وأضافت: “نفضل أن يأتي الأتراك رغم أننا لا نعلم ما سوف يحدث”.

وقالت “فاطمة”، (33 عامًا)، وهي مواطنة روسية أيضًا: “لا أرغب في أن يرسلونني إلى سجن روسي، أفضل البقاء هنا، حيث نحصل على الطعام ونعيش الحياة بدون رجال”، كانت الشابة قد هربت من منزلها وتركت زوجها؛ لأنه كان يسيء معاملتها، ثم أنضمت إلى التنظيم الذي أهداها منزلًا ويمنحها معاشًا شهريًا.

التركيبة السكانية داخل مخيم “الهول”..

يُعد غالبية سكان المخيم من نساء وأطفال المجاهدين الذين قُبض عليهم بعد سقوط التنظيم، في 23 آذار/مارس الماضي، بينما يشكل الرجال نحو 5% فقط من السكان، ومع ذلك يولد كل شهر نحو 50 مولودًا جديدًا؛ إذ تسعى السيدات إلى تزويج المراهقين من أجل ولادة جيل جديد من المجاهدين، ويأوي المخيم نحو 10 آلاف و400 سيدة وطفل قدموا من دول عدة، وهم محتجزون داخل سور خاص، وأمام تردد دولهم في طرق التعامل معهم وإقتراح تجريدهم من الجنسية؛ تمكن بعضهم من تحسين علاقاتهم بالآخرين، بينما قدم نصف العدد الباقي من “سوريا” والنصف الآخر من “العراق”.

ويعيش في المخيم نحو 40 ألف طفل، ورغم أنهم لم يدركوا بعد عالم “الخلافة” المزعومة؛ إلا أنهم يقذفون الصحافيين الذين يقومون بزيارة المخيم، وهم يرفعون السبابة إلى السماء، وأشارت “خوليا”: “هذا ليس مجرد مخيم للاجئين إنه معسكر مسلح”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب