6 أبريل، 2024 10:25 م
Search
Close this search box.

“داعش خراسان” على الحدود .. روسيا وطاجيكستان بعد الهجوم الإرهابي (1)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

على مدار العامين الماضيين؛ أثرت الحرب “الروسية-الأوكرانية” بقوة على كل شيء آخر؛ بما في ذلك أكبر هجوم إرهابي منذ عقود في “كروكوس”، بالقرب من “موسكو”. بحسّب ما اسّتهل “تيمور عمروف”، زميل باحث في مركز (كارنيغي) برلين للدراسات الروسية والأوراسية، في تقريره التحليلي المنشور بموقع مؤسسة الدراسات الروسية والأوراسية؛ (إيراس)، نقلًا عن مؤسسة (كارنيغي) للسلام الدولي.

وقد رأى البعض في الحادث عرضًا قاسيًا يُحاول (الكرملين) من خلاله؛ تبرير تصّعيد جديد على الجبهة، بينما بدأ آخرون، في البحث عن آثار أجهزة الاستخبارات الأوكرانية وحتى الغربية. ومع هذا، كلما ازدادت المعلومات المنشورة عما حدث، انحسّرت الشكوك في تورط (الكرملين) أو “كييف” في هذا الهجوم الإرهابي، وإنما تنظيم (داعش)؛ شّبه المنسّي في “روسيا”، أو بعبارة أدق، تنظيم (خراسان)؛ جناح (داعش) في “آسيا الوسطى”.

علاوة على ذلك؛ معظم مرتكبي هذا الهجوم الإرهابي؛ (إن لم يكن جميعهم)، من مواطني “طاجيكستان”. وهذا يُثير العديد من الأسئلة الجديدة لـ”موسكو” حول كيفية بناء علاقات مع بلد لا يزال حليفًا عسكريًا وثيقًا وأحد المصادر الرئيسة للعمالة المهاجرة.

أرض خصبة..

يجب التعامل بحذر مع تقارير “جهاز الأمن الفيدرالي”؛ (FSB)، حول هجوم “كروكوس” الإرهابي. ففي البداية، وضعت السلطات الروسية عدد: (04) مواطنين طاجيك على قائمة المطلوبين، بينما لم يكونوا في “روسيا” على الإطلاق آنذاك، ثم تفاخر “جهاز الأمن الفيدرالي” علنًا بتعذيب المعتقلين بوحشية.

مع هذا؛ فالمعلومات المنشورة سلفًا لا تدع مجالاً للشك في أن الجناة الأربعة المباشرين للهجوم الإرهابي هم من مواطني “طاجيكستان”. والسلطات الطاجيكية لا تنكر ذلك أيضًا. بحسب مزاعم التقرير الدعائي الأميركي الأمني.

وللأسف، لا يمكن التعجب من مشاركة الطاجيك النشطة في الحركات الإرهابية، فقد كان تطرف بعض المسلمين في “آسيا الوسطى” مستمر منذ فترة طويلة، وقد تعلمت المنظمات المتطرفة مثل (داعش) الاستفادة من ذلك.

وهذه إشكالية هامة بشكلٍ خاص بالنسبة؛ لـ”طاجيكستان”، الأفقر بين دول المنطقة. وكان الرئيس؛ “إمام علي رحمان”، قد أقر مطلع آذار/مارس الجاري، في لقاء مع قيادات دينية، بتورط: (24) مواطنًا طاجيكيًا في تخطيط وتنفيذ عشرات العمليات الإرهابية على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، وهو مقياس كبير بالنسبة لبلد صغير يبلغ عدد سكانه حوالي: (10) ملايين نسّمة.

وتتضح أسباب ظاهرة تطرف الطاجيك؛ حيث تُعتبر “طاجيكستان” الدولة الوحيدة في “آسيا الوسطى”؛ التي شهدت في الماضي غير البعيد وتحديدًا في الفترة (1992-1997م)، حربًا أهلية، وتحول العنف الجماعي حقيقة يومية. ولا تزال الأعداد الدقيقة للضحايا غير معروفة، وتتراوح التقديرات بين: (60-100) ألف قتيل.

عوامل “اجتماعية-اقتصادية”..

أضف إلى ذلك؛ انخفاض العديد من المؤشرات “الاجتماعية- الاقتصادية” في “طاجيكستان”؛ مقارنة حتى بمعايير “آسيا الوسطى”؛ حيث تحتل المرتبة الأخيرة في “رابطة الدول المستقلة”، والمرتبة: (162) عالميًا بعد “هايتي”، من حيث نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي.

ولا يزال نحو: (70%) من سكان “طاجيكستان” يعيشون في المناطق الريفية، وكل ذلك يؤثر على الأعراف الاجتماعية؛ حيث ينتشر الزواج المبكر وتعّدد الزوجات على نطاقٍ واسع، كما تفتقر ثُلث النساء تقريبًا للقدرة على العمل.

ويُسّاهم تفشي الفقر وعدم المسّاواة بعصر الرقمّنة والشفافية، في تفاقم الشعور بالظلم؛ لاسيما في ظل الأنظمة السياسية التي تُشّبه “طاجيكستان”، حيث تمتلك عائلة الرئيس “رحمان” البلد بأكمله تقريبًا، ولا تتردد في إظهار ثروتها ونفوذها بكل الطريق الممكنة، حتى أن أقارب “رحمان” غير المقربين يُشاركون صور حياتهم الغنية على تطبيق (إنستغرام).

ولا توجد في الحقيقة طرق قانونية لمحاربة الظلم في “طاجيكستان”. وقد تخلص نظام “رحمان” على مدار ثلاثة عقود من السلطة، على كل المعارضة السياسية، كما قام خلال السنوات الأخيرة بتطهير بقايا المجتمع المدني والسلطات غير الموالية المحتملة في المناطق استعدادًا للمرحلة الانتقالية.

من ثم فالحل الوحيد فالتطرف العنيف هو الحل الوحيد للخروج من حالة السّخط والاستياء التي تعصف بـ”طاجيكستان”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب