6 أبريل، 2024 10:46 م
Search
Close this search box.

“داعش خراسان” على الحدود .. روسيا وطاجيكستان بعد الهجوم الإرهابي (2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص: ترجمة- د. محمد بناية:

لا يمكن للجماعات الإرهابية الدولية أن تتجاهل مثل هذه البيئة المواتية لتجنيد المؤيدين. وتُنتج وسائل الإعلام الموالية لـ (داعش) محتوى مخصصًا لـ”طاجيكستان” باللغة الطاجيكية السيريلية؛ (طاجيكستان هي الدولة الوحيدة الناطقة بالفارسية التي تستخدم الأبجدية السيريلية). بحسّب ما اسّتهل “تيمور عمروف”، زميل باحث في مركز (كارنيغي) برلين للدراسات الروسية والأوراسية، في الجزء الثاني من تقريره التحليلي المنشور بموقع مؤسسة الدراسات الروسية والأوراسية؛ (إيراس)، نقلًا عن مؤسسة (كارنيغي) للسلام الدولي.

بالإضافة إلى ترجمة مجموعة من الأدبيات الدينية القياسية؛ (مثل الكتب حول أهمية الجهاد)، وتُنتج كذلك مواد مصممة خصيصًا للجمهور الطاجيكي، وفيها انتقادات للرئيس “رحمان” بسبب قربه من “روسيا”، واستبداده، وردته عن أساسيات الإسلام. كما يمتلك (داعش) شبكات قنوات على (تليغرام)، و(تيك توك) باللغة الطاجيكية.

عمليات داعشية داخل “طاجيكستان”..

كل هذا الأنشطة تؤتي ثمارها؛ حيث نفذ (داعش) بالفعل عدة عمليات إرهابية في “طاجيكستان”. على سبيل المثال اقتحم (22) مسلحًا البلاد عبر “أفغانستان”، في ذكرى يوم الدستور الموافق 06 تشرين ثان/نوفمبر 2019م، وهاجموا بعد قطع مسافة: (300) كيلومتر تقريبًا، مركز (إيشكبود) على الحدود مع “أوزبكستان”.

ووفقًا للسلطات الطاجيكية، كان الجُّناة أجانب جندهم (داعش)، ولكن استنادًا إلى التناقضات العديدة في الرواية الرسّمية، كان المتطرفون المحليون وراء الهجوم.

وقبل عام من ذلك وتحديدًا في حزيران/يونيو 2018م، لقي دراجون من “الولايات المتحدة وهولندا وسويسرا” مصرعهم في مرتفعات “طاجيكستان”، ورُغم اتهام السلطات الطاجيكية، حزب (النهضة الإسلامي) الطاجيكي المعارض المحظور من العام 2015م، إلا أن تنظيم (داعش) أعلن مسؤوليته عن الحادث.

هذا بخلاف التورط في أعمال شغب بالسجون الطاجيكية؛ في الفترة (2018-2019م)، أسّفرت عن مقتل عشرات السجناء والحراس.

وقد ظهر في العام 2015م شريط فيديو لقائد شرطة مكافحة الشغب الطاجيكية؛ “غلمراد حليم أف”، يتعهد بالولاء لـ (داعش)، وهو ما يُثبّت انضمام بعض عناصر قوات الأمن للتنظيم. ولا تقتصر المشكلة على إحاطة “حليم أف” بدواخل قوات الأمن الطاجيكية، وإنما كان قد تلقى تدريبات بـ”روسيا والولايات المتحدة”، وقد خدم كوزير للحربية في تنظيم (داعش)، ويبدو أنه قتل في قصف بـ”سوريا” عام 2020م.

التعاملات الأمنية لطاجيكستان..

تدرك السلطات الطاجيكية أنها لا تستطيع التعامل مع مثل هذه المشاكل بمفردها، لذلك فهي تتعاون عن طيب خاطر مع مجموعة متنوعة من البلدان في مجال الأمن، مثل التعاون مع “روسيا” من خلال “منظمة معاهدة الأمن الجماعي”. وتقوم بالتعاون مع “الصين” ببناء قواعد للشرطة على الحدود مع “أفغانستان”، كما تُسّاهم “الولايات المتحدة” أيضًا بتعزيز السيّطرة على الحدود، وتستأجر “الهند” قاعدة جوية، وتفتتح “إيران” مصنعًا لتجميع طائراتها العسكرية بدون طيار.

مع هذا لا تُساعد كل هذه التدابير في مكافحة تطرف المجتمع الطاجيكي، ولا تستطيع “دوشنبه” القيام بشيء أفصل من القمع، الذي غالبًا ما يزيد من التطرف ويدفع المشكلة إلى السرية.

ومن الواضح؛ وبعد التقارير المتداولة عن تورط مواطنين طاجيك في هجمات “كروكوس” الإرهابية، سوف تزداد حالة المهاجرين من “آسيا الوسطى” في “روسيا” سوءًا، وحاليًا يرفض الناس ركوب سيارات الأجرة مع السائقين الطاجيك، ويُطالب أصحاب مراكز التسّوق بقوائم الموظفين من الملاك من مواطني “آسيا الوسطى”.

ومقاطع الفيديو المنشورة عن تعذيب قوات الأمن للمشّتبه بتورطهم في تنفيذ الهجوم الإرهابي، إنما يُضفي الشرعية على التعامل بقسّوة مع المهاجرين من “آسيا الوسطى”. وليس من قبيل الصدفة، أن تطلب السفارة الطاجيكية في “روسيا”، إلى رعاياها عدم مغادرة المنازل إلا للضرورة، كما أوصت سفارة “قيرغيزستان” المواطنين بالامتناع عن السفر إلى “الاتحاد الروسي”.

بشكلٍ عام، يُمهد الهجوم الإرهابي في “كروكوس” الطريق لمزيد من رهاب المهاجرين والتمييز ضد مواطني “آسيا الوسطى” في “روسيا”، ولكن من غير المرجُّح أن يؤدي إلى وضع حد لهجرة العمالة؛ حيث تواجه “موسكو”؛ (بسبب الحرب)، نقصًا حادًا في العمالة، ولا تمتلك مصادر أخرى للعمالة الرخيصة. لكن من غير المرجُّح أن يؤثر هجوم “كروكوس” الإرهابي، على التحالف بين “موسكو ودوشنبه”، وفيه تعليقه على الأخبار المتداولة بشأن جنسية المتورطين بالهجوم الطاجيكية، قال “فلاديمير بوتين”؛ الرئيس الروسي: “ليس للإرهابين جنسية؛ ولا يمكن أن يكون لهم”، وتحدث عن “أثر أوكراني” في الهجوم الإرهابي وقارن الإرهابيين بالنازيين.

بعبارة أخرى؛ إذا كان للهجوم الإرهابي أي تأثير على السياسات الروسية الخارجية، فالمرجح أن ينصب على “أوكرانيا” وليس “آسيا الوسطى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب