داعش ثم إيران .. البوابة الأميركية لزيادة تواجدها داخل العراق !

داعش ثم إيران .. البوابة الأميركية لزيادة تواجدها داخل العراق !

بعد 14 عاماً من الغزو الأميركي لبلاد الرافدين وخروج الأميركان رسمياً في 2011 من العراق.. تقرر في الغرف المغلقة وبعد ما قيل إنها مشاورات بين واشنطن وبغداد، استمرار التواجد الأميركي لسنوات “غير محددة”، بحسب ما كشفت عنه تقارير إعلامية غربية في الرابع من آيار/مايو 2017.

التقارير نقلت عن مسؤول أميركي ومسؤول من العراق – لم تكشف هويتهما – أن رئيس الوزراء “حيدر العبادي” هو من يجري محادثات مع إدارة ترامب للحفاظ على القوات الاميركية في العراق بعد انتهاء الحرب ضد تنظيم داعش في العراق.

توافق تام بين واشنطن وبغداد..

اللافت أن المعلومات التي سربها البيت الأبيض لعدد من وسائل الإعلام الأميركية تقول إن هناك توافق تام بين بغداد وواشنطن، على النقيض تماماً من المرحلة التي أدت إلى الانسحاب الأميركي في عام 2011 بعد 8 سنوات من الاحتلال الأميركي للعراق، وأن أميركا ألمحت إلى أن نجاح معركة الموصل لن يأتي إلا إذا توفر وجود أطول لفترة زمنية غير محددة للقوات الأميركية في العراق وبخاصة الموصل والحدود العراقية السورية، والحجة هذه المرة هي “منع أي تمرد مسلح”، بعد القضاء على تنظيم “داعش” !

تبادل للمصالح بين البلدين..

ما نقل عن المسؤول الأميركي يبين أن هناك ما أسماه “فهماً عاماً للمصالح بين بغداد وواشنطن وأن هذا الاتفاق بالتواجد الأميركي لزمن بعيد سيفيد البلدين” !

من 4 إلى 8 سنوات في مواقع جديدة..

تسريبات الإدارة الأميركية بينت أن وزير الدفاع “جيم ماتيس” ناقش بالفعل مع مسؤولين عراقيين تفاصيل وملامح تواجد القوات الأميركية الذي لن يكون لفترة زمنية قصيرة بل يرتبط باستمرار الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” بالبيت الأبيض من 4 إلى 8 سنوات إذا ما حكم لفترة ثانية، رغم ذلك بينت التسريبات أن الاتفاق لازال في بداياته !

الموصل والحدود مع سوريا تحت السيادة الأميركية..

التسريبات أكدها مسؤول في الحكومة العراقية بقوله إن القوات الاميركية في العراق ستتمركز في قواعد عراقية موجودة في “خمس مواقع على الأقل”، في منطقة الموصل وعلى طول الحدود العراقية مع سوريا، وسيتم مواصلة تعيينهم تحت بند “مستشارين أميركان” لتفادي الحاجة إلى موافقة البرلمان على وجودهم والضغط الإيراني المتوقع على بغداد.

قوات عراقية لمسك الأرض وبسط الأمن..

ضمن تفاصيل التسريبات، يٌبين المسؤول العراقي، الذي تحفظت وسائل إعلام غربية على ذكر اسمه حفاظاً على منصبه، أن العبادي يتطلع إلى تثبيت وجود عسكري عراقي متواضع في الموصل بعد انتهاء معركة تنظيم “داعش” مع عدد قليل من القوات الأميركية، على أن تساعد هذه القوات على السيطرة على الأمن في المدينة ومسك الأرض والإشراف على الانتقال إلى إدارة سياسية في الموصل تخضع لبغداد.

15 ألف جندي على الأقل..

في المقابل، يقول المسؤول الأميركي إنه لم تجر مناقشات حول إنشاء قواعد أميركية مستقلة فى العراق لأن هذه الخطوة تتطلب آلاف الأفراد، وسيتم الاستعانة بقواعد متواجدة على الأرض بالفعل، لأن عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم للموصل والحدود العراقية السورية أكثر من السبعة آلاف جندي المتواجدين الآن، ليصبح الإجمالي 15 ألف جندي أميركي بعتادهم وآلياتهم أو أكثر قليلاً.

وتشمل القوات الأميركية، قوات تدريب القوات العراقية وتنسيق الغارات الجوية والعمليات البرية والقوات الخاصة العاملة على الخطوط الأمامية.

هذه الآنباء تأتي في الوقت الذي تكافح فيه القوات العراقية من اجل مقاتلي تنظيم “داعش” خارج مجموعة من الأحياء في غرب الموصل، التي تعتبر آخر مجموعة من المناطق الحضرية الهامة التي تحتلها المجموعة في العراق بعد قرابة ثلاث سنوات من اجتياح المقاتلين ما يقرب من ثلث البلاد.

داعش أعاد أميركا بدور متعمق..

الاتفاق العسكري الأميركي العراقي، يؤكد على أن مواجهة “داعش” تسببت في استدعاء أميركا مجدداً لتحقيق دور أكبر متعمق هذه المرة في المناطق ذات الأغلبية السنية غير محدد المدة.

لكن حتى لو وصل عدد القوات الأميركية إلى 20 ألف جندي وضابط، فإنه رقم قليل مقارنة بما وصل إليه الوجود الأميركي في ذروة معارك 2007، التي قيل وقتها إنها للقضاء على العنف الطائفي الذي يمزق العراق، إذ كان هناك حوالى 170 ألف جندى اميركى فى البلاد.. جرى تخفيض عددهم إلى 40 ألف قبل الانسحاب الكامل في 2011 بقرار من الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

دعم السماء يتحول لتواجد على الأرض..

ثم عاد التدخل الأميركي مرة أخرى في العراق في 2014 لمواجهة “تنظيم داعش”، لكن اقتصر على الغارات الجوية من السماء وتوجيه القوات العراقية على الأرض ومدها بخرائط ومواقع ونقاط اختراق مناطق تنظيم داعش، حتى اضطرت في 2016 إلى دعم القوات العراقية على الأرض لتحقيق الحسم.

بدأت تفاصيل التأكيد على التواجد الأميركي مرة أخرى في العراق في شباط/فبراير 2017، عندما أعلن وزير الدفاع الأميركي “ماتيس” والجنرال “ستيفن تاونسند”، القائد الأعلى للولايات المتحدة فى العراق، رسمياً عن شراكة دائمة بين الولايات المتحدة والعراق.

“ماتيس” أرسل المعلومة مبطنة وقتها عندما قال: “اتصور اننا سنكون فى هذه المعركة لفترة من الوقت وسنساعد أنفسنا”.

نشاط عسكري متوقع خارج حدود الموصل..

رفض “تاونسند”، الذي كان يقف إلى جانب “ماتيس”، أن يحدد المدة التي ستبقى فيها الولايات المتحدة في العراق، ما يعني أن التواجد سيستمر بل إن الرجل ذهب للقول: “حكومة العراق تدرك معركتها المعقدة جداً وانها ستحتاج إلى مساعدة التحالف حتى خارج الموصل”، وهو تصريح يبين أن هناك نشاط أميركي عسكري قريب متوقع خارج حدود الموصل تلوح به واشنطن لبغداد.. لكن ضد من ؟

إيران ترد بمزيد من الدعم للقوات الشيعية المسلحة..

في المقابل ورداً على هذه الآنباء، يقول ممثل عن كتلة “حزب الله” الشيعية العراقية التى لها علاقات وثيقة مع ايران “جعفر الحسيني”، إن المحادثات حول وجود أميركى طويل الأجل تعنى بشكل كبير إيران التى بدورها ستزيد من دعم بعض قوات الفصائل الشيعية في العراق.

استياء من العبادي لتحالفه مع الأميركان..

“الحسيني” أيضاً استنكر استقدام “العبادي” لشركاء أمنيين من أميركا، متسائلاً ما الداعي إذا كانت القوات العراقية والحشد الشعبي أغلبها من عناصر الفصائل الشيعية المسلحة ولديها القدرة على حماية الطرق الداخلية والحدود العراقية ؟

بإعلان أميركا نيتها التواجد بشكل رسمي وبصورة أكثر انتشاراً في العراق وعلى طول الحدود، سيجد العبادي نفسه بين نارين: “إرضاء أميركا التي حققت له النصر في مواجهة داعش”، ونار غضب “إيران التي أصبح لها أرضية كبيرة في العراق بدعم الفصائل الشيعية المختلفة التي تسيطر على أغلبية البرلمان ومواقع كثيرة على الأرض بقوات مسلحة تابعة لها”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة