26 فبراير، 2025 2:30 ص

“داعش” .. “آسوشيتد برس”: هل هي كلمة السر في إنهاء اعتصامات الميليشيات الولائية لابتزاز “الصدر” !

“داعش” .. “آسوشيتد برس”: هل هي كلمة السر في إنهاء اعتصامات الميليشيات الولائية لابتزاز “الصدر” !

وكالات – كتابات :

اعتبرت وكالة (آسوشيتد برس) الأميركية أن رفض الميليشيات العراقية، الموالية لـ”إيران”؛ نتائج الانتخابات، التي جرت منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، حتى الآن، يدفع “العراق” إلى حالة من الغموض والأزمات السياسية.

ولفتت الوكالة الأميركية، في تقرير لها؛ أن أنصار الميليشيات أقاموا خيام الاعتصام بالقرب من مدخل “المنطقة الخضراء” المحصنة، مهددين بالعنف ما لم تتم معالجة شكاويهم بخصوص التلاعب بنتائج الانتخابات التي نالت إشادة أميركية ومن “مجلس الأمن الدولي” وغيرهما، مضيفة أن هذه المواجهة تُعزز أيضًا من اندلاع التوترات بين فصائل شيعية متنافسة؛ وهو ما يمكن أن ينعكس في الشارع ويُهدد الاستقرار النسبي الجديد في “العراق”.

نتائج كاشفة..

وذكر التقرير بانتخابات العاشر من تشرين أول/أكتوبر الماضي، التي نُظمت على أنها مبكرة استجابة للاحتجاجات الجماهيرية في أواخر العام 2019؛ ضد الفساد وضعف الخدمات والبطالة، وأيضًا ضد التدخل القوي لـ”إيران” في الشؤون العراقية من خلال الميليشيات، مضيفة أن نتائج الانتخابات كشفت عن الانقسامات السياسية الخطيرة بين الفصائل الشيعية.

ولفت التقرير إلى أن زعيم (التيار الصدري)، “مقتدى الصدر”، حصل على: 73 مقعدًا في الانتخابات، وهو بينما يحتفظ بعلاقات جيدة مع “إيران”، إلا أنه يُعارض علنًا التدخل الخارجي في شؤون “العراق”. أما تحالف (الفتح)، المدعوم من “إيران”؛ والذي يُمثل قوات (الحشد الشعبي)، فقد خسر ثُلثي مقاعده البرلمانية، ما يُمثل: “هزيمة مذهلة”، مشيرًا إلى أن تحالف (الفتح) حقق مكاسب كبيرة في انتخابات 2018، عندما كانت تتوفر له موجة شعبية مؤيدة بعدما لعب دورًا رئيسًا، إلى جانب قوات الأمن العراقية والتحالف بقيادة “الولايات المتحدة”، في الحاق الهزيمة بتنظيم (داعش)، في العام 2017.

خسائر “الحشد الشعبي”..

لكن التقرير أشار إلى أن: “المزاج تغير وبدأ كثيرون في التشكيك في الحاجة إلى قوات (الحشد الشعبي)”، التي وصفها بأنها ميليشيا مسلحة تتحدى بشكل متزايد سلطة الدولة، وأنها شهدت انقسامًا مع انشقاق بعض الفصائل المتحالفة مع المرجع الشيعي الكبير، آية الله “علي السيستاني”. وأضاف أن الميليشيات خسرت بعض شعبيتها، خلال العامين الماضيين، وأبتعد كثيرون عنها بعد مشاركتها في قمع حركة الاحتجاج التي يقودها الشباب، في أواخر العام 2019 وأوائل العام 2020.

ونقل التقرير عن الباحث في معهد (بروكينغز) الأميركي، “رنج علاء الدين”؛ قوله أن: “العراق يدخل مرحلة جديدة في تاريخه السياسي، حيث أن قوات (الحشد الشعبي) ورعاتها الإيرانيين غير مؤهلين لإدارتها”، مضيفًا أن “إيران” وقوات (الحشد الشعبي) تتعلم بالطريقة الصعبة؛ بأن القوة من خلال فوهة البندقية ليست مستدامة”.

ضعف الحرس القديم من الأحزاب..

كما نقل التقرير عن المحلل السياسي في مركز “كاربو” الألماني للأبحاث، “تامر بدوي”؛ قوله أن النتائج أظهرت أيضًا أنه حتى أولئك السياسيين الذين نأوا بأنفسهم عن “إيران”، منذ عدة سنوات، كرئيس الوزراء السابق، “حيدر العبادي”، والسيد “عمار الحكيم”، أظهروا أداءً ضعيفًا في الانتخابات، موضحًا أن: “رد فعل الشارع متعدد الجوانب، وهو يعكس على نطاق واسع عجز أحزاب الحرس القديم عن تأمين المنافع والحكم الرشيد”، مشيرًا إلى أن العديد من العراقيين يلومون “إيران” أيضًا على الوضع المأساوي في “العراق”.

الضغط بالاعتصامات..

وتابع التقرير أن القوات العراقية ما زالت في حالة تأهب منذ الانتخابات، حيث لجأ عناصر الميليشيات وأنصارهم إلى الشوارع، ونددوا بالانتخابات معتبرين أنها مزورة؛ وهو ما أثار احتمال وقوع اشتباكات، في حين ردد المتظاهرون هتافات معادية لـ”الولايات المتحدة” وبمسؤولي “الأمم المتحدة”، الذين راقبوا الانتخابات.

ورجح التقرير أن يكون الهدف من الاحتجاجات الضغط على، “مقتدى الصدر”؛ لضمان أن تكون الفصائل المتحالفة مع “إيران” جزءًا من الحكومة المقبلة، وذلك بغض النظر عن عدد المقاعد التي فازت بها.

ونقل التقرير عن مسؤول شيعي كبير قوله أنه إذا كانت الفصائل: “خارج الحكومة، فإنها ستفقد الموارد المالية وهذا سيضعفها”، مضيفًا أن قادة تحالف (الفتح) أصيبوا بالذهول من خسارتهم الانتخابية.

وتابع التقرير أن “الصدر” ألتزم الصمت بشأن خطط المفاوضات الائتلافية بانتظار ظهور النتائج النهائية، لكنه كان أعلن إغلاق مكاتب مقاتلي (سرايا السلام) في مختلف المحافظات، في خطوة تستهدف على ما يبدو إظهار أنه جاد في وضع السلاح تحت سيطرة الدولة، كما حث على حوار جديد حول استمرار وجود القوات الأميركية وانتقد الضربات ضد البعثات الدبلوماسية التي يعتقد أن فصائل لـ (الحشد الشعبي) قامت بها.

وأشار “بدوي” إلى أن الفصائل الشيعية ستحتاج إلى التفاهم على أرضية مشتركة لمنع عودة إحياء تنظيم (داعش)، الذي هاجم في الأسبوع الماضي قرية تسكنها أغلبية شيعية في محافظة “ديالى”، مما أسفر عن مقتل 11 مدنيًا؛ وتبعه هجوم انتقامي على قرية سُنية قريبة.

لكن محللين يعتبرون أن التهديدات من الجماعات المرتبطة بتحالف (الفتح) ستستمر على الأرجح إلى أن تتوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع “مقتدى الصدر”. وقال “بدوي”: “أن الاتفاق السياسي الأولي يمكن أن يكون حاسمًا في المساعدة على الحؤول دون تجدد هجمات (داعش) المميتة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة