12 أبريل، 2024 7:54 م
Search
Close this search box.

دار الأيتام في العيد .. كل عيد وأنتم كبار

Facebook
Twitter
LinkedIn

(البيت العراقي الآمن للأيتام) منظمة مجتمع مدنية تأسست عام 2004 في ظروف صعبة من الاحتقان الطائفي وجرائم الإرهاب ومشاكل البطالة والفقر والجهل والتفكك الأسري، وهذا التحقيق مناسبة لنقول لجميع الأطفال الأيتام في العراق: ( كل عام وأنتم كبار في أعيننا وقلوبنا، واعذرونا إن كان عيدنا أفضل من عيدكم وأطفالنا بحال أفضل منكم فتقصيرنا تجاهكم وتجاه شعبنا ووطننا لا يمكننا أن نغفره لأنفسنا ) . وبهذه المناسبة  تحدثنا مع مدير الدار السيد هشام الذهبي عن برنامجهم في العيد وكيف قضوا أيامه السعيدة : ( ضمن برنامجنا خلال أيام عيد الأضحى المبارك قمنا بأول يوم بسفرة  إلى متنزه الزوراء  حيث استمتع الأيتام كثيرا بالرحلة والتي تخللها ممارسة مجموعة من الألعاب ومشاهدة حديقة الحيوانات وكذلك تناول وجبة الغداء هناك وبعد ذلك قام الأيتام . أما في اليوم الثاني فأخذت الأيتام لزيارة أسرتي في بيتي، وهو عرف اجتماعي موجود داخل المجتمع العراقي عامة ولدي  خاصة حيث دائما أخذهم لزيارة أسرتي أو أسر الباحثين أو الأقارب لكي نحث الأيتام على التواصل الاجتماعي ونحسسهم بأن لهم أسر بديلة وأن هناك من يهمه أمرهم .
في اليوم الثالث قمت باصطحاب الأيتام إلى احد مطاعم بغداد حيث وعدتهم بدعوتهم إلى وجبة عشاء في احد المطاعم  وكانت بمثابة رحلة استمتع الأيتام بها كثيرا وهي من ضمن برامجنا التي سنتواصل بها معهم كونها تعتبر كسرا للروتين الذي تعودوا عليه ) . انتهت ايام العيد الثلاث لكن مازال هناك برنامجا حافلا لم ينته، فقد أضاف الذهبي : (  في اليوم الرابع قمنا بجولة في الباص في عدد من مناطق بغداد العزيزة شملت شارع أبي نؤاس والكرادة والباب الشرقي وكورنيش الأعظمية ) .
طلبت من السيد مدير الدار أن يحدثني باختصار عما حققه للأيتام يستحق ذكره والحديث عنه كي يكون حافزا لبقية منظمات المجتمع المدني التي تعنى بالمرأة والطفل والذين ندعوهم من خلال هذا التحقيق أن يكتبوا ألينا ويرسلوا لنا إنجازاتهم ليكون تكريما لهم ولدورهم المميز في المجتمع في هذا الظرف الصعب الذي يمر به بلدنا، فكان له الحديث : ( إن من أهم منجزات الدار هو الحصول على المستمسكات الرسمية لجميع الأيتام بالدار لأنهم كانوا لا يمتلكون إي مستمسك إما بسبب صغر سنهم عندما توفي والديهما أو بسبب التهجير أو بسبب عدم الاستدلال على عناوينهم هذا أولا، وثانيا إعادة جميع الأيتام إلى مقاعد الدراسة، وحاليا هم من أفضل الطلاب في مدارسهم وبشهادة كادرهم التدريسي حيث حصلنا على كتاب شكر من المدرسة والتربية، وثالثا لدينا خمسة من أيتامنا يمثلون منتخب العراق بالغطس وهم إبطال العراق وبدون منافس، ورابعا شكلنا فرقة مسرحية قدمت العديد من العروض التي نالت استحسان الجمهور وكانت فرقتنا لسان حال أيتام العراق، وخامسا استطعنا أن نقوم بدمج أكثر من ثمانين يتيما مع اسر بديلة، وسادسا لدينا احد الأيتام طارق محمد يقوم حاليا بإدارة مكتب المشروع كونه يتقن استخدام الحاسوب بصورة جيدة جدا فقد اجتاز دورة إعلامية بنجاح أقامتها منظمة تموز للتنمية الاجتماعية ) .
لم يكن ذلك كل شيء فهناك الكثير مما قدمه الذهبي خلال السنوات الماضية لا يمكن إلا اختصاره من باب التعريف، فكانت الدورات التدريبية للأطفال أمرا مثيرا للاهتمام بالفعل لصغر سن الأطفال، فتتمة الحديث للسيد هشام : ( ضمن برامج الدار خلال العطلة الصيفية قمنا بفتح دورات لتعليم الحاسوب والحلاقة والخياطة وبإشراف كادر متخصص، وقد خصصنا فترة شهرين لكل دورة وذلك   كي يتعلم الأطفال مهنة قد تنفعهم بالمستقبل وتمكنهم من الاعتماد على أنفسهم، وبالفعل استطعنا أن نصنف الأيتام بحسب ميولهم وقابليتهم، ونجح كل واحد منهم في دورته  . وألان لدينا صالون حلاقة لحلاقة أطفالنا دون الحاجة إلى إرسالهم إلى الصالونات الخارجية، وبذلك نكون قد وفرنا مبالغ الحلاقة ونفس الشيء ينطبق على الخياطة، حيث يقوم الأطفال حاليا بخياطة ملابسهم وملابس زملائهم في الدار بأنفسهم .  أما دورة الحاسوب ونظرا للإقبال الكبير من قبل جميع الأطفال عليها فقد قررنا تمديدها شهرا كاملا لكون أن برامجها التعليمية كثيرة وتحتاج إلى وقت أطول ) .
وعن مشاريع البيت القادمة.. يوضح الذهبي : ( برغم قلة ملاكنا من الباحثين والمربين لكننا نعد التحضيرات لفعاليات عدة منها السعي لتحويل دورة الخياطة إلى مشغل إنتاجي ومحاولتنا لمد جسور التعاون مع منظمات ومؤسسات بتوفير حاجتهم من الملابس والصدريات والأعلام لتشكل معينا ماليا لأطفالنا، وكذلك نستعد لتشكيل فريق للجمناستك بالتعاون مع الاتحاد العراقي المركزي للجمناستك، كما نعمل على إعداد برنامج منوع لفعالية يوم اليتيم العالمي في الأول من نيسان 2012 القادم وهي مناسبة سنوية تهتم بها الدول كافة والمنظمات الإنسانية الدولية، حيث
تم كتابة اوبريت غنائي يحمل اسم (الفجر لنا) سوف تقدمه فرقتنا بهذه المناسبة ضمن مهرجاننا السنوي لهذه الذكرى . هذا بالإضافة إلى عمل اوبريت ضخم آخر يضم عدد من الأيتام في العالم العربي من مصر ولبنان وسوريه والعراق يحمل اسم (حلم اليتيم العربي) يتحدث عن معاناة الأيتام في البلدان العربية كونها معاناة واحدة ويدعو الجميع لاحتضان الأيتام ورعايتهم جاري العمل فيه ) .
وأوضح لنا مدير الدار بأن هناك استعداد يجري لتشكيل فرق مسح ميداني لغرض إحصاء عدد الأيتام والمتسربين من المدارس والأطفال الذين يعملون بعمر مبكر أي العمالة المبكرة في مدينة الصدر وعدد من الإحياء المحيطة بها.
– إزاء كل هذه الفعاليات هناك من يسأل عن مصادر تمويلكم وما دور المؤسسات الحكومية معكم؟
ـ كثير من الميسورين يزوروننا دوريا ويتابعون أحوال أطفالنا وما يحتاجونه ومنها تأمين السكن والملابس وإعانات مالية ومعظمهم من التجار وأصحاب المشاريع الخاصة والبعض منهم موظفين بدوائر حكومية مثل وزارات النفط والشباب والرياضة والوقفين السني والشيعي وجمعية الهلال الأحمر العراقية وهذه الأخيرة كانت سابقا تقدم (سلة غذائية) ثم توقفوا ولا نعرف الأسباب، ولنا أيضا جسور دعم مستمر وزيارات متبادلة مع منظمات مسيحية خيرية مثل (أخوية المحبة) و(مدرسة خيمة العذراء).
الدار حاليا تضم 36 طفلا أعمارهم بين  5 إلى 17 سنة ومعظمهم من ضحايا الجرائم والعمليات الإرهابية . وتشكل نسبة 30 % منهم  من ضحايا تفكك الأسرة أو رفض احد الوالدين العيش في كنفها جراء الطلاق أو الفقدان أو الزواج لمرة ثانية وثالثة .
وفي السياق ذاته تحدثنا مع أقدم منتسب للبيت (طارق محمد صبري) وهو هنا منذ العام 2004 ووجدناه يعمل كسكرتير لإدارة البيت ويؤدي مهام كثير كإعداد التقارير والعمل على الحاسوب والعلاقات العامة . وطارق يتيم الأب ووالدته معزولة وتعاني من مرض نفسي حاد وكان حديثه التالي 🙁 البيت داري الأول والأخير وأطفالنا كلهم إخوتي وواجبي متابعتهم ورعايتهم ومساعدة الباحثين بعملهم ويضيف بفخر.. قبل أسابيع تخرجت من دورة إعلامية وأخرى عن المونتاج والتصوير من منظمات مدنية وإعلامية ) .
وعن اصغر واحدث طفل دخل البيت، يجيب طارق : إن محمد عماد عمره 5 سنوات والداه منفصلان ولا احد يريد رعايته وجاءت به عمته وهو أخونا الأصغر وتحت رعايتنا ومحبتنا.
– ما هو مصير من أكمل حياته بالبيت وماذا يعمل الآن فأجابنا؟
ـ فادي محمد صادق.. الذي صار عمره 18 سنة واعتمد على نفسه وخرج للمجتمع وساعدناه في إيجاد عمل والزواج ولديه الآن طفلا لكنه يزورنا بكل مناسبة ويتفقدنا دوما.. كما تخرج من الدار أخونا (احمد خضير) وساعدناه بالزواج وتأثيث وتأجير دار له وهو أصلا يتيم الأبوين ويزورنا باستمرار .

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب