10 أبريل، 2024 4:43 م
Search
Close this search box.

خيبة أمل أنقرة .. هل يُنذر الأمر بمواجهة عسكرية “تركية-روسية” في إدلب ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تُشير تطورات الأحداث في الأزمة السورية، وتحديدًا الخاصة بـ”إدلب”، والمفاوضات “الروسية-التركية” لإنهاء المواجهات العسكرية بين القوات التركية والقوات السورية، إلى استمرار الحوار “الروسي-التركي” واحتمالات أن يكون هناك إما جولة محادثات جديدة، أو نقل ملف أزمة “إدلب” إلى المستوى الرئاسي وعقد قمة مرتقبة بين “بوتين” و”إردوغان”.

وكانت “موسكو” قد أحتضنت جولة جديدة من المحادثات “الروسية-التركية”، خلال يومي 17 و18 شباط/فبراير الحالي، وسط معلومات أشارت إلى “تحقيق تقدم ملموس، وإن كانت بعض النقاط ما زالت عالقة، وتحتاج إلى مزيد من الحوار”، حيث رفض الوفد التركي “خريطة” قدمها الجانب الروسي لخطوط تماس جديدة في “إدلب”، شمال غربي “سوريا”، خلال المفاوضات بينهما.

وكان وزير الخارجية الروسي، “سيرغي لافروف”، قد لفت الأنظار بتصريحات وصفت بأنها “متفائلة”، قبل يوم من عقد هذه الجولة، عندما أشار إلى وجود “تفاهم كامل” بين الجيشين الروسي والتركي في “إدلب”، وأعرب عن أمل في أن ينعكس هذا التفاهم على أجواء محادثات الطرفين.

وبدا أن محادثات “موسكو” مثلت فرصة جديدة للاتفاق، بعدما فشل الجانبان في جولتين سابقتين من المشاورات في تقريب وجهات النظر، خصوصًا على خلفية التصريحات القوية لـ”أنقرة” باحتمال إطلاق عملية عسكرية واسعة.

روسيا تدعم الجيش السوري..

وأكد “لافروف” أن “روسيا”، في “إدلب” السورية، تدعم الجيش السوري، الذي يُرد على الاستفزازات فقط.

وقال “لافروف”، في مؤتمر صحافي عقب لقائه مع نظيره الأردني: “لم يتم إنشاء بعد خط منزوع السلاح على طول محيط منطقة إدلب، علاوة على ذلك، يستمر القصف من منطقة خفض التصعيد على مواقع الجيش السوري، والأهداف المدنية وهناك محاولات مهاجمة قاعدتنا في حميميم”.

وأشار إلى أن هذه الأعمال التي تقوم بها القوات المسلحة السورية؛ هي استجابة لإنتهاك صارخ لاتفاقات “إدلب”.

تقارب.. ليس على المستوى المطلوب..

إلا أنه بعد انتهاء المحادثات، كشف وزير خارجية تركيا، “مولود تشاووش أوغلو”، اليوم، أن هناك تقاربًا مع “روسيا” في محادثات “سوريا”، لكنها ليست على المستوى المطلوب بعد.

وقال “تشاووش أوغلو”، في مقابلة: “سنكثف المحادثات مع روسيا بشأن إدلب السورية في الأيام المقبلة”.

وأضاف أن الرئيسين التركي والروسي قد “يناقشان الأمر أيضًا”.

كما قال مسؤول تركي، اليوم؛ إن “تركيا” و”روسيا” تناقشان احتمال تنفيذ دوريات مشتركة حول “إدلب”، كخيار لضمان أمن المنطقة.

وقال المسؤول التركي: “تركيا وروسيا وإيران ستجتمع في طهران، الشهر المقبل، لبحث الأوضاع في إدلب، كما أن وفدًا روسيًا قد يتوجه إلى أنقرة قبل ذلك”.

بعيدة عن تلبية مطالب تركيا..

وجاءت تعليقات “شاووش أوغلو”، عقب تصريحات من رئيس تركيا، “رجب طيب إردوغان”، الذي قال أمس الأربعاء؛ إن محادثات “موسكو” بشأن إدلب “لم تُحقق النتائج المرجوة؛ وهي بعيدة عن تلبية مطالب تركيا”.

تهديد بشن عملية عسكرية..

وكانت “أنقرة” قد فشلت، الثلاثاء، في إقناع “روسيا” بممارسة ضغط على الرئيس السوري، “بشار الأسد”، لسحب جيشه من “إدلب” الذي بدأ عمليات عسكرية لاستعادتها من فصائل مدعومة من “تركيا”.

ووجه “إردوغان”، الأربعاء؛ ما وصفها بتحذيرات نهائية للحكومة السورية بخصوص “إدلب”، قائلًا إن العملية العسكرية التركية هناك “مسألة وقت”.

وذكر “إردوغان”، في خطاب ألقاه في “أنقرة”: “أكملنا استعداداتنا العسكرية في إدلب وعمليتنا هناك مسألة وقت، وقد نأتيكم بغتة”، مضيفًا أن “أنقرة” عازمة على جعل “إدلب” السورية، “منطقة آمنة”، حتى مع استمرار المحادثات مع “روسيا”.

هجوم سوري أدى لنزوح 900 ألف شخص..

وتنفذ القوات السورية، التي تدعمها حملة جوية روسية، هجومًا في أجزاء من محافظة “إدلب” بالقرب من “تركيا”، الأمر الذي دفع آلاف المدنيين للنزوح ودفع “تركيا” للمطالبة بوقف إطلاق النار.

وتتهم “موسكو”، “تركيا”، بالاستخفاف بالاتفاقات التي أبرمتها معها بشأن الحرب الدائرة، منذ تسع سنوات، في “سوريا” كما تتهمها بالفشل في كبح جماح المتشددين في “إدلب”، الذين قالت إنهم يشنون هجمات على القوات السورية والروسية.

وكانت “الأمم المتحدة” قد أعلنت، الإثنين، أن المواجهات في شمال غرب سوريا “بلغت مستوى مرعبًا”، وأدت إلى فرار 900 ألف شخص منذ بدء هجوم الجيش السوري، في كانو أول/ديسمبر الماضي.

ونقلت وكالة (فرانس برس)، عن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، “مارك لوكوك”، في بيان قوله: “نعتقد الآن أن 900 ألف شخص نزحوا، منذ كانون أول/ديسمبر، غالبيتهم الكبرى من النساء والأطفال”.

تعقيبًا على ذلك، قال الدكتور “فايز حوالة”، المحلل السياسي، إن جولة المباحثات الثانية بين “موسكو” و”أنقرة” لم تشهد توافقًا على ما يبدو، محملًا مطالب الرئيس التركي المسؤولية، والتي تمثلت في مهلته إلى الجيش العربي السوري؛ للعودة خلف النقاط التركية، أي تسليم كل النقاط المحررة من الإرهاب للنظام التركي، ما لا يتسق مع مخرجات “سوتشي” و”آستانا”، ولن يقبل به الجيش السوري صاحب الأرض.

وأضاف أن “إردوغان” يرى الآن سقوط كل مشاريعه في الشمال السوري، وبالتالي يحاول إنقاذ ما تبقى، فضلًا عن تخوفه من استمرار تقدم الجيش السوري حتى عزل منطقة “عفرين” عن “إدلب”، والسيطرة على مدينتي إستراتيجيتين هما “الأتارب” و”دارة عزة”، ما يعني ضربة قاسمة لكل المشاريع التركية، التي عمل عليها “إردوغان” لسنوات طويلة، حتى قبل 2011.

تريد حل شامل بدستور جديد..

فيما؛ يقول المحلل السياسي التركي حول ما يريده “إردغان” من خلال تهديده بتنفيذ عملية عسكرية في “إدلب”: “تريد تركيا أن تنتهي الأزمة السورية بحل شامل، بدستور جديد وإرضاء الأطراف المتحاربة بما يخدم مصالح تركيا ومصالح الشعب السوري، وما يحصل في سوريا هو إمتداد طبيعي لتركيا، لأن الحرب في سوريا سوف تمتد إلى داخل الأراضي التركية أيضًا، ولكن للأسف الشديد أن الجيش السوري يداهم نقاط المراقبة التركية وقتل بعض العناصر من الجيش التركي، ولا يمكن لتركيا أن تقبل في الفترة الأخيرة، لذلك التصريحات التركية هي أمر طبيعي، ولأن المحادثات التركية الروسية لم تؤدِ إلى نتيجة”.

الجيش السوري سيرد..

فيما تحدث الدكتور “علي الأحمد”، عضو أكاديمية الأزمات الجيوسياسية، عن هدف دخول الجيش التركي إلى الأراضي السورية، قائلًا: إن “جوهر الخلاف في إدلب، أن تركيا لم تستطع فصل المعارضة المعتدلة عن الإرهابيين، وهذا منصوص عليه في اتفاق سوتشي الذي تنفذه تركيا، وانتظرنا أكثر من سنة ونصف، أما إذا نفذ إردوغان تهديداته بالقيام بعملية عسكرية، عندها سيقوم الجيش السوري بالرد عليها، والجيش التركي دخل ليؤازر الإرهابيين”.

خيبة أمل تركية..

من جانبه تحدث المحلل السياسي الروسي، “أندريه أولتسكي”، حول ما يحصل في “إدلب”، قائلًا: “نحن نفهم خيبة أمل القيادة التركية لأنها تفقد السيطرة على المناطق الشمالية في سوريا، لكن هذه الأراضي ليست تابعة لتركيا، ويجب على تركيا أن تنسحب عاجلًا أم آجلًا من هذه الأرض، والسبب الرئيس للتوتر في إدلب هو نجاح الجيش السوري في مكافحة الإرهاب وتحرير الأراضي السورية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب