11 أبريل، 2024 4:01 م
Search
Close this search box.

خوفًا من التهديد بعقوابات “كاستا” .. الرياض تهديء واشنطن بصفقة عسكرية بـ 500 مليون دولار بعد صفقتها مع روسيا !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

فيما يبدو إنقاذًا للموقف مع “واشنطن”، بعد عقد “الرياض” صفقتها العسكرية مع “روسيا”؛ وبعدما كشرت “أميركا” عن أنيابها بإطلاق التحذيرات لعدم إتمام تلك الصفقة، أقرت “وزارة الخارجية” الأميركية، الخميس الماضي، اتفاقًا محتملاً لخدمات الدعم العسكري مع “المملكة العربية السعودية”؛ تصل قيمته إلى: 500 مليون دولار.

وقالت “الخارجية الأميركية”، في بيان نشرته وكالة (رويترز)؛ إن الصفقة المقترحة ستدعم أهداف السياسة الخارجية والأمن القومي لـ”الولايات المتحدة”؛ بالمساعدة في تعزيز أمن دولة صديقة تظل قوة مهمة للاستقرار السياسي والنمو الاقتصادي في الشرق الأوسط.

ويُعد الاتفاق أول اتفاق دفاعي كبير مع “السعودية”، يُرسل إلى “الكونغرس”، منذ تولي، “جو بايدن”، الرئاسة الأميركية، في 20 كانون ثان/يناير الماضي.

ويوفر الاتفاق؛ خدمات دعم الصيانة المستمرة لمجموعة واسعة من طائرات الهليكوبتر، ومنها أسطول مستقبلي من طائرات (سي. إتش-47 دي. شينوك).

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، “جو بايدن”؛ قد جمدت، بشكل مؤقت، مبيعات الأسلحة لـ”المملكة العربية السعودية” و”الإمارات العربية المتحدة”، حيث تُراجع صفقات أسلحة بقيمة مليارات الدولارات وافق عليها الرئيس السابق، “دونالد ترامب”.

تهديد باستخدام قانون “كاتسا” للعقوبات..

ومنذ أيام؛ جددت “الولايات المتحدة الأميركية” تحذيرها لحلفاءها من التعاون مع قطاع الدفاع الروسي، وذلك عقب توقيع “المملكة العربية السعودية” و”روسيا”؛ اتفاقية تهدف إلى تطوير مجالات التعاون العسكري بين البلدين.

وحثّ متحدث باسم “الخارجية الأميركية”، الجمعة 27 من آب/أغسطس الماضي، جميع شركاء وحلفاء “الولايات المتحدة”؛ على تجنب المعاملات الجديدة الرئيسة مع قطاع الدفاع الروسي.

وأوضح المتحدث أن طلب “واشنطن”، تجنب التعامل مع قطاع الدفاع الروسي؛ يأتي لتجنيبها العقوبات وفق القسم (231) من قانون (كاتسا).

وتُعد “السعودية” أكبر مستورد للأسلحة من “الولايات المتحدة الأميركية”، إذ تستورد نحو: 24% من صادرات الأسلحة الأميركية، وفقًا لتقرير صادر عن معهد “ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام”.

توقيع اتفاق “روسي-سعودي” للتعاون العسكري المشترك..

ويوم الإثنين الماضي، وقّعت “السعودية” و”روسيا” اتفاقية تعاون عسكري مشترك، وقال نائب وزير الدفاع السعودي، “خالد بن سلمان”، إنه بحث مع وزير الدفاع الروسي، “سيرغي شويغو”، سُبل تعزيز التعاون العسكري والدفاعي، خلال زيارته الرسمية إلى “موسكو”؛ لحضور المنتدى العسكري التقني، (الجيش 2021).

وأشار “شويغو” إلى عزم بلاده على: “التطوير المطّرد للتعاون الثنائي في المجالين: العسكري والعسكري التقني؛ في شتى المسائل ذات الاهتمام المشترك”، مع الجانب السعودي.

ولفت إلى أنه سيطلع “ابن سلمان”؛ على: “أحدث نماذج السلاح الروسي، بما فيها تلك التي أثبتت فاعليتها في سوريا”.

تنويع التحالفات !

الخبراء السعوديون أكدوا أن المملكة تتجه لتنويع مصادر التسليح، وأن على رأس الدول التي تنفتح عليها “السعودية” هي؛ “روسيا”، لكن الأمر قد لا يقتصر على التسليح فقط، بل سيشمل العديد من الجوانب، بحسب الخبراء.

كما تُشير بعض التوقعات إلى أن مواقف “الولايات المتحدة الأميركية” لم تُعد تُمثل ثقة لمعظم الحلفاء في المنطقة، الأمر الذي يدفعهم نحو تنويع تحالفاتهم، خاصة في منطقة الخليج، خاصة بعد الانسحاب الأميركي من “أفغانستان”، الذي وصف: بـ”الكارثة”.

التقارب “السعودي-الروسي” يُزعج واشنطن..

في الإطار؛ قال الدكتور “أصيل الجعيد”، المحلل السياسي السعودي، إن العلاقات “السعودية-الروسية”، علاقات تاريخية مبنية على الثقة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة؛ وكلاً من “روسيا” و”أميركا” أصدقاء لـ”السعودية”، مضيفًا أن التقارب “السعودي-الروسي” يُزعج “واشنطن”، إلا أن “السعودية”، اليوم؛ ليست كالأمس، حيث اختلفت احتياجاتها الاقتصادية ومصالحها، وبالتالي فإن إزدهار علاقة دولتين؛ هو بكل تأكيد نتيجة تقارب الرؤى المشتركة بشأن المصير المشترك.

وأشار إلى أن “السعودية” تفهم أن “روسيا” و”الولايات المتحدة” تجمعهما علاقة مضطربة تاريخيًا، وأن المملكة مثل الصديق الذي يحترم الكل ويقف على مسافة واحدة من الجميع في كل الملفات، ويتحرك في هذه المساحة بناء على المصالح المشتركة.

ويرى أن “السعودية”، في كل تحركاتها وتقارباتها السياسية؛ تحرص على مصالحها ومصالح حلفائها.

التقارب “السعودي-الروسي” يسير في الاتجاه الصحيح..

وتابع: “لا شك أن التقارب (السعودي-الروسي) يسير في الاتجاه الصحيح، وكلما اقتربت واشنطن، ذات الحزب البيروقراطي، في المكتب البيضاوي حاليًا؛ تجاه إيران، كلما اقتربت السعودية من روسيا أكثر وأكثر ـ في رسالة واضحة أننا سوف نحمي مصالحنا مهما كلف الثمن”.

تحالفات مؤقتة..

من ناحيته؛ قال “سعد بن شرادة”، رئيس مركز دراسات “القرن”، في “السعودية”، إن بعض التحالفات تكون مؤقتة، خاصة أن الإدارة الأميركية كانت أكثر تفهمًا للأوضاع في “السعودية”، وطبيعة العلاقات الإستراتيجية، رغم وجود بعض الاختلافات.

مضيفًا أن الوضع السياسي لدى الإدارة الأميركية الحالية مهتز داخليًا وخارجيًا، وأن ذلك بسبب طريقة تعامل وتفكير القادة في الإدارة الأميركية.

وأشار إلى أن “السعودية” ستبحث عن مصالحها وقوتها مع أي دولة، سواء كانت “روسيا” أو “الصين” أو أي دولة أخرى، رغم أن العلاقات مع “روسيا” تتنامى بمعدل ثابت.

ويرى أن العلاقات مع “روسيا”؛ ستبقى جيدة جدًا، ولكنها قد لا تصل إلى حد التحالف، إلا أنها ستكون من أفضل العلاقات مع الدول العظمى، خاصة في عهد الرئيس، “بايدن”.

علاقات متوترة لا تصب في مصلحة المملكة !

اعتبر الدكتور “شاهر النهاري”، المحلل السياسي السعودي، أن: “العلاقات (السعودية-الأميركية) تمر بحالة سيئة هذه الأيام، فمنذ استلام الرئيس، بايدن، الحكم والعلاقات غير مستقرة، ولم يزر أي مسؤول كبير من البلدين الآخر، وهناك تعامل أميركي مع الحوثيين، حيث أسقط الحوثي، مؤخرًا، من قوائم الإرهاب، ولا تزال الولايات المتحدة تمنع بيع الأسلحة للمملكة؛ بإصرار من الحزب الديمقراطي والرئيس الأميركي، جو بايدن”.

وأوضح أنه: “في الفترة الأخيرة؛ هناك شد من الناحية السياسية والدبلوماسية، وزيارة وزير الخارجية الأميركية للمملكة تعثرت، وهو ما يدل على أن العلاقة بينهما ليست كما يجب أن تكون”.

ويرى أن: “وزارة الخارجية الأميركية؛ وافقت على طلب السعودية وعقدت عدة اتفاقيات عسكرية؛ منها صفقة شراء أسلحة، لكنها لا تصب في خانة الدفاع الجوي الذي تحتاجه المملكة، في مثل هذا التوقيت، خاصة أنها تتلقى الهجمات الجوية عن طريق صواريخ (السام)؛ أو المُسيرة من قبل الحوثي”.

وأكد أن: “هذه الصفقة تحتاج إلى: 30 يومًا من أجل موافقة الكونغرس الأميركي، وقد يتم معارضة الصفقة، هناك مماطلة من الجهات الأميركية ومحاولة لإمساك العصا من النصف، لكن دون تنازلات لصالح المملكة بإعطائها الحق بامتلاك الأسلحة الدفاعية عن أراضيها، سواء من الولايات المتحدة أو روسيا أو غيرها”.

وتابع: “الموضوع يجب أن يخضع لتفاهمات وحوار بين الدولتين؛ للوصول إلى حل، لا يمكن تعليق هذه الأمور بهذا الشكل، خاصة أن المملكة تخوض حربًا في اليمن، وتتلقى العديد من الهجمات الصاروخية على المدن السعودية، والأماكن التي يتواجد فيها قوات سعودية”.

مد وجزر واختلافات سياسية..

من جهته؛ اعتبر “يحيى التليدي”، المحلل السياسي السعودي، أن: “العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة شهدت، خلال ما يزيد عن ثمانية عقود، الكثير من المد والجزر، والاختلافات السياسية أمر طبيعي يحدث بين الحلفاء”.

لافتًا إلى أن: “هناك فرق بين الخلافات على القضايا الإستراتيجية، مثل الحرب ضد الإرهاب واستقرار المنطقة واستقرار أسواق النفط العالمية والوقوف ضد السياسة التوسعية الإيرانية، والاختلافات بشأن تفاصيل أخرى كل دولة لها نظرتها الخاصة في التعاطي معها”.

وتابع: “واشنطن؛ كانت أعلنت مراجعة صفقات أسلحة للمملكة مؤقتًا، واليوم وافقت واشنطن على صفقة سلاح للرياض بقيمة: 500 مليون دولار، هي الأكبر من نوعها منذ وصول، بايدن، للرئاسة، والموافقة جاءت بعد شراكة (سعودية-روسية)؛ وجدل حول تأجيل الرياض زيارة وزير الدفاع الأميركي”.

ويرى “التليدي”؛ أن: “السعودية حرصت على مواجهة الاستدارة الأميركية في المنطقة بحزم وصرامة لإيمانها التام بأنها لن تحتل مركزها الدولي والإقليمي الذي يعكس وزنها وثقلها الحقيقيين؛ إلا من خلال إتباع سياسة واضحة وشفافة وحاسمة في آن واحد”.

واستطرد: “وقد بدأت بالفعل في تحقيق ذلك من خلال مسارين؛ الأول هو تنويع مصادر السلاح واستيراده من العديد من الدول التي تملك تقنياته الحديثة، أما المسار الثاني فهو توطين الصناعات العسكرية، والاعتماد بصورة جذرية وبشكل كبير على سواعد أبنائها في بناء منظومة عسكرية وطنية داخل المملكة، وذلك لأن الرياض آمنت بأن الاعتماد على الدول الأخرى في الحصول على التقنيات العسكرية سيجعل المملكة رهينة لما تجود به تلك الدول”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب