20 أبريل، 2024 4:59 ص
Search
Close this search box.

خمسة اسباب .. ترسم طريق أردوغان نحو الظفر باستفتاء تركيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتبت – لميس السيد :

يجري تدريجياً تدويل السياسة الداخلية التركية، وذلك بفضل الجهود الصريحة التي تبذلها أوروبا للتأثير على الاستفتاء المقبل من خلال منع التجمعات المؤيدة لإردوغان التي سمح بها سابقاً، وفقاً لما نشره مقال الكاتب الهندي “عمير أنس” مؤخراً في صحيفة “ميدل ايست أي” البريطانية.

وضع القادة الأوروبيون، قوات المعارضة التركية في وضع صعب بعد أن أجبروا على إدانة الدول الأوروبية لمنع التجمعات ووقف الوزراء والدبلوماسيين الأتراك الذين يحملون جوازات سفر دبلوماسية من عقد اجتماعات مع المواطنين الأتراك.

تقويض محاولات تركيا إلى الاتحاد الاوروبي

يرى الكاتب أن معارضو أردوغان لا يدركون أن احتمالات أردوغان القوية للفوز تعتمد على القضايا التي لا يستطيع فيها خصومه الخارجيون تقديم نشطاء ضده في الإستفتاء.

وأفضل شئ كان يمكن أن تفعله أوروبا للمساعدة في التصويت بـ”لا” هو تقويض محاولات  انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، على الرغم من حظرها لسنوات.

 مع ذلك.. فبالنظر إلى رد الفعل الأوروبي، فإن القوى العلمانية التركية، التي هي في معظمها من قوى المعارضة والتي استلهمت المثل العليا السياسية للديمقراطية الأوروبية، لا ترى سببا لدعم الرواية الغربية للسياسة التركية.

وبدلاً من ذلك، هناك إجماع متزايد بين الأتراك على أن جميع شركاء البلاد الغربيين وحلفائهم المحليين غير جديرين بالثقة، مما يعطي أردوغان قبضة عليا في الاستفتاء المقبل.

ويطرح “عمير أنس”، في مقاله، خمسة أسباب محددة تفسر إحتمالية أن تجلب هذه الدينامكيات المحافظين والوطنيين والناخبين المترددين للتصويت لصالح أردوغان.

1 . معارضي أردوغان لن يضمنوا انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي

جميع التقارير التي أصدرها الاتحاد الأوروبي بين عامي 2004 و2014 بشأن انضمام تركيا، تقدم صراحة وبسخاء على الدور الذي لعبه أردوغان وحكومته في إضفاء الطابع الديمقراطي على المؤسسات التركية.

وبالنظر إلى سنوات التقارير التي تعترف بإنجازات أردوغان وحكومته، فإن الدول الأوروبية تحتاج حقاً إلى العمل الجاد الآن لإقناع الناخبين الأتراك بأن التقدم نفسه الذي توصلوا إليه قد انعكس.

لذلك عندما يخبر أردوغان شعبه بأن أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين يخونون تركيا ويؤخرون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، فإن تعليقاته جذابة ويمكن تصديقها. لقد كان قريباً جداً من تحقيق الانضمام، وهو ما رفضته المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” والرئيس الفرنسي آنذاك “نيكولا ساركوزي”. إذا فقدت ميركل الانتخابات، يمكن أن يبدأ أردوغان بداية جديدة أكثر واقعية في هذا الشأن.

2 . المعارضة ليس لديها خطة لتحسين اقتصاد تركيا

في الانتخابات الأخيرة، تمكن أردوغان من الحفاظ على شعبيته في الغالب بسبب قدرته على الحفاظ على النمو الاقتصادي للبلاد وحمايته من الأزمة الاقتصادية العالمية عام 2008. وليس هناك ما يشير إلى أن الأتراك قد فقدوا ثقتهم في قدرته على إدارة الاقتصاد، كما لم يقدم أي من المحتجين أي بدائل جذابة. على المدى القصير والمتوسط، لا يزال أردوغان وحزبه أفضل أمل.

 3 . أردوغان محل ثقة في تحسين حالة الأمن

وبسبب الهجمات الإرهابية المتكررة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، لعل أهم مسألة تواجه الأتراك الآن هي الحالة الأمنية. ويعتقد معظم الناخبين أن الجماعات الكردية المسلحة في سوريا وتركيا وتنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة وشبكة فتح الله غولن هي المسؤولة عن الهجمات الإرهابية منذ عام 2015 فصاعداً.

وبالنظر إلى هذه الهجمات، ينظر الأتراك إلى الدعم الأميركي والأوروبي للمسلحين الأكراد في سوريا بشكوك كبيرة. وبالمثل، فإن سياسة تركيا الوحيدة في مناطق “جارابولس” ثم “الباب” أرسلت رسالة قوية إلى الأتراك بأن الحكومة الحالية يمكنها المضي قدماً في هزيمة تنظيم داعش دون الاعتماد على الدعم الأميركي. ويعتبر حلفاء تركيا الغربيون متواطئين مع القوات التي تتهمها البلاد باستخدام الإرهاب ضد تركيا، ولا سيما شبكة غولن والمسلحين الأكراد في أوروبا.

ومن غير المحتمل أن يشارك الناخبون الأتراك في الخطاب الإعلامي الغربي والروسي والإيراني بأن تركيا كانت وراء تسهيل وتعزيز داعش. وقبل بضعة أشهر فقط، اعتذرت وكالة المخابرات المركزية رسمياً لتركيا على مزاعم وجهتها في عام 2014 بشأن تداول النفط بين أنقرة وتنظيم داعش.

4 . أردوغان يملك سجل حافل في سوريا

كانت تركيا ستدقق في سوريا بعد ان لم يتخذ اردوغان سلسلة من الاجراءات التصحيحية بما في ذلك تطبيع العلاقات مع روسيا وتعيين رئيس وزراء جديد يعتقد انه اكثر مرونة وعملياً في السياسة الخارجية من سلفه “احمد داود اوغلو”.

هل يرفض الأتراك حقا سياسة أردوغان السورية؟.. بعد زيادة التعاون التركي الروسي في سوريا، ازدادت ثقتهم في قيادة أردوغان. بعد كل شئ، أصبحت سوريا الآن قضية محلية لتركيا التي توفر الملاذ لثلاثة ملايين لاجئ سوري في حين أن اتفاق اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا عملياً في طريق مسدود.

5 . الناخبون يثقون في “تركيا قوية” أكثر من “تركيا الديمقراطية”

كان هناك دائماً توافق في الآراء بين الأتراك بأن دستور عام 1982، الذي صاغه وأقره قادة الانقلاب العسكري في ذلك العام، ينبغي أن يحل محله تماماً. ولكن لم يتمكن أي حزب سياسي منذ ذلك الحين من تحقيق أغلبية كبيرة بما فيه الكفاية لبدء العملية. وإذا تمت الموافقة عليه، فإن الاستفتاء سيحقق هذا التغيير في النهاية.

ومن بين التعديلات الكثيرة التي أجراها الاستفتاء، يتمثل أحد الجوانب في أن النظام البرلماني التركي سيتحول إلى رئاسة تنفيذية. لكن النقاش حول الاستفتاء أصبح مستقطباً، وقلص إلى التركيز على أردوغان نفسه وطموحاته من أجل المزيد من السلطة، وهو أمر لن يحشد الناخبين بـ”لا” بما فيه الكفاية.

ويرى الأتراك القوميون أن الكثير من حملات مناهضة أردوغان في أوروبا تدار من قبل جماعات استقلال مؤيدة للأكراد، وتؤويها دول الاتحاد الأوروبي، وفي حملاتها للاستفتاء، فإن كلاً من حزب “الحركة الشعبية” و”حزب العدالة والتنمية” يستخدمان بنجاح الهستيريا الغربية ضد تركيا والإسلام. هذا الخطاب السياسي في تركيا، وكذلك عن تركيا من قبل حلفاء البلاد الغربيين يحفز الناخبين الأتراك الشباب الذين يفضلون بالتأكيد سرد أكثر تحفظاً أو قومياً أو معاداة للغرب من الرواية الغربية غير المؤيدة أو الموالية لغولن والأكراد.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب