21 أبريل، 2024 2:31 ص
Search
Close this search box.

خلال زيارته للرياض .. ترامب يعيد هيكلة الشراكة الاستراتيجية في الشرق الأوسط

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب – سعد عبد العزيز :

تستعد الرياض في نهاية الشهر الجاري لاستقبال الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” في أول محطة له في الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة. وفي هذا السياق طالعنا المحلل والباحث السياسي الإسرائيلي “يوني بن مناحم” بمقال نشره “مركز القدس للشؤون العامة والسياسية”، تعرض فيه إلى أسباب اختيار السعودية كمحطة أولى للرئيس ترامب في الشرق الأوسط، والملفات المطروحة على مائدة الزيارة.

ترامب يصلح ما أفسده أوباما..

يقول “بن مناحيم”: “لقد فضَّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يبدأ جولة زياراته إلى الشرق الأوسط المقررة في 23 من أيار/مايو الجاري بالمملكة العربية السعودية، باعتبارها زعيمة العالم السني والخصم اللدود للجمهورية الإيرانية الشيعية.. ويسعى ترامب من خلال زيارته للشرق الأوسط إلى إعادة بناء “الشراكة الاستراتيجية” مع المحور السني المعتدل الذي تخلى عنه الرئيس الأميركي السابق أوباما وفضَّل إيران عليه، حين وقع معها الاتفاق النووي على الرغم من معارضة جميع دول المعسكر العربي السني وإسرائيل”.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن ترامب وصف زيارته المرتقبة للمملكة السعودية بـ”التاريخية”، وهو الوصف ذاته الذي استعمله وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” في التعاطي مع الزيارة. وكانت العلاقات بين المملكة السعودية وإدارة أوباما قبيل نهاية فترة ولايته متوترة للغاية، لكن على ما يبدو أن العلاقات تتجه الآن نحو استعادة بريقها، وذلك لأن الإدارة الأميركية الحالية تأتي على هوى القيادة السعودية لأنها توافقها تماماً في رؤيتها للمخاطر المحدقة بالشرق الأوسط وعلى رأسها إيران وإرهاب تنظيم “داعش”.

لماذا السعودية وليست مصر..

يوضح المحلل بن مناحيم بقوله: “على خلاف الرئيس السابق باراك أوباما الذي اختار قبل ثماني سنوات أن يزور مصر كأول محطة له في الشرق الأوسط، يبدو أن مستشاري الرئيس ترامب قد خلصوا إلى أن المملكة العربية السعودية هي الحليف العربي الأهم للولايات المتحدة في المنطقة، ليس فقط لأنها تسيطر على أكبر احتياطي نفطي في العالم ولكن أيضاً لمكانتها الدينية والإقليمية”.

ويعتقد “بن مناحيم” أن اختيار الرئيس ترامب قد وقع على السعودية، نظراً لاحتوائها على الأماكن الإسلامية المقدسة في مكة والمدينة، ومن ثم يستطيع تفنيد مزاعم من يدعي بأنه يكره المسلمين، ويظهر للجميع أن الولايات المتحدة عازمة على تعزيز حوار الثقافات والأديان.

السعودية تسعى لتحسين صورة ترامب لدى العرب والمسلمين..

يؤكد “بن مناحيم” على أن السعوديين يعملون على تهيئة الرأي العام في العالمين العربي والإسلامي قبيل زيارة ترامب، الذي يُنظر إليه في العديد من تلك البلدان باعتباره رجلاً عنصرياً ومعادياً للإسلام، فيوضح السعوديون أن هذه الصورة قد ألصقها به خصومه إبان المرحلة الانتخابية، بينما هو ليس كذلك على الإطلاق.

ويضيف الكاتب الإسرائيلي أن تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأسبوع الماضي تندرج في هذا الإطار، حيث قال إن “زيارة ترامب للملكة هي رسالة واضحة وقوية مفادها أن واشنطن لا تحمل أية نوايا سيئة تجاه العالم العربي والإسلامي”.

زيارة تاريخية بكل المقاييس..

ثم ينقل المحلل الإسرائيلي عن وزير الخارجية السعودي الجبير أن بلاده تعتزم خلال الأيام القليلة المقبلة دعوة 17 من زعماء الدول العربية والإسلامية للقاء الرئيس ترامب أثناء زيارته للمملكة. وأضاف الجبير أن “الرئيس ترامب خلال وجوده في المملكة سيعقد ثلاثة لقاءات قمة، ستجمع القمة الأولى بينه وبين العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز، بينما ستكون القمة الثانية مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، أما القمة الثالثة والأخيرة فستجمعه بزعماء الدول العربية والإسلامية الذين ستدعوهم المملكة”.

ويرى “بن مناحيم” أن “حجم اللقاءات المرتقبة ومستوى المشاركين فيها يضعنا بالفعل أمام أهم وأضخم زيارة يقوم بها رئيس أميركي إلى الشرق الأوسط بكل المقاييس. فتشير التقديرات إلى أن هذه الزيارة ستشهد إتمام صفقات أسلحة ضخمة تُقدَّر بعشرات مليارات الدولارات، ومنها منظومات أسلحة حديثة سيحصل عليها الجيش السعودي”.

الملف الإيراني على رأس الاهتمامات..

يؤكد الكاتب على أن الملف الإيراني سيكون حاضراً بقوة أثناء الزيارة، باعتباره يمثل مصلحة مشتركة للولايات المتحدة ودول الخليج وفي مقدمتها السعودية. فمن المتوقع أن يبحث ترامب مع مستضيفيه السعوديين الأوضاع في كل من سوريا ولبنان واليمن في ضوء التدخل الإيراني المكثف في تلك الدول، فالرئيس ترامب يعتبر إيران الداعم الرئيس للإرهاب ليس في الشرق الأوسط فقط، وإنما في العالم أجمع، وبالتالي فهناك ضرورة ملحة لكبح جماحها.

القضية الفلسطينية حاضرة..

كما يتوقع بن مناحيم أن تتطرق الزيارة إلى عدد من الملفات الأخرى منها استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية تحت “مظلة عربية”. وتساءل الكاتب: “هل ينوي الرئيس ترامب إقناع السعودية بالموافقة على عقد مؤتمر إقليمي يشهد إطلاق ورعاية المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين ؟”.

ختاماً يرى “بن مناحيم” أن الرئيس ترامب سيحاول الاستفادة من زيارته إلى المملكة السعودية في إنشاء إطار جديد للتعاون مع المحور العربي المعتدل من أجل مواجهة إيران، ومكافحة الإرهاب، ورعاية المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب