خلال زيارته المرتقبة لمصر .. البابا “فرانسيس” يمارس مهمة المشي على الحبل

خلال زيارته المرتقبة لمصر .. البابا “فرانسيس” يمارس مهمة المشي على الحبل

كتبت – لميس السيد :

على الرغم من أن البابا “فرنسيس” سيواجه تحدياً للتوصل إلى التوازن الصحيح في الإسلام خلال زيارته لمصر في الفترة من 28 إلى 29 نيسان/ابريل الجاري، إلا أن هذا ليس الإجراء الشائك الوحيد الذي ينتظره في تلك الزيارة. وفقاً لمقال تحليلي لرئيس التحرير “جون ألين”، نشره موقع “كروكس ناو” الأميركي المهتم بشؤون الكاثوليكيين حول العالم.

حيث يرى الكاتب الأميركي أنه من المتوقع أن يساعد البابا في تشكيل المواقف المسيحية تجاه حكومة الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، التي ينظر إليها على أنها “صديقة للمسيحيين” بالرغم من وجود تحفظات حول الحرية السياسية في مصر.

مهمة ضاغطة..

من الخارج.. تبدو زيارة البابا فرنسيس، ستركز فقط على العلاقة المسيحية الإسلامية، إلا أنها زيارة لا بد ان تشمل الحديث السياسي حول حقوق الإنسان في مصر، وهي مهمة ضاغطة على البابا فرانسيس خاصة انها مسألة تبدو غير اساسية في علاقة إدارة ترامب مع مصر.

فرانسيس والسيسي

ويقول السفير الإيطالي في تونس “باسكال فيرارا”، مؤلف “كتاب عالم فرانسيس: بيرغليو والسياسة الدولية”: إن “رحلة مصر ستكون ذات قيمة رمزية “هائلة”، خاصة بسبب زيارة البابا إلى جامع الأزهر والجامعة في القاهرة”.

ويتابع فيرارا: “بالنسبة إلى معظم العالم العربي والاسلامي فان الازهر هو نقطة مرجعية بما في ذلك الامور الفقهية”. مواصلاً: “وإن زيارة البابا الكاثوليكي لأكبر مركز سني في العالم هو أمر مهم للغاية، لأنه غالباً ما ينظر إلى المسيحية في هذه البلدان على أنها الوجه الديني للليبرالية الاقتصادية الجديدة”.

وجهة نظر غير مطروحة..

مع ذلك ينظر إلى زيارة فرانسيس لمصر من وجهة نظر غير مطروحة، وهي الموقف المسيحي السليم تجاه الرئيس “عبد الفتاح السيسي”، بشكل خاص، والمجمع العسكري السياسي الذي حكم مصر تقريباً بشكل متواصل منذ عام 1952 بشكل عام.

وفي مصر اليوم هناك أساس قوي للدعم المسيحي للسيسي، الذي جاء إلى السلطة في عام 2014 على خلفية “ثورة 30 حزيران/يونيو” التي أسقطت حكومة بقيادة الإخوان المسلمين تحت حكم الرئيس السابق “محمد مرسي”، حيث جعل السيسي حماية المسيحيين المصريين أولوية، وهو أول رئيس مصري يحضر عيد الميلاد في “كاتدرائية القديس مرقس” بالقاهرة.

“ريغيني” و”آية حجازي” قضيتان على أجندة الزيارة..

يناقش الكاتب أن حكومة السيسي وجهت الأمن بإعتقال عشرات الآلاف، وارتكبت انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، بما في ذلك التعذيب والاختفاء القسري والإعدام خارج نطاق القضاء. ويقدر أن ما لا يقل عن 41 ألف شخص، موجودون حالياً في السجون المصرية لأسباب سياسية، وفقاً لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.

وعلى ساحة حقوق الإنسان في مصر أكثر من مثال، منهم، الطالب الإيطالي “غوليو ريغيني”، الذي أكد والده على “أن البابا فرنسيس لن يكون قادراً على القيام بهذه الرحلة دون تذكره، وتوحيد نفسه مع مطالبتنا بالحقيقة من أجل تحقيق السلام”، وأيضاً قضية الأميركية “آية حجازي”، التي اعتقلت بتهم الاتجار بالبشر.

ويدعي العديد من الناشطين المسيحيين في مصر أيضاً أن خطاب السيسي حول كونه صديق للمسيحيين هو أمر غير متحقق على أرض الواقع المصري، وفقاً للكاتب.

وقد أفادت “جماعة التضامن القبطي”، وهي مجموعة مراقبة مستقلة، مؤخراً عن ارتفاع الهجمات ضد المسيحيين خلال العامين الماضيين، بما في ذلك ما لا يقل عن 30 حالة عنف ضد المسيحيين منذ خريف عام 2016.

وبموجب القانون المصري، يمكن لقادة المجتمع المحلي عقد ما يسمى بـ”اجتماعات المصالحة” لحل النزاعات بين المسلمين والمسيحيين، إلا أن النقاد يقولون إن هذه التجمعات غالباً ما تستخدم لتخويف المسيحيين، والضغط عليهم لإسقاط شكاوى الشرطة أو إجبارهم على مغادرة منازلهم والانتقال إلى قرية أخرى، علاوة على تباطؤ إستجابة الشرطة لبلاغاتهم.

إختتم الكاتب الأميركي مقاله التحليلي بأن كل تلك الأمور ستكون محل ترقب العديد من المسيحيين الذين يتطلعون لمعرفة أي نوع من اللهجة سيستخدمه “فرانسيس” أثناء زيارة مصر. فإذا ظهرت لهجة “فرانسيس” متوازنة، بين الإشادة بإلتزام السيسي بالتنوع وحقوق الأقليات، والوضوح حول أهمية الحرية السياسية وسيادة القانون، فإنه يمكن أن يشجع بعض الزعماء المسيحيين في البلاد على اتباع خطاه في مصر.

ولتنفيذ ذلك، دون أن يحرج أحد أبرز رؤساء دول الشرق الأوسط الذين يؤكدون على الدفاع عن حقوق المسيحيين، سيتعين على فرانسيس أن يدرس بعناية الوضع في مصر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة