وكالات- كتابات:
أفاد مصدر إيراني مطّلع؛ قناة (الميادين)، بأن: “الإدارة الأميركية، وبتأثير مباشر من اللوبي الصهيوني، تعمدّ إلى تضخيم حال التأهب في قواعدها العسكرية وممثلياتها الدبلوماسية المنتَّشرة في منطقة الخليج، بهدف خلق أجواء ضاغطة على طهران، ودفعها لتقديم تنازلات في سياق المفاوضات النووية والقبول بالمقترح الأميركي الأخير”.
وشدّد المصدر على أن لا مؤشرات فعلية تدَّل على نية “الولايات المتحدة” التصعيّد العسكري مع “الجمهورية الإسلامية” في المرحلة الراهنة، ما دامت المباحثات مستَّمرة وأرضية التفاهم لا تزال قائمة.
وأشار المصدر إلى أن “تل أبيب” تسعى؛ منذ فترة، إلى جرّ “واشنطن” نحو مواجهة مباشرة مع “طهران”، إلا أن هذا الخيار لا يبدو مطروحًا حاليًا في ظل تمسّك الأطراف الدولية بخيار الدبلوماسية.
وأكد المصدر أن “إيران”، ومن موقعها السيّادي، لن تتنازل تحت أي ظرف عن حقها المشروع في تخصيّب (اليورانيوم)، لكنها لا تُمانع في مناقشة بعض المقترحات ضمن إطار التفاوض المتكافيء.
وختم بالإشارة إلى أن أي اعتداء إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية؛ سيُواجَه برد غير مسبّوق من قبل “طهران”، يُغيّر قواعد الاشتباك في المنطقة.
وجاء ذلك بعد أن كشف مسؤول أميركي؛ أنّه و”استنادًا إلى آخر التحليلات الأمنية، تقرّر خفض عدد أفراد البعثة في العراق”، وذلك في إطار ما وصفه بالإجراءات الاحترازية المستنَّدة إلى تطورات الوضع في المنطقة.
وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار المفاوضات في مسار إحياء “الاتفاق النووي” الموقّع عام 2015، بعد انسحاب “الولايات المتحدة” منه في العهد السابق للرئيس الأميركي؛ “دونالد ترمب”، وفرضها سلسلة من العقوبات القصوى على “إيران”.
في المقابل؛ تسّعى “إسرائيل” إلى تقويض أي تفاهم محتمل بين “واشنطن” و”طهران”، مدفوعة بمخاوفها من تعاظم القدرات النووية الإيرانية، وقد لوّح مسؤولون إسرائيليون مرارًا بخيارات عسكرية أحادية ضد منشآت “إيران” النووية.
وفي هذا السيّاق؛ تتحرك “إيران” ضمن استراتيجية: “الصبر القوي”، حيث توازن بين الاستعداد للمواجهة، والانخراط في مسّار تفاوضي يضمن حقوقها، ويراعي تحولات المشهد الجيوسياسي في المنطقة، لا سيّما في ظل انكفاء أميركي نسّبي وتصاعد أدوار قوى إقليمية جديدة.