تثير خلافة الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يرقد في مستشفى مدينة الطب ببغداد في حال غيبوبة اثر تعرضه لجلطة دماغية حادة قيل انها ادت الى وفاته سريريا جدلا وخلافات سياسية في العراق حيث ينتظر ان يكون على رأس المرشحين لخلافته برهم صالح نائب طالباني في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني بأعتبار ان المنصب هو للمكون الكردي وكذلك اسامة النجيفي رئيس البرلمان القيادي السني في القائمة العراقية وصالح المطلك السني نائب رئيس الوزراء باعتبار ان الرئاسة هي للسنة بحسب المحاصصة الطائفية المعمول بها في العراق منذ عام 2003.
فمنذ انتخاب اول مجلس للنواب العراقي بعد سقوط النظام السابق اصبحت رئاسة الجمهورية للسنة وبينهم الاكراد ورئاسة الحكومة للشيعة ورئاسة مجلس النواب للسنة. وتنحصر خلافة طالباني في حال اختيار شخصية كردية لخلافته برئس وزراء اقليم كردستان السابق برهم صالح نائب طالباني في الاتحاد الكردستاني وحيث يتوقع ان يصر مسعود بارزاني رئيس الاقليم على احتفاظ الاكراد بمنصب رئيس الجمهورية.
اما على الجاب السني فستتنافس شخصيتان على خلافة بارزاني هما النجيفي والمطلك لكن الاول يملك حظوظا اكبر لتولي الرئاسة العراقية نظرا لوجود اجماعي سياسي مقبول على شخصيته. ومن المنتظر ان تمر المناقشات حول هذا الامر بازمات وخلافات قبل ان يتم الاتفاق على ثاني رئيس للجمهورية منذ عام 2003 بين جميع الفرقاء السياسيين.
طالباني بحالة حرجة وقد يكون مات سريريا
واليوم قال مصدر طبي ان الرئيس العراقي جلال طالباني قد توفي سريريا نتيجة اصابته بجلطة دماغية حادة فيما يوجد حاليا رئيس الوزراء نري المالكي وكبار المسؤولين الى جانب غرفة العناية المشددة التي يرقد فيها الرئيس دون الدخول اليها.
واوضح مصدر طبي في بغداد بأن طالباني قد مات سريرياً واضاف إن “رئيس الجمهورية جلال طالباني قد توفي سريرياً، ظهر اليوم، اثر تعرضه لجلطة دماغية حادة فقد على اثرها الوعي تماماً”. وأوضح أنه “من الناحية الطبية فالرئيس يعد ميتاً سرسرياً ويعيش حالياً على الأجهزة المرتبطة به حالياً” .
وقال مصدر في الفريق الطبي المعالج الذي يضم اختصاصيين واساتذة بكلية الطب انه يسعى حالا لتحقيق استقرار في الوضع الصحي للرئيس طالباني بعد تعرضه الى جلطة دماغة. وقال ان طالباني مازال في حالة اغماء منذ ليلة امس ولم يفق . واوضح ان ” حالة الاغماء تزيد الخطورة وقد صعبة مهمة الفريق الطبي لمعرفة وتشخيص حجم الضرر والتلف في الدماغ جراء الجلطة التي اصابته “. واشار الى
إن “الرئيس جلال طالباني وضع على أجهزة القلب المتنقلة (البنتليتر) والتي تمتاز بأنها تقوم بإعادة تنشيط وتشغيل مخ ورئة المريض، بالإضافة إلى رسم وتخطيط القلب وتحريكه والذي يستخدم عادة للحالات المرضية الحرجة التي لا يمكن نقلها إلى مستشفى آخر”. وأوضح المصدر أن “حالة الرئيس متدهورة وفي حال استفاق من غيبوبته خلال 24 ساعة فلن يستطيع أن يمارس عمله الا بعد ثلاثة اشهر”.
وكانت الرئاسة العراقية اعلنت في وقت سابق اليوم ان طالبانيي قد نقل المستشفى اثر تعرضه لعارض صحي نتيجة الارهاق الذي اصابه بعد جهود مكثفة بذلها لتحقيق الوفاق والاستقرار في البلاد.
فقد اصدرت الرئاسة بيانا قصيرا حول وضع طالباني (79 عاما) الصحي جاء فيه “بذل فخامة الرئيس جلال طالباني خلال الاونة الاخيرة جهودا مكثفة بهدف تحقيق الوفاق والاستقرار في البلاد. وبفعل الارهاق والتعب تعرض فخامته الى طاريء صحي نقل على اثره مساء الاثنين 17 كانون الاول 2012 الى المستشفى في بغداد، حيث يقوم على رعايته كادر طبي متخصص سيصدر تقريرا طبيا في وقت لاحق”.
وكان اخر نشاط لطالباني هو اجتماعه امس مع رئيس الوزراء نوري المالكي حيث اتفقا على أن يقوم المالكي بدعوة وفد من اقليم كردستان إلى بغداد من أجل استئناف المباحثات، واعتماد التهدئة والدستور في حل الخلافات. وقالت رئاسة الجمهورية ان المسؤولين الكبيرين تبادلا نقاشا حول الأوضاع في العراق والمنطقة بشكل عام.
وكان طالباني عاد الى العراق في 17 ايلول (سبتمبر) الماضي بعد رحلة علاج في المانيا استمرت ثلاثة اشهر بعد ان اجريت له عملية ناجحة في الركبة. وقبل ذلك عولج طالباني مطلع عام 2007 في مدينة الحسين الطبية بعمان التي يشرف عليها الجيش الاردني اثر معاناته من ارهاق شديد وفقدان الكثير من السوائل في جسمه.