16 نوفمبر، 2024 11:22 ص
Search
Close this search box.

خلافات المرحلة المقبلة تطفو على السطح بين أميركا وإسرائيل .. فهل يتراجع “نتانياهو” ؟

خلافات المرحلة المقبلة تطفو على السطح بين أميركا وإسرائيل .. فهل يتراجع “نتانياهو” ؟

خاص : كتبت – نشوى الحفني:

في الوقت الذي أعلنت فيه وسائل الإعلام الأميركية عن بدء “إسرائيل” بإغراق أنفاق “غزة” من مياه البحر، بدا الاختلاف جليًا بين “واشنطن” و”تل أبيب”، فقد نقلت وكالة (رويترز) للأنباء، مساء الثلاثاء، عن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، قوله إن على رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”: “تغييّر حكومته”.

وذكر “بايدن”؛ خلال فعالية لجمع التمويل لحملته الانتخابية في “واشنطن”، أن الحكومة الإسرائيلية بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بسبب القصف العشوائي على “قطاع غزة”، مضيفًا: “لقد بدأوا يفقدون هذا الدعم”.

وتابع: “على رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ نتانياهو، تغييّر حكومته المتشّددة”.

وأبرز الرئيس الأميركي: “هذه هي الحكومة الأكثر محافظة في تاريخ إسرائيل، وهي لا تُريد حل الدولتين”.

ويأتي حديث “بايدن” بعد وقتٍ قصير من مقطع مصور نشره “نتانياهو”، على حسابه في منصة (إكس)، يقول فيه إن “واشنطن” و”تل أبيب”: “تختلفان بشأن المرحلة اللاحقة للحرب في غزة”.

اختلاف بشأن المرحلة اللاحقة..

وذكر “نتانياهو” أن “الولايات المتحدة” تدعم “إسرائيل” في أهدافها المتمثلة في القضاء على (حماس) واستعادة المحتجزين لدى الحركة الفلسطينية، لكنه أشار إلى أن الحليفتين تختلفان بشأن المرحلة اللاحقة للحرب في “غزة”.

كما أعلن رفضه مجددًا تأييد عودة “السلطة الفلسطينية”؛ المدعومة من الغرب، بقيادة الرئيس؛ “محمود عباس”، لحكم “غزة”، وقال إن “غزة”: “لن تكون حماسستان ولا فتحستان”. و(فتح) هي الحركة التي ينتمي إليها “عباس”.

ويواصل الجيش الإسرائيلي حربه على “غزة”، ويقول إن الهدف هو: “القضاء على (حماس)”، في الوقت الذي تدعو فيه عدة دول إلى وقف إطلاق النار وهدنة طويلة، تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للقطاع المحاصر.

إغراق أنفاق “حماس”..

تصريحات “بايدن” تأتي بالتزامن مع إعلان صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية، أمس الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي بدأ بضخ مياه البحر إلى مجمع الأنفاق الضخم التابع لـ (حماس) في “غزة”، في إطار خطة لتدمير البُنية التحتية التي تدعم عمليات الحركة من تحت الأرض قد تستمر لأسابيع.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين إن: “خطوة إغراق الأنفاق بالمياه من البحر الأبيض المتوسط، والتي لا تزال في مرحلة مبكرة، هي مجرد واحدة من عدة تقنيات تستخدمها إسرائيل لمحاولة تطهير الأنفاق وتدميرها”.

ورفض متحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي التعليق؛ قائلاً إن عمليات الأنفاق سّرية، بحسّب الصحيفة.

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن: “شبكة (حماس) الضخمة تحت الأرض كانت أساسية لعملياتها في ساحة المعركة، موضحة أنها تستخدمها لشّن الهجمات وتخزين الأسلحة، فضلاً عن وجود اعتقاد بأن (حماس) تحتجز الرهائن داخلها”.

لكن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يرون أن: “نجاح العملية ما يزال قيّد التقيّيم؛ خصوصًا أن الأنفاق تمتد لنحو: (300) ميل، إضافة لوجود أبواب مضادة للانفجار داخلها”.

وأكد مسؤولون أميركيون أن: “غمر الأنفاق، والذي من المُرجّح أن يسّتغرق أسابيع، بدأ في الوقت الذي أضافت فيه إسرائيل مضختين أخريين إلى المضخات الخمس التي تم تركيبها الشهر الماضي؛ وأجرت بعض الاختبارات الأولية”.

وأعرب بعض مسؤولي إدارة الرئيس؛ “جو بايدن”، عن قلقهم من أن استخدام مياه البحر قد لا يكون فعالًا ويمكن أن يُعرض إمدادات المياه العذبة في “غزة” للخطر، لكن مسؤولين آخرين يرون أن الخطة قد تدمر جزءًا من الأنفاق.

شّن حرب ضد قوات أمن “السلطة الفلسطينية”..

في الوقت ذاته؛ أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، الثلاثاء، أن “إسرائيل” تسّتعد لاحتمال شّن حرب ضد قوات الأمن التابعة لـ”السلطة الفلسطينية”، وذلك على خلفية الحديث عن تقديم تنازلات للفلسطينيين والتعامل مع جلب عمال فلسطينيين إلى “إسرائيل”.

وفي مناقشة مغلقة جرت في “لجنة الشؤون الخارجية والأمن” مع رئيس الوزراء، سأل أعضاء (الكنيست)؛ “نتانياهو”، عن إمكانية حدوث: “سيناريو عكسي”، وهي الحالة التي تصّوب فيها قوات “السلطة الفلسطينية” بنادقها نحو الجيش الإسرائيلي في “الضفة الغربية” المحتلة، في إطار تعاون محتمل مع (حماس).

وأجاب “نتانياهو”، وفق القناة الثانية الإسرائيلية: “سيناريو الانقلاب مألوف لدينا وهو مطروح على الطاولة. نحن نناقشه. ونُريد أن نصل إلى وضع حيث إذا حدث مثل هذا الحدث ففي غضون دقائق قليلة سيكون هناك طائرات هليكوبتر في الجو للرد”.

وفي المناقشة؛ قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن: “اتفاق أوسلو كارثة أسّفرت عن نفس عدد ضحايا هجوم 07 تشرين أول/أكتوبر، لكن في فترة أطول”.

وأضاف: “اتفاقات أوسلو؛ هي الخطأ الأساس، لقد أخذت أكبر عدد من الضحايا”، في إشارة إلى اتفاق السلام عام 1993.

وتابع “نتانياهو”: “العامل المناهض للصهيونية والمعادي لليهود حضر إلى هنا”، بموجب “اتفاق أوسلو”.

“نتانياهو” يبحث عن تفجير الأوضاع !

فيما ردت الرئاسة الفلسطينية وحركة (حماس)، أمس، على تصريحات “نتانياهو”، قائلة إن: “نتانياهو؛ يبحث عن تفجير الأوضاع في الضفة الغربية للقضاء على كل مقومات الاستقرار الأمني والسياسي ومحاوله تدمير أي أفق سياسي متبّق لمستقبل السلام”.

وقال المسؤول؛ الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن: “نتانياهو؛ يبحث عن مبررات من أجل تحويل الضفة الغربية إلى قطاع غزة”.

وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي: “يعيش أزمة كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي ويُريد أن يبقى في رئاسة الوزراء والثمن الدم الفلسطيني في قطاع غزة”.

وأكد المسؤول أن: “السلطة؛ قد أتت إلى فلسطين عبر اتفاقيات دولية، وأن السلطة الفلسطينية لن تنّجر إلى تصريحات نتانياهو الذي يُحاول الضغط على السلطة من خلال وقف المقاصة وحملات الاجتياح اليومية إلى مدن وقرى المخيمات الفلسطينية”.

فضحت نواياه لإشعال “الضفة الغربية”..

كما قال الناطق الرسّمي باسم الرئاسة الفلسطينية؛ “نبيل أبو ردينة”، إن التصريحات التي أدلى بها “نتانياهو”: “تُعبر بشكلٍ واضح عن نواياه المبّيتة، ووجود قرار إسرائيلي لإشعال الضفة الغربية، وذلك استكمالاً للحرب الشاملة التي تُشنّها سلطات الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني وأرضه، ومقدسّاته في قطاع غزة، والضفة الغربية، بما فيها القدس”، حسّب ما نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية؛ (وفا).

وأضاف “أبو ردينة”؛ أن: “تصريحات نتانياهو التي أشار فيها إلى إنشاء سلطة مدنية تابعة لإسرائيل في قطاع غزة مُدانة ومرفوضة، وتُشكل تحديًا للمجتمع الدولي برمته، وللمواقف المعلنة للإدارة الأميركية، التي أعلنت رفضها لإعادة احتلال غزة أو اقتطاع أي جزء منه”.

وشّدد على موقف الرئيس الفلسطيني؛ “محمود عباس”، الذي أكد فيه أن “قطاع غزة” جزءً لا يتجزأ من أرض “دولة فلسطين”، وأن “منظمة التحرير الفلسطينية” هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن هذه التصريحات: “تأتي في إطار ما يجري من حرب إبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، من عمليات قتل واعتقال للمواطنين الفلسطينيين واقتحامات للمدن والقرى والمخيمات، وتهجير قسّري للسكان، خاصة في الأغوار، وحجز أموال المقاصة الفلسطينية”.

وقال الناطق الرسّمي باسم الرئاسة؛ إن السلطات الإسرائيلية ستُجر المنطقة إلى حروب لا تنتهي، وتُهدد الأمن والسّلم الدوليين.

“أميركا” صاحبة الضوء الأخضر..

وطالب “أبو ردينة”؛ الإدارة الأميركية: بـ”تحمل مسؤولياتها، وإلزام سلطات إسرائيل بوقف جرائمها المتصاعدة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس، لأنها الجهة الوحيدة القادرة على وقف العدوان”.

وأشار إلى أن استعمال “الولايات المتحدة” لحق النقض؛ (الفيتو)، هو الذي: “أعطى الضوء الأخضر لإسرائيل على الاستمرار في الحرب والعدوان والجرائم، التي تجاوزت جميع محرمات القانون الدولي”، مؤكدًا أن: “قرار وقف الحرب هو بيد الرئيس الأميركي أولاً وأخيرًا”.

تستهدف القضاء على “حماس”..

كما علقت حركة (حماس)؛ التي تقول “إسرائيل” إنها تهدف للقضاء عليها في “قطاع غزة”، على تصريحات “نتانياهو”.

وقالت الحركة في بيان؛ إن: “تصريحات نتانياهو تؤكد نوايا الاحتلال الرامية لاستهداف شعبنا الفلسطيني سواء في غزة أو الضفة، وبأنه لا يكتّرث حتى بمن قبل بالتسّوية السياسية معه، وبأنه يسّعى لترسّيخ الاحتلال في أراضينا المحتلة وفي مقدمتها القدس والمسجد الأقصى”.

وأضافت: “ندعو السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية إلى تجاوز مفاعيل اتفاقيات أوسلو، ووقف كافة أشكال التنسّيق الأمني مع الاحتلال، والانتقال إلى مربع المقاومة الشاملة وحشد كافة الطاقات لمواجهة الاحتلال وقطعان مسّتوطنيه حتى تحرير الأرض والمقدسات، وتحقيق تطلعات شعبنا بانتزاع حقوقنا الوطنية كاملة من احتلال لا يفهم إلا لغة القوة”.

وكشفت “وزارة الصحة” في “غزة”، في بيان أمس، أن ما لا يقل عن: (18412) أشخاص قُتلوا؛ وأصيب: (50100) آخرون في الغارات الإسرائيلية على “قطاع غزة”.

اتجاه نحو تعدي “مرحلة الانهيار”..

ومؤخرًا؛ وصف مفوض “الأمم المتحدة” السّامي لحقوق الإنسان؛ “فولكر تورك”، الوضع في “غزة”، بأنه محفوف بمخاطر شديدة، قائلاً إن القطاع على وشك أن يتعدى: “مرحلة الانهيار بكثير”.

وأضاف “تورك”: “إذا نظرتم إلى الوضع الإنساني في الوقت الراهن فسّتجدونه محفوفًا بالمخاطر.. محفوفًا بالمخاطر على نحوٍ كبير. إنه على وشك تجاوز مرحلة الانهيار بكثير”.

واستخدمت “الولايات المتحدة”؛ الجمعة، حق النقض ضد مشروع قرار لـ”مجلس الأمن” يدعو إلى: “وقف إنساني فوري لإطلاق النار” في “غزة”؛ رُغم ضغوط الأمين العام للأمم المتحدة؛ “أنطونيو غوتيريش”، الذي يخشى: “انهيارًا كاملاً للنظام العام” في “قطاع غزة”.

وكان “مجلس الأمن” احتاج إلى أكثر من شهر بعد بدء الحرب بين “إسرائيل” وحركة (حماس)؛ لكي يتحدث بصوتٍ واحد واكتفى في منتصف تشرين ثان/نوفمبر، بعد رفض أربعة نصوص، بطلب: “هدنات” إنسانية.

وعبّرت عدة دول ومنظمات مدافعة عن حقوق الإنسان عن أسفها لفشل المجلس؛ الجمعة، وبينهم “غوتيريش”؛ الذي اعتبر الأحد أن سلطة ومصداقية “مجلس الأمن”: “مهددة”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة