شهدت المحافظات العراقية السنية المحتجة اليوم مظاهر غضب وحماسة وهتافات حماسية خلال خطب الجمعة ضد شاتمي صحابة النبي محمد وزوجته عائشة حيث اتهم الخطباء بحمايتهم وشن حرب طائفية ضد السنة ودعوا الى تدخل دولي يوف سفك دماء العراقيين ..
فقد شهدت ست محافظات عراقية شمالية وغربية هي الانبار وديالى ونينوى وكركوك وبغداد وصلاح الدين صلوات جمعة تحت شعار “عراق الفاروق عمر” وذلك بعد يوم من تنظيمها اضرابا عاما وتظاهرات مطالبين بتشريع قوانين تمنع الاساءة للصحابة ومطالبة الحكومة بمعاقبة المسيئين من الذين يسبون ويشتمون صحابة النبي محمد وزوجته عائشة ودعوتها الى إنزال القصاص العادل بهم . وردد المتظاهرون شعارات تدافع عن الصحابة وتدعو الى الوحدة ونبذ الفرقة والتصدي للفتن الطائفية متهمين الأجهزة الأمنية بتوفير الحماية لعدد من مثيري الفتن الطائفية مشيدين بموقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر من تلك الاحداث وإعلانه البراءة من المتجاوزين على الرموز الإسلامية .
خطيب جمعة الفلوجة
وفي ساحة الاعتصام بمدينة الفلوجة في محافظة الانبار الغربية فقد اشار خطيب الجمعة الى ان سنة العراق يعانون ظلما وانتهاكا للاموال والاعراض هو جزء من معناة العراقيين جميعا في المجالات الامنية والاقتصادية وقال ان المآسي التي يشهدها العراق لو حصلت في اي بلد اخر لسقطت حكومته الا حكومة العراق فهي يتكرس وجودها اكثر .. واتهمها بقتل ابناء السنة وتهجيرهم واعتقالهم وانتهاك حرماتهم واعراضهم واموالهم وكرامتهم.
وقال ان حملة لسب الصحابة وخاصة الخليفة الثاني عمر تجري خارج نطاق الحضارة ويقوم بها جهلة من الهمج في شتم الخليفة الثاني فاتح بلاد الفرس والروم والعراق ومصر وبيت المقدس . واتهم الحكومة بازدواج في معايير معاملتها للمكونات العراقية .. واشار الى انها تترك يد شاتمي صحابة النبي وزوجته عائشة ومهجري العائلات السنية طليقة فيما تشن حملات دهم واعتقال ضد ابناء السنة.
وانتقد الخطيب رئيس التحالف الوطني الشيعي الحاكم ابراهيم الجعفري وقال انه خرج وجسمه يرتجف حينما عارض نواب رفع صور خميني وخامنئي في شوارع مدن عراقية لكنه لم يتحرك عندما تم شتم عمر وعائشة.
واكد ان القائمين على امور العراق طائفيون بأمتياز وقال ان السلطات لم تعاقب لحد الان قائد مجموعة سب الصحابة تاركة يده طليقة ودون حساب ودعا السنة الى توحيد قواهم وخطابهم الديني والسياسي لحماية انفسهم والوقوف بوجه الهجمة التي تواجههم. واتهم الاجهزة الامنية بالخضوع للمليشيات الشيعية التي تمارس القتل والتهجير ضد السنة.
وكانت وزارة الداخلية العراقية قالت امس انها تلاحق شخصا يدعى ثائر الدراجي ظهر في مقاطع فيديو بثتها مواقع التواصل الاجتماعي وهو يهين الصحابة علنا اثناء مروره في منطقة الاعظمية في شمال بغداد. وقال مسؤول في الوزارة ان “الوزارة اتخذت اجراءات قانونية بحق المدعو ثائر الدراجي على خلفيه ظهوره في احد القنوات الفضائية وهو يقوم بسب وشتم الصحابة رضي الله عنهم”. واوضح ان “الداخلية جادة في عملية متابعة وتنفيذ العقوبات بحقه وبحق كل من يحاول ان يؤثر على السلم الاهلي”.
ويظهر الدراجي برفقة عدد قليل من الاشخاص اثناء اداء مراسم زيارة محمد الجواد (الامام التاسع لدى الشيعة الاثني عشرية) مطلع الاسبوع الحالي وهو يمر من قرب حواجز تفتيش امنية في الاعظمية ويطلق هتافات مسيئة للخليفة الثاني عمر ابن الخطاب.
واثار المقطع غضبا كبيرا لدى جميع العراقيين على حد سواء، وادانه رئيس الوزراء نوري المالكي والمرجع الشيعي الاعلى علي السيستاني والزعيم الشيعي مقتدى الصدر ورئيس مجلس النواب اسامة النجيفي. واعتبر المالكي ان”ما قام به هؤلاء من عمل مشين هو تنفيذ لنفس المخطط الإجرامي الذي يدعو الى الفتنة وانتهاك الحرمات”. كما دعا رئيس مجلس النواب “السلطات المعنية اتخاذ الاجراءات القانونية والقضائية الكفيلة بمعالجة هذه السلوكيات السيئة البعيدة كل البعد عن اخلاقيات الدين الاسلامي والسلوك الوطني والتعاون مع المرجعيات الدينية والسياسية الحكيمة للحد من هذه الظاهرة والوقوف بالضد من التوجهات المسيئة للاسلام والمسلمين”.
خطيبا جمعة الرمادي وسامراء
اما خطيب جمعة الرمادي عاصمة محافظة الانبار الشيخ حسين الدليمي فقد اشار الى ان القضية المثارة الان في البلاد هي قضية التعدي على العقيدة ودعا المعتصمين الى عدم المساومة على مطالبهم. وطالب الحكومة باقامة الحد على شاتمي الصحابة ومعاقبتهم ومعرفة الجهات التي تقف وراءهم والتي تسعى لاشعال نار فتنة طائفية في البلاد.
ودعا مجلس النواب الى تشريع قانون لتجريم كل من يسب او يتطاول على الصحابة او آل البيت او الرموز الدينية في العراق .. وناشد العراقيين تسمية مواليدهم الجدد باسم عمر وعائشة وعلي والحسين .. وقال “أننا نريد من قضية عمر ان تجمع شمل كل العراقيين لا ان تفرقهم”.
وطالب خطيب الجمعة المنظمات الدولية والاسلامية الى التدخل في العراق لوقف نزيف الدم الذي يتعرض له مواطنوه كما دعا الحكومة الى اصدار عفو عام لاطلاق المعتقلين الابرياء كبادرة حسن نية لمناسبة عيد الاضحى.
ومن جهته فقد طالب الشيخ محمد طه الحمدون امام وخطيب صلاة الجمعة الموحدة في مدينة سامراء شمال غرب بغداد الحكومة بمحاسبة المسيئين الى الصحابة .. وقال “ان الزمرة التي شتمت اصحاب الرسول وزوجته هدفها تاجيج الطائفية والحرب الأهلية ولذلك فعلى الحكومة اتخاذ موقف ضدهم لانهم لم يتطاولوا على رمز من رموز الساسة العراقيين وانما على رموز الأمة الاسلامي”.. وشدد على ضرورة انزال القصاص بهؤلاء الاشخاص المدفوعين بأجندة خارجية. واكد قائلا “اننا لن نسكت بعد الآن على تلك التجاوزات ولن نسمح للميليشيات والمأجورين الذين يدعون الاسلام وهو بريء منهم بالتجاوز على رموزنا وآل البيت وقتل ابناء الشعب العراقي وتهجيرهم”.
يذكر ان محافظات الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.