اتهم خطباء ساحات الاعتصام في محافظات غربية وشمالية عراقية محتجة خلال صلاة الجمعة التي جرت اليوم بشعار “رمضان الصبر والنصر” حكومة المالكي بالطائفية وتنفيذ اجندات ايرانية.
في ساحة الاعتصام في مدينة الفلوجة بمحافظة الانبار (100 كم غرب بغداد) فقد اكد خطيب الجمعة محمد الجميلي ان المعتصمين قد خرجوا الى الساحات من اجل قضية عادلة تتطلب الصبر ولذلك فهم مستمرون بحراكهم حتىتحقيق مطاليبهم. وقال ان المعتصمين يتحملون المصاعب من اجل ان يقفوا بوجه الظالم ويقولون له كفى ظلما ويطالبوه باطلاق سراح المعتقلين الايراء. وشدد بالقول “سنمضي سائرون صابرون من اجل الدفاع عن الظلومين لكن الحكومة قد صمت آذانها وامتنعت عن الاستماع لشعبها الذي يستصرخ الضمائر.
واضاف ان “الحكومة الطائفية الظالمة واللاانسانية وغير العادلة مازالت تحتجز الاف المعتقلين في سجونها وتهمش ابناء السنة وتقصيهم”. وطالب الحكومة “بعدم التمييز بين ابناء الشعب وقال “تخرج تظاهرات في بغداد بحماية قوات الحكومة وهي تسب الخليفة عمر بن الخطاب والسيدة عائشة زوجة الرسول محمد وي المقابل تحارب وتعتقل ناشطي ساحات الاعتصام وهو ما يؤكد طائفيتها وتفريقها ف التعامل بين المواطنين”. وشدد بالقول ان “النصر قادم باذن لله” وقال ان ثلث الشعب العراقي اصبح يطالب الحكومة العراقية بمطالب دستورية وقانونية من الامن والخدمات ويستصرخ ويطالب بالكف عن معاداته.
ومن جهته اتهم امام وخطيب جمعة الرمادي الشيخ حسن الدليمي المالكي بالعمل وفق خارطة وصيغة عمل اعدت له من ايران بهدف تنفيذ سياستها الخارجية والعمل من اجل مصلحتها وليس مصلحة العراق . وقال خلال خطبة الجمعة من ساحة الاعتصام بمدينة الرمادي عاصمة محافظة الانبار (100 كم غرب بغداد) ان حكومة المالكي تتعمد تجاهل مطالب المعتصمين واستهدافهم بحجج واكاذيب غير واقعية .
وشدد على ان المعتصمين الذين دخلوا الجمعة يومهم 203 في الاعتصام مستمرون بحراكهم الشعبي
الى حين الاستجابة لمطالبهم المشروعة وفي مقدمتها الافراج عن المعتقلات البريئات والمعتقلين وتسليم قتلة ابناء الفلوجة والحويجة والموصل.
واضاف ان المسؤولين العراقيين يتحججون ويطلقون تصريحات نارية عن وجود فلول النظام السابق والقاعدة وقتلهم العراقيين وتأجيج الطائفية ويتجاهلون عن عمد تصريحات قادة المليشيات الطائفية وتهديدها بالقتل وعدم تنفيذ اي اعتقال بحق عناصرها وكأنها غير موجودة . ودعا الحكومة الى عدم التعامل مع المواطنين بازدواجية .. وقال ان المالكي مستمر في تجاهل مطالب الشعب ويهددهم بين الحين والاخر بالمليشيات.
اما امام وخطيب جمعة سامراء (125 كم شمال غرب بغداد) فقد طالب الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين الابرياء تزامنا مع شهر رمضان . وقال الشيخ سمير فؤاد في خطبته ان على الحكومة والبرلمان اغتنام فرصة حلول شهر رمضان وتفعيل قانون العفو العام واطلاق سراح الآلاف المؤلفة من المعتقلين الأبرياء.
يذكر ان محافظات الأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى ومناطق في بغداد تشهد منذ 23 كانون الأول (ديسمبر) من العام الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة “منتهكي أعراض” السجينات فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانون المساءلة والعدالة والمخبر السري واصدارعفو عام وإلغاء الاقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
صلاة شيعية سنية موحدة تدعو لنبذ الطائفية
واقيمت في مسجد سعدية العمري في بغداد صلاة شيعية سنية موحدة حيث شدد خطيبان شيعي وآخر سني على ضرورة العمل لنبذ الطائية وتحريم سفك الدم العراقي. وقال الخطيب الشيعي ان العراقيين ضحوا كثيرا حتى يحصلوا على حريتهم ويتخلصوا من نظامهم الدكتاتوري السابق كما بذل جهودا كبيرة من اجل الخروج من الفصل السابع لميثاق الامم المتحدة الذي كبل منذ عام 1990 امكاناتهم واعاق تطورهم حيث عاد العراق الان ليلعب دوره الريادي في المحيطين الاقليمي والدولي. وناشد شيعة وسنة البلاد الى التوحد من اجل التفرغ الى البناء وتعزيز السلم الاجتماعي من اجل مستقبلهم . ودعا الى فعاليات رمضانية مشتركة تؤكدعلى وحدة الطائفتين وتجاوز المواطنين للطائفية المقيتة ومواجهة التحديات التي يواجهها العراقيون.
اما خطيب الجمعة السني فقد ناشد العراقيين توحيد الكلمة وتحريم الدم العراقي اينما كان مصدره مسلمين ومسيحيين. وشدد على ضرورة نبذ الطائفية والحفاظ على السلم الاجتماعي والخروج من دوامة الكره والبغض وقال ان ذلك يجب ان يشمل مسيحيي البلاد ايضا مستنكرا مهاجمة وتفجير الكنائس او استهداف المسيحيين بالقتل والاختطاف. وخاطب الخطيب السياسين “نقول للسياسيين اتقوا الله في الشعب العراقي ولاتختلفوا بينكم فالخلافات تنعكس على الشعب فكلنا عراقيون ونريد ان نتوحد ونجمع كلمتنا وان نبني العراق وكفى قتالا إذ إننا نريد ان نصلي في بيوت الله ونحن مطمئنون”.
وقد اعلن ناشطو المحافظات العراقية المحتجة ان حراكهم الشعبي اليوم جرى تحت شعار “جمعة الصبر والنصر” وقالت لجان الحراك الشعبي في 6 محافظات عراقية غربية وشمالية ان تظاهرات واعتصامات المحتجين في هذه المحافظات جرت تحت هذا الشعار على اعتبار ان هذا الشهر عرفه العالم الاسلامي بانه شهر الانتصارات والفتوحات . وقالت ان ساحات الاعتصام في محافظات بغداد ونينوى وكركوك والأنبار وديالى وصلاح الدين مؤمنة بأن شهر رمضان لن يزيد المحتجين الا اصرارا في البقاء والمرابطة حتى استعادة الحقوق من قبل الحكومة.
وقد اقيمت هذه الصلاة الموحدة للاسبوع الثامن على التوالي منذ ان دعا رئيس الوزراء نوري المالكي العراقيين في التاسع عشر من ايار (مايو) الماضي “ان الصلاة الموحدة يفهم منها انها تجمع العراقيين من السنة والشيعة وهذا مانتمناه ، فالصلاة الموحدة الحقيقية يجب ان تجمع المسلمين بكل طوائفهم في مسجد واحد ، وانا ادعو الى اقامة صلاة موحدة بهذا الشكل في أحد مساجد بغداد الكبيرة وتستمر بصورة دائمة كل يوم جمعة”.