30 أكتوبر، 2024 12:18 م
Search
Close this search box.

خطاب “نتانياهو” أمام الكونغرس .. يُثير مخاوف كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين .. فهل تلغي دعوته ؟

خطاب “نتانياهو” أمام الكونغرس .. يُثير مخاوف كبار المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين .. فهل تلغي دعوته ؟

خاص: كتبت- نشوى الحفني:

رُغم قرار “المحكمة الجنائية الدولية” بوضع رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، على لائحة مجرمي الحرب، دعاه رئيس “الكونغرس” الأميركي إلى إلقاء خطاب أمام “الكونغرس”، ليكون في 24 تموز/يوليو الحالي، غير أن ذلك أثار الكثير من القلق حول ما يمكن أن يُلقيه في هذا الخطاب.

فدعت مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية البارزة؛ بما في ذلك رئيس وزراء الاحتلال السابق؛ “إيهود باراك”، “واشنطن”، إلى إلغاء تلك الدعوة، بحسّب ما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية في تقرير.

ووصف التقرير الدعوة بأنها خطأ فادح؛ محذرًا أن خطاب “نتانياهو” أمام “الكونغرس”: “لن يُمثل دولة إسرائيل ومواطنيها، وسيُكافيء سلوكه الفاضح والمدمر تجاه البلاد”.

وأوضح التقرير إن مثل هذه الدعوة كان ينبّغي أن تعتمد على خطة لإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على “قطاع غزة”، وإنقاذ الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى (حماس)، وإجراء انتخابات جديدة في “إسرائيل”، وهي مهام فشل “نتانياهو” في إنجازها.

كما أشار إلى أن: “دعوة نتانياهو ستكافيء ازدراءه للجهود الأميركية لوضع خطة سلام”.

حكم استبدادي..

علاوة على ذلك؛ انتقد التقرير، “نتانياهو”، بسبب حكمه الاستبدادي للبلاد، لافتًا إلى أن خطابه أمام “الكونغرس” سيسمح له: “بالتبّاهي أمام ناخبيه بما يسُّمى بدعم أميركا لسياساته الفاشلة”.

وأضاف التقرير أن: “أنصاره في إسرائيل سيشُّجعهم ظهوره في الكونغرس، للإصرار على استمرار العدوان على غزة؛ والذي من شأنه أن يؤدي إلى استبعاد أي اتفاق لتأمين إطلاق سراح الرهائن بمن فيهم العديد من المواطنين الأميركيين، إن إعطاء نتانياهو المنصة في واشنطن لن يؤدي إلا إلى تجاهل غضب وآلام شعبه، الذي تظاهر ضده في جميع أنحاء البلاد، يجب ألا يسمح المشّرعون الأميركيون بحدوث ذلك، يجب أن يطلبوا من نتانياهو البقاء في المنزل”.

حالة ندم ديمقراطي..

من جهتها؛ قالت صحيفة (زمان إسرائيل) العبرية؛ في تقريرٍ لها، أمس، إن كبار أعضاء الحزب (الديمقراطي)؛ بـ”الولايات المتحدة الأميركية”، يُفكرون في مقاطعة خطاب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أمام “الكونغرس”.

ومن المُّقرر أن يُلقي “نتانياهو” خطابًا في مجلسي “الكونغرس”؛ في “واشنطن”، في نهاية شهر تموز/يوليو. وهذه هي المرة الرابعة التي تتم فيها دعوة “نتانياهو” لإلقاء خطاب. وهذه المرة بدعوة من رئيس الكونغرس الجمهوري؛ “مايك جونسون”.

ووفقًا للصحيفة؛ فإنه خلافًا لخطابه عام 2015، حرص “نتانياهو” على أن تأتي الدعوة لإلقاء الخطاب أيضًا من يد زعيم الحزب (الديمقراطي) في مجلس الشيوخ؛ “تشاك شومر”.

ومع ذلك؛ قبل نحو شهر من الخطاب، أشارت الصحيفة إلى أن هناك حالة ندم داخل الحزب (الديمقراطي) على الدعوة، في حين تتكشف لعبة “نتانياهو” السياسية بين الحزبين بقوة.

وأثار الفيديو الذي اتهم فيه “نتانياهو”؛ “الولايات المتحدة”، بتأخير شُحنات الأسلحة ضجة كبيرة في “البيت الأبيض”، وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي؛ “جون كيربي”، في مؤتمر صحافي: “لم نكن نعلم مسّبقًا أن فيديو نتانياهو سيأتي. وهذا أمر مخيب للآمال ومحيُّر”.

وأضاف: لا توجد دولة فعلت أكثر من “الولايات المتحدة” لحماية “إسرائيل”. كلام “نتانياهو” غير صحيح. “لا أعرف ما الذي كان يدور في ذهنه”.

الخلافات بين “تل أبيب” و”واشنطن”..

وتقول مصادر دبلوماسية إن الخلافات بين “تل أبيب” و”واشنطن”؛ بشأن شُحنة معينة تم حلها حتى قبل فيديو “نتانياهو”. علاوة على ذلك، تعمل “الولايات المتحدة” على تسّليح “إسرائيل” بطريقة غير مسّبوقة اعتبارًا من السابع من تشرين أول/أكتوبر، حتى أن الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، يدفع ثمنًا سياسيًا باهظًا في مقابل ذلك: “ولا يوقف الإمدادات”.

وحتى قبل أن يُقرر “نتانياهو”، مهاجمة الرئيس؛ “بايدن”، علنًا بشأن مسألة التسّلح، أعلن عدد من أعضاء “مجلس النواب” وأعضاء “مجلس الشيوخ” الديمقراطيين أنهم سيتّغيبون عن خطاب “نتانياهو”.

الاحتجاج أثناء الخطاب..

ويُفكر آخرون في الاحتجاج في القاعة أثناء الخطاب، لمواجهة التصفيق الحار – وهي لفتّة سياسية يحب “نتانياهو” التأكيد عليها.

وأبرزها “نانسي بيلوسي”؛ رئيسة “الكونغرس” السابقة، التي لم تُعلن عن غيابها، لكنها قالت في مقابلات إعلامية قبل بضعة أسابيع إن قرار دعوة “نتانياهو”: “كان قرارًا خاطئًا”.

وقالت “بيلوسي”: “أشعر بخيبة أمل لأنهم دعوه”، مشيرة إلى أن خطاب “نتانياهو” في “واشنطن” لن يؤدي إلا إلى تأجيج الجدل حول الحرب في “غزة”.

ومن بين أعضاء “مجلس الشيوخ”، أعلن “بيرني ساندرز” و”إليزابيث وارين”؛ بالفعل أنهما لن يحضّرا الخطاب. وقال السيناتور “ريس فان هولين”، الذي أيد “إسرائيل” خلال الحرب وغير المنتّمي إلى التيار التقدمي، لوسائل الإعلام الأميركية: “لا أفهم لماذا تريد الولايات المتحدة منح جائزة لرئيس وزراء يتباهى برفض إسرائيل طلبات الرئيس الأميركي (فيما يتعلق باليوم التالي)”.

اعتقال “نتانياهو”..

بينما أفادت “هيئة البث العبرية”؛ (كان)، بأن رحلة رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، المقبلة إلى “الولايات المتحدة” لإلقاء خطاب أمام “الكونغرس” الأميركي، مليئة بالمخاطر المحتملة، حيث ظهرت تطورات مقلقة جديدة.

حيث تتوقع أن قضاة “المحكمة الجنائية الدولية” سيصُّدرون قريبًا أوامر اعتقال ضد “نتانياهو”؛ ووزير الدفاع “يوآف غالانت”. وقد أثار هذا الأمر صدمة كبيرة في القيادة الإسرائيلية، مما دفع إلى مناقشات مكثفة حول التبعات المحتملة.

وأثير سيناريو مقلق بشكلٍ خاص: ألا وهو إمكانية هبوط طائرة “نتانياهو” اضطراريًا في دولة أوروبية موقّعة على “اتفاقية روما”. وتُعتبر “اتفاقية روما” الوثيقة التأسيسية لـ”المحكمة الجنائية الدولية”، وأي دولة موقّعة عليها ستكون مُلزمة بتنفيذ أوامر الاعتقال الصادرة عن المحكمة.

تأتي تحركات “المحكمة الجنائية الدولية” استجابة لطلب المُّدعي العام؛ “كريم خان”، لإصدار أوامر اعتقال لـ”نتانياهو” و”غالانت”، والمتّوقع إصدارها في الأسابيع المقبلة. وقد أضاف هذا التطور مزيد من القلق إلى خطط سفر “نتانياهو”.

والقيادة الإسرائيلية تُدرك تمامًا التبعات. إذا ما اضطرت طائرة رئيس الوزراء إلى الهبوط الاضطراري في دولة موقعة على “نظام روما” الأساس، فقد يؤدي ذلك إلى اعتقاله، مما يخلق أزمة دبلوماسية وسياسية غير مسّبوقة.

المناقشات في الأوسّاط السياسية للاحتلال الإسرائيلي؛ تناولت حتى هذا: “السيناريو الكابوسي”، معترفة بإمكانية حدوثه. قد يؤدي الهبوط الاضطراري في طريقه إلى “الولايات المتحدة” إلى وضع “نتانياهو” تحت رحمة تنفيذ القانون الدولي، مما يحّول رحلته إلى مأزق كارثي.

مثل هذا الحادث؛ لن يُحرج الحكومة الإسرائيلية فحسّب، بل سيُّعقد أيضًا وضع “نتانياهو” القانوني والسياسي بشكلٍ كبير. سيجعل القضايا القانونية الدولية في الواجهة، وربما يؤدي إلى احتجازه لفترة طويلة وبشكلٍ بارز.

كارثة محتملة..

بينما يسّتعد “نتانياهو” لزيارته الحاسمة إلى “الولايات المتحدة”، تُلقي هذه التهديدات الوشيّكة بظلالها الكثيفة على رحلته. يُبرز خطر الهبوط الاضطراري والاعتقال اللاحق هشاشة موقف “نتانياهو”، مما يحول ما كان ينبغي أن يكون مهمة دبلوماسية روتينية إلى كارثة محتملة. ستكون الأسابيع القليلة المقبلة حاسّمة مع تحركات “المحكمة الجنائية الدولية” واستعداد الاحتلال لأي احتمال.

وكان المُّدعي العام لـ”المحكمة الجنائية الدولية”، قد أعلن في وقتٍ سابق، سّعيه إصدار أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “نتانياهو”، فيما يتعلق بأفعالهم خلال الحرب التي دخلت شهرها التاسع علي المدنيين في “قطاع غزة”.

أثبت قدرته على الإفلات من العقاب !

أما مجلة (بوليتيكو) الأميركية؛ فتنقل عن مسؤولين أميركيين، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي؛ “بنيامين نتانياهو”، أثبت أنه: “قادر على الإفلات من العقاب”؛ ولن يواجه على الأرجّح أي تداعيات، ردًا على التصرفات الاستفزازية التي قام بها مؤخرًا، بما في ذلك اتهامه العّلني لإدارة “جو بايدن” بتأخير شُحنات الأسلحة، والتراجع عن إبرام اتفاق مع حركة (حماس) لإنهاء الحرب على “غزة”.

ووفقًا لما أفادت به المجلة؛ فإن “نتانياهو” يختبر مدى حدود صبر إدارة الرئيس الأميركي بشكلٍ غير مسّبوق، ما يعني أن “نتانياهو”: “لن يتعرض للتجاهل من قبل الرئيس الأميركي، عندما يزور واشنطن ويتحدث أمام الكونغرس الشهر المقبل”، رُغم أن (06) من كبار مسؤولي الإدارة الأميركية قالوا إن رئيس الوزراء الإسرائيلي: “دفع الشعور بالإحباط في البيت الأبيض إلى مستويات جديدة”.

انتقاد “بايدن”..

تتزايد مخاوف “واشنطن”؛ بشأن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي المُّرتقب أمام “الكونغرس”، إذ يعتقد مسؤولون أميركيون أن “نتانياهو” يُمكن أن يستغل الفرصة لانتقاد الرئيس؛ “جو بايدن”.

ونقلت الصحيفة عن أحد كبار المسؤولين في إدارة “بايدن”، قوله إن: “سلوك نتانياهو وخطاباته في الآونة الأخيرة كانا إشكاليين على أقل تقدير، كما أنهما يتناقضان تمامًا مع الحقائق الفعلية”، فيما وصف مسؤول أميركي آخر تصرفات رئيس الوزراء الإسرائيلي بأنها: “مجنونة”.

ووفقًا لأربعة مسؤولين تحدثوا إلى (بوليتيكو)؛ فإنه: “لا يوجد أي خطط لمعاقبة نتانياهو، حال استمر في انتقاد إدارة بايدن أو تعريض حياة المزيد من المدنييّن الفلسطينيين للخطر، إذ تفضل الإدارة العمل على حل الخلافات، بدلاً من وضع عقوبات دبلوماسية”.

ولفت تقرير (بوليتيكو)؛ إلى أن الوضع في الوقت الحالي: “لم يتحسّن كثيرًا”، إذ قال “نتانياهو”، إنه سيدعم فقط التوصل: لـ”اتفاق جزئي” مع حركة (حماس)، ما قد يؤدي إلى عودة بعض الرهائن واستمرار الحرب.

وأضافت: “مع ذلك؛ فإن نتانياهو يظل زعيم إسرائيل المنتخب ديمقراطيًا، ورُغم تراجع شعبيته، فإنه من المذُرجح أن يبقى في منصبه لبعض الوقت”.

ويُصّر المسؤولون الأميركيون، على أنه من الأفضل لإدارة “بايدن” أن تُحافظ على علاقة عمل جيدة مع “نتانياهو” وفريقه للتعامل مع الحرب المستمرة منذ أكثر من (08) أشهر في “غزة”، وتحسّين الظروف الإنسانية، إذ لا يمكن التوصل إلى أي اتفاق من أي نوع مع (حماس)، دون موافقة رئيس الوزراء.

تحركات دبلوماسية..

في المقابل؛ تُشير الاستخبارات الأميركية، إلى أنه من الممكن اندلاع حرب بين “إسرائيل” وجماعة (حزب الله) في “لبنان”؛ في غضون أسابيع، حيث يقوم كلا الجانبين بصياغة خطط عسكرية في حال تصاعدت التوترات على الحدود، كما يعمل مبعوث “بايدن” الخاص لشؤون لبنان؛ “آموس هوكستين”، على إيجاد نهاية للتصّعيد الحالي عن طريق التفاوض.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في الإدارة قوله: “لدينا عملية دبلوماسية قائمة حاليًا، إذ نُجري مشاورات مكثفة مع الإسرائيليين واللبنانيين وآخرين”.

رجّحت معلومات استخباراتية أميركية اندلاع مواجهة واسعة بين “إسرائيل” و(حزب الله) اللبنانية في الأسابيع المقبلة، لكن مسؤولين قالوا بإمكانية نزع فتيل الحرب.. كيف ؟

وتُصّر الحكومة اللبنانية على أن السلام مع “إسرائيل”، لن يتحقق إلا إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع (حماس)، لكن رئيس الوزراء اللبناني؛ “نجيب ميقاتي”، قال، الأربعاء الماضي، إنه: “لا ينبغي أن يتحول الجزء الجنوبي من بلاده إلى منطقة حرب”.

فيما تُصّر “الولايات المتحدة” على أنها ستدافع عن “إسرائيل”، حال اندلاع مثل هذا الصراع الكبير، مشيرة إلى الطريقة التي أسقطت بها الصواريخ والطائرات المُسيّرة التي أطلقتها “إيران” مباشرةً على “تل أبيب”؛ في نيسان/إبريل الماضي، فيما أكد الجنرال “تشارلز براون”، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، أن الدفاع الأميركي: “ربما لا يمكن أن يكون بنفس القوة في مواجهة (حزب الله)”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة