9 أبريل، 2024 9:42 م
Search
Close this search box.

خريطتها الجغرافية تتسع .. لماذا تتصاعد مستويات المشاعر السلبية بين سكان العالم ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد : 

تتحدد نظرة الفرد للعالم من خلال فقاعات كبيرة تتسبب فيها الأحداث الخارجية، فقد يتحدد منظور الفرد للعالم من خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعي بتعليقاتها السلبية والإيجابية التي هي نواة المشاعر المؤثرة في كل شخص.

على سبيل المثال؛ إن بعض الأحاديث الرائجة على مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي تسبب مشاعر الضيق والطاقة السلبية لدى الفرد تجاه العالم الذي يعيش فيه.. مثلًا؛ حديث الرئيس الفرنسي، “إيمانويل ماكرون”، يحذر فيه أن “أوروبا” معرضة لأسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام؛ ومواجهة خطر الإنقراض في “أنتاركتيكا”، و”باميلا أندرسون” تنسحب من حملة لجمع التبرعات للاحتجاج على تركيز العالم على حريق “كاتدرائية نوتردام” بدلًا عن القضايا الملحة الأخرى التي تهدد البشرية..

إزدياد الغضب والقلق !

في استطلاع رأي لمؤسسة (غالوب)، رصدته صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية، تبين أن 22% من المشاركين في الاستطلاع، الذي شمل 142 دولة خلال العام الماضي، يشعرون بالغضب وهو المعدل الذي إزداد بمقدار نقطتين مئويتين، عن عام 2017، وسجل رقمًا قياسيًا منذ إجراء أول مسح من هذا القبيل، في عام 2006.

قالت الصحفية الأميركية أنه على مستوى العالم هناك 39% من المشاركين الذين يشعرون بالقلق – بزيادة نقطة مئوية واحدة – و31% يعانون من الكثير من الألم الجسدي. ومع ذلك انخفضت مستويات الإجهاد بشكل طفيف من 37%، قبل عامين، إلى 35% العام الماضي، وهذا هو السبب في أن العالم ظل في مستواه القياسي في “مؤشر المشاعر السلبية العالمية”، بدلًا من أن يصبح أسوأ.

ويقوم المؤشر على قياس مستويات خمسة عواطف سلبية؛ وهي “الغضب والقلق والحزن والإجهاد والألم البدني”.

خريطة المشاعر السلبية..

تصدرت دولة “تشاد” القائمة، في حين كان لدى “تايوان” أقل المشاعر السلبية.

كما هو الحال دائمًا مع استطلاعات الرأي العالمية، فإن هذا الاستطلاع به بعض العيوب، بما في ذلك التصورات المختلفة للعواطف الناتج عن الاختلافات الثقافية. ففي الدول المتقدمة، قد يصنف المشاركون وضعهم على أنه سيء، على الرغم من أنهم يعتبرون محظوظين بالنسبة للدول النامية.

على سبيل المثال؛ كانت لدى “إستونيا” بعض من أدنى التجارب السلبية في العالم، في حين احتلت “ليتوانيا”، إحدى دول “البلطيق”، المرتبة الأولى في التجارب السلبية، بجانب “اليمن” و”أفغانستان”. تعد “ليتوانيا” جزءًا من “الاتحاد الأوروبي”؛ وتحتل مكان الصدارة في “انتعاشها الملحوظ” من الأزمة المالية، على عكس الحروب المدمرة التي أبتليت بها “أفغانستان” و”اليمن”.

تشير هذه الأرقام إلى أن “الغضب والحزن والقلق” يتم تحديدهما بشكل مختلف تمامًا حول العالم.

الدعم الاجتماعي..

عندما فحصت “الأمم المتحدة”، استطلاعات (غالوب)، للأعوام 2013 و2014 و2015، قبل حوالي ثلاث سنوات، وجدت أن – بغض النظر عن هذه التعريفات – ست مؤشرات رئيسة أوضحت لماذا بعض الدول أكثر سعادة من غيرها.

من المؤكد أن نصيب الفرد من الناتج المحلي قد لعب دورًا، لكن الثروة في بعض الحالات كانت تتفوق عليها عوامل أخرى، مثل سنوات العمر المتوقع الصحية والحرية والثقة في الأعمال والحكومة. لعبت الأشياء التي يصعب قياسها وبالتالي تجاهلها من قِبل السياسيين دورًا أيضًا: “الكرم، ووجود شخص ما يعتمد عليه في أوقات الأزمات”.

في الواقع، كان هذا الجانب الأخير – “الدعم الاجتماعي” – من بين أهم ثلاثة معايير، إلى جانب “الدخل والعمر الصحي المتوقع”.

إن حقيقة أن السعادة والتجارب الإيجابية ليست مرتبطة فقط بالمكافآت المالية؛ دفعت بعض البلدان، بما في ذلك “نيوزيلندا”، إلى إطلاق برامج لتعزيز الدعم الاجتماعي والرفاهية كجزء من الميزانيات الحكومية.

لا تزال تلك المبادرات متخلفة في أجزاء من “أميركا اللاتينية”، وفقًا لآخر استطلاع أجرته مؤسسة (غالوب)، حيث قد تكون الموارد المالية شحيحة، لكن المشاعر السلبية ليست سيئة كذلك.

كتب “جون كليفتون”، الشريك الإداري العالمي في (غالوب): “قد لا يصنف الأميركيون اللاتينيون حياتهم دائمًا على أنها على أفضل ما يرام – مثل بلدان الشمال الأوروبي – لكنهم يضحكون ويبتسمون ويتمتعون مثل أي شخص آخر في العالم”. ولكن بطبيعة الحال، سيتغير رأيك عند مشاهدة موجز الأخبار، وقراءة التعليقات الموجودة أسفل المقالات حول قوافل المهاجرين، والنوع الفريد من الأزمة المالية الذي سيطارد “البرازيل” أو حالة الطواريء الصحية في “بيرو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب