26 أبريل، 2025 10:29 ص

خروج “ترامب” من المشهد العالمي .. فرصة كبيرة لإيران لبلورة خطابها مع “طالبان” !

خروج “ترامب” من المشهد العالمي .. فرصة كبيرة لإيران لبلورة خطابها مع “طالبان” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أعرب وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، خلال لقاء وفد حركة “طالبان”، عن سعادته لفكرة تشكيل حكومة شاملة تضم كل العرقيات والطوائف السياسية في “أفغانستان”، وعبر عن قناعته بأن القرارات السياسية لا تكون في الفراغ؛ وأن تشكيل حكومة تشمل الجميع إنما يتبلور من خلال آلية المشاركة مع الأخذ في الاعتبار للهياكل والمؤسسات والقوانين الأساسية كالدستور.

كما أكد وزير الخارجية استعداد بلاده للوساطة وتسهيل سُبل الحوار بين “طالبان” والحكومة، وكذلك باقي التيارات الأفغانية، وندد بالظلم الذي يتعرض له الشعب الأفغاني والأضرار الكبيرة جراء الحرب والاحتلال.

وقد حظيت تصريحات “ظريف”، بقبول وفد “طالبان”، وأحيا الآمال في إمكانية أن تضطلع “إيران” بدور الوسيط بين الحركة والحكومة الأفغانية.

وفي السياق ذاته، قدم رئيس وفد “طالبان” تقريرًا عن مسار السلام والحوار “الأفغاني-الأفغاني”، وأكد على عمق العلاقات “الإيرانية-الأفغانية”؛ وحسن الجوار بين البلدين، معربًا عن أمله في توطيد العلاقات بشكل أكبر بعد إقرار السلام والهدوء في “أفغانستان”. وهي كلها أمور بالغة الصعوبة، بسبب الجماعات والدول الإنتهازية المنتفعة من استمرار الأزمة في “أفغانستان”.

وفي هذا الصدد، أجرى “علي رضا پور حسين”، مراسل صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية، الحوار التالي مع، “پير محمد ملازهي”، الدبلوماسي الإيراني…

الأجواء سانحة للسلام بعد مغادرة “ترامب”..

“آرمان ملي” : هل يسرع لقاء المسؤولين الإيرانيين ووفد حركة “طالبان” الأفغانية من وتيرة ملف السلام في “أفغانستان” ؟

“پير محمد ملازهي” : الأوضاع في “أفغانستان” أكثر تعقيدًا مما نرى، وهذا الأمر يزيد من صعوبة الحديث عن مستقبل هذا البلد بوضوح.

وقد ضاعفت إدارة “دونالد ترامب” من صعوبة الوضع، لكن وبعد تغيير السلطة في “الولايات المتحدة”، فقد بدت الفرصة سانحة بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية” للقيام بدور فعال في هذه القضية.

وسابقًا كانت “طهران” تعتقد في ضرورة رسم مبادرة إقليمية كبديل عن تلك المفروضة على “أفغانستان” من الخارج، وقد أضحت الفرصة مناسبة حاليًا لتفعيل هذه المبادرة والقضاء على المشكلات الأفغانية.

وفي هذا الإطار، تُعقد اللقاءات؛ إذ يبدو أن الأجواء في الوقت الراهن ممهدة بشكل أكبر لإقرار السلام في “أفغانستان”، ولو اقتصرت هذه المبادرة على “إيران، وتركيا وباكستان”، فستكون قابلة للتطبيق بشكل أكثر سهولة.

التحدي الأصعب في المفاوضات..

“آرمان ملي” : ما هي العقبات؛ وهل يمكن بالأساس تقييم الخطوة الإيرانية ولقاء وفد “طالبان” بالإيجابية ؟

“پير محمد ملازهي” : قبول حركة “طالبان” وقف إطلاق النار، أحد أصعب البنود التي يجب أن يتم الاتفاق عليها، ويتعين على “إيران” أن تسعى لتحقيق هذا الهدف، لأن “طالبان” تريد الإطاحة بالحكومة الحالية وإعلان حكومة مؤقتة، في مقابل وقف إطلاق النار.

وبالتالي لعل الاتفاق على وقف إطلاق النار هو التحدي الأهم في المفاوضات، الذي يجب التركيز عليه.

والحقيقة أن الخطوة الإيرانية إيجابية تمامًا لأنها راعت الحقائق التي وجب النظر إليها. ومما لا شك فيه أن السلام والاستقرار في “أفغانستان” سوف يحقق أعلى فائدة بالنسبة لـ”الجمهورية الإيرانية”، ويقضي على إثنين من أهم المشكلات الأمنية الإيرانية، وهي المخدرات والمهاجرين.

عمومًا فإن الخطوة الإيرانية إيجابية وتقود المنطقة للتهدئة. والواقع لا يمكن إنكار حقيقة سيطرة “طالبان” على نصف “أفغانستان”، وهذه حقيقة يجب أن تؤخذ في الاعتبار.

دور الدول الإقليمية داخل أفغانستان..

“آرمان ملي” : ما هو دور جميع الدول في “أفغانستان”، وهل تمثل عقبة ؟

“پير محمد ملازهي” : “السعودية”؛ من أهم الدول التي تلعب دورًا رئيسًا في “أفغانستان”، وهي تتنافس مع “إيران” على الأراضي الأفغانية بشكل قد يكون ذا تبعات سيئة.

من جهة اخرى، ثمة فئتين من الدول المنتفعة الموجودة في “أفغانستان”، ولكل منهما نفوذ وثقل.

تضم الفئة الأولى؛ دول “آزبكستان وتُركمانستان، والصين، وإيران، وباكستان”، وهي دول لها حدود مشتركة مع “أفغانستان”، والفئة الأخرى تضم دول: “تركيا، والسعودية، والإمارات، وروسيا”، وهي ذات تأثير رغم أن حدودها لا تتقاطع و”أفغانستان”.

وأي سلام قوي في “أفغانستان” يستدعي جلوس جميع هذه الدول إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على آلية مشتركة، إذ تعجز أي دولة منفردة عن القيام بدور ريادي على الساحة الأفغانية.

وتعاني “أفغانستان” من المنافسات العسكرية والإيدبولوجية، ولذلك يجب تنحية الخلافات والمنافسات واتفاق جميع هذه الدول على مبادرة عمل مشتركة تكون من القوة، بحيث تعجز “الولايات المتحدة” عن تخريبها. ويجب مشاركة كل الفصائل الأفغانية ورسم ملامح خطاب وهدف موحد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة