19 أبريل، 2024 2:21 ص
Search
Close this search box.

خروجًا على الطاعة الأميركية .. “تركيا” تتحاشى استبدال إيران بالنفط الخليجي !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أعلنت “تركيا” عدم رغبتها في شراء المزيد من “النفط” من “المملكة السعودية” و”الإمارات المتحدة”؛ في ظل استمرار “الولايات المتحدة” في الضغط على صادرات “النفط” من “إيران”، التي تُعد حاليًا ثالث أكبر مورد للنفط الخام، وفقًا لشبكة (بلومبرغ).

وقال وزير الخارجية التركي، “مولود غاويش أوغلو”، في حفل استقبال في “أنقرة”: “النفط الإيراني ليس رخيصًا، ولكن هناك فرقًا كبيرًا”؛ مقارنة مع سعر “النفط السعودي” و”خام الإمارات العربية المتحدة”، مضيفًا: “تتخذ الولايات المتحدة قرارًا، وتريد من جميع الدول الإمتثال له. إذاً، لماذا يجب أن ندفع الثمن ؟”.

عدم الخضوع للأوامر الأميركية..

تنهي إدارة “ترامب” الإعفاءات، التي سمحت لبعض الدول، بما فيها “تركيا”، بمواصلة استيراد “النفط” من “إيران”، التي تلقت ضربة العقوبات بعد عام من انسحاب “الولايات المتحدة” من “الاتفاق النووي” لعام 2015.

قال وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، إنه واثق من أن السوق سيظل مستقرًا بإمدادات “المملكة السعودية” و”الإمارات المتحدة”، التي ستضمن “إمدادات مناسبة” من “النفط” إلى جانب “الولايات المتحدة”.

تقاوم “تركيا” فكرة شراء “النفط” من دول مناهضة لـ”إيران”، مثل “السعودية” و”الإمارات”، حيث كانت علاقاتهما مع “أنقرة” محفوفة بالمخاطر؛ بعد مقتل الناقد السعودي، “جمال خاشقجي”، في قنصلية المملكة في “إسطنبول”، في تشرين أول/أكتوبر الماضي.

عارضت “تركيا”، منذ فترة طويلة، القيود الأميركية المفروضة على “إيران”، حيث قال الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، العام الماضي، إن: “هذه العقوبات تهدف إلى قلب التوازن في العالم”؛ وإنتهاك القانون والدبلوماسية الدولية.

الموقف التركي الحرج .. والتحالف مع الجار الإيراني !

من جانبه، صرح وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، بعد زيارة إلى “أنقرة” الأسبوع الماضي، أن “إيران” و”تركيا” تخططان لإنشاء آلية مالية للإلتفاف حول “العقوبات الأميركية”، المفروضة على “الجمهورية الإسلامية”.

ولطالما دافعت “تركيا” عن التجارة، مع جارتها الشرقية، كضرورة إستراتيجية، ولكن من المحتمل أن تكون مواجهة “الولايات المتحدة” محفوفة بالمخاطر؛ لأن “أنقرة” تكافح لتأمين الإفراج عن مسؤول تنفيذي مصرفي بارز، أدين في “نيويورك” بمساعدة “إيران” على التهرب من العقوبات المالية الأميركية.

كما أن التراجع عن “العقوبات الأميركية”، ضد “إيران”، قد يؤثر على الاقتصاد التركي، الذي دخل في أول ركود له منذ عقد، من العام الماضي، مع ارتفاع أسعار “النفط”، حيث أن احتمال ارتفاع الأسعار أو خطر المواجهة مع “الولايات المتحدة” لا يبشر بالخير بالنسبة للعملة التركية، التي تعرضت بالفعل لأسوأ الاضطرابات.

وقال “بيوتر ماتيس”، المحلل المقيم في “لندن” في شركة الخدمات المالية “رابوبنك”: “يمكن لتركيا أن تجد نفسها قريبًا في موقف صعب، في الوقت الذي يظل فيه التضخم مرتفعًا عند نسبة العشرين بالمئة”، وأضاف: “يمكن أن يكون النفط الإيراني مصدر خلاف دبلوماسي آخر بين أنقرة وواشنطن، عندما تكون العلاقة متوترة بالفعل بسبب إصرار تركيا على شراء نظام دفاع صاروخي روسي”.

مدى أهمية النفط الإيراني..

إن “الصين” و”الهند” و”تركيا” ليست ملزمة بخفض واردات “الخام الإيراني” إلى الصفر؛ وسيكون على “الولايات المتحدة” التفاوض “بشأن شروط انسحابها من إيران؛ أو تكون مستعدة للتعامل مع عدم إمتثالها للعقوبات”، وفقًا لتقرير صادر عن الباحث الاقتصادي، “ريتشارد نفيو”، الذي نشره بمركز سياسة الطاقة العالمية بجامعة “كولومبيا”.

وكانت أكبر مصافي النفط في تركيا، “توبراش”، هي الأسوأ أداءً بنقاط مؤشر، يوم الأربعاء 24 نيسان/أبريل 2019، حيث انخفض بنسبة 2.4 بالمئة. ورفضت الشركة التعليق على كيفية تعويض أي خفض محتمل في الإمدادات الإيرانية.

في كانون ثان/يناير 2019، شكلت “إيران” أكثر من 12 بالمئة من واردات “تركيا” من “النفط”، وفقًا لآخر البيانات الرسمية المتاحة، بينما كان “العراق”، المزود الأول، بحوالي 24 في المئة، تليه “روسيا” بنسبة 15 في المئة، و”المملكة السعودية” في المرتبة الثامنة بقيمة 4.3 في المئة فقط.

مؤخرًا فقط، بدأت “تركيا” استيراد وقود “الديزل” من “الإمارات المتحدة” في شهر كانون ثان/يناير الماضي.

وفي الوقت نفسه؛ فإن أنابيب النفط العراقية الواصلة إلى أراضي “تركيا”؛ قد تعرضت لأضرار بالغة، مما قلل من حجم الصادرات، وفقًا لـ”أوغلو”. وفي حين أن هذا يحد من خيارات “تركيا”، إلا أن “أنقرة” تتوخى الحذر من تطور الأحداث الذي قد يؤدي إلى الاستعانة بإمدادات من الخليج.

وقال “أوغلو”، في اشارة إلى “السعودية” و”الإمارات المتحدة”: “مصافينا لا تتوافق مع معايير النفط المشترى من هناك، ويجب على هذه الدول تحديث التكنولوجيا الخاصة التي تتسبب في رفع التكلفة من ناحية أخرى”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب