“خراسان” الإيرانية تكشف .. رسائل الهجوم الثالث على “الإمارات” !

“خراسان” الإيرانية تكشف .. رسائل الهجوم الثالث على “الإمارات” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

للمرة الثالثة وفي أقل من شهر؛ استهدفت قوات “الحوثي”؛ صباح الإثنين، عدد من القواعد الإماراتية، وهي الخطوة التي تُثبت أن هجمات (أنصار الله) السابقة؛ على “أبوظبي” و”دبي” لم تكن عارضة ودون تخطيط مسبق، وتعكس من جهة أخرى، حصول الفضائل الشعبية اليمنية على دعم لوجيستي عسكري قوي، وقدرة صواريخ هذه الفصائل ومُسيراتها على قطع مسافة: 1300 كيلومترًا واستهداف قلب “الإمارات”. بحسب “ميرزا رضا توكلي”؛ في تقريره الذي نشرته صحيفة (خراسان) الإيرانية الأصولية.

اعتراف “أميركي-غربي” بقوة الصواريخ الحوثية..

وهي مسألة لا يدركها التحالف السعودي المعتدي فقط، وإنما يبدو أن دوي هذه التفجيرات بلغ “واشنطن” كذلك، بدليل تحذير الإدارة الأميركية؛ رعاياها، بشأن عدم السفر لـ”الإمارات” وتوجيه المتواجدين هناك بسرعة المغادرة، إنما يندرج تحت الاعتراف بالقوة الصاروخية والجوية لـ (أنصار الله).

لقد تمكنت “اليمن”؛ خلال السنوات الست الماضية، (كما نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن “وزارة الدفاع” الأميركية)؛ من إثبات قدرة بعض الصواريخ اليمنية الجديدة على الهرب من المنظومات الدفاعية؛ وكذلك إسقاط المروحيات الأميركية.

أيضًا اعترفت صحيفة (هاآرتس) الإسرائيلية، في تقرير إخباري بهذه القوة؛ وكتبت: “الهجوم على أبوظبي يعكس انكشاف ميناء إيلات الإسرائيلي”.

إنهيار البنى الإماراتية..

لكن وبغض النظر عن قوة (أنصار الله) العسكرية، التي لم تُعد كالسابق، يجب القول إن “الإمارات” تلقت، حتى الآن؛ هزائم مدوية وإنهارت المنظومة الأمنية الإماراتية التي أنفقت عليها طوال سنوات تكلفة اقتصادية وسياسية هائلة.

يقال إن “الإمارات”؛ خلال السنوات العشر الأخيرة، خصصت استثمارات عجيبة وغريبة للحوزة العسكرية، بحيث حلت في المرتبة: 114 على مستوى العالم من منظور الاتساع. إلا ان حجم مشتريات السلاح يوحي بأن “أبوظبي” جزء من أبرز المتعاقدين على شراء معدات عسكرية، وبخاصة في مجال الدفاعات الجوية.

والقصة لا تقتصر على أموال “آل نهيان”، ولكن المشكلة في أن المسؤولين بـ”أبوظبي” لم يرحموا حتى الحيثية والثقل “العربي-الإسلامي”.

إذ وقع هؤلاء اتفاقية العار المعروفة باسم “السلام الإبراهيمي” والتطبيع مع “الكيان الصهيوني” المنحوس؛ حتى يكون بمقدورهم الاستفادة إلى جانب موضوعات أخرى من الأمن في منطقة “غرب آسيا”؛ والحصول على الضوء الأخضر على مشتريات المعدات العسكرية الخاصة؛ مثل مقاتلات (F-35).

والآن بعد تسجيل “الإمارات” كأحد الرواد في “الاتفاق الإبراهيمي”، تؤكد صواريخ القوات الشعبية اليمنية الأخيرة على “أبوظبي”، فشل “الإمارات” في الحصول على ثمار الخيانة وتوفير الأمن والاستقرار؛ الذي كانت تسعى للحصول عليه خلال العقد الأخير.

تقويض نظرية “القرية الآمنة”..

علمًا أن الأمن والاستقرار هو قلب “الإمارات” النابض، و”أبوظبي” تحتاج إلى ذلك في إطار مساعيها مع الأطراف المنافسة مثل: “السعودية” و”قطر”، للتحول إلى قطب للاقتصاد والسياحة في قلب الشرق الأوسط.

وسعت “الإمارات”؛ خلال السنوات الأخيرة، إلى تقديم نفسها: كـ”قرية آمنة”، في محيط “غرب آسيا” المتلاطم؛ واستقطاب السياحة والاستثمارات المالية والتكنولوجية. والملاحظة التي تُعتبر كعب أخيل بالنسبة لـ”الإمارات” ليس في إصابة صواريخ (أنصار الله) أهدافًا إماراتية، وإنما في عملية القصف ذاتها؛ والتي تقوض نظرية (القرية الآمنة).

لقد أثبتت (أنصار الله) أنها تحولت إلى قطعة مهمة في “محور المقاومة”، هذا المحور الذي يستلهم أهداف “الثورة الإسلامية الإيرانية”؛ يعني مقاومة الاستكبار ومكافحة الظلم واستدعاء القوة التي برزت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، بحيث تحولت (أنصار الله) إلى طرف هام في تطورات الشرق الأوسط، ناهيك عن العالم.

في غضون ذلك، الطريف هو تزامن هجوم (أنصار الله) على “الإمارات”؛ مع أعياد الاحتفال بالذكرى السنوية لانتصار “الثورة الإيرانية”، وهو ما يوجه رسالة غير مباشرة؛ وفي الوقت نفسه هامة، مفادها أن علم النضال ضد الاستكبار العالمي الذي رفعه المؤسس الأكبر للثورة على مدى أربعة عقود، لم يزدهر فقط؛ وإنما أضحى مصدر الهام للشعوب المستضعفة حول العالم كالشعب اليمني.

هذه المقاومة تثبت أن بعد ستة سنوات من الصمود ضد الهجمات الوحشية للتحالف السعودي، لم تفشل فقط في تركيع “صنعاء” والاستسلام لـ”الرياض” و”أبوظبي”، وإنما قد تكون كأس السم الأساس لتلك الدول.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة