خاص : ترجمة – محمد بناية :
“محسن”؛ رابط عصابته، مرتديًا قميص وبنطال، منهمك في تلوين شعر زبونته الدائمة، “شهره”، فهو مصفف شعر ويقوم بتصفيف كل أنواع الشعر الحريمي.
يبلغ من العمر 36 عامًا؛ ويقوم بهذا العمل منذ عودته إلى “طهران”، قبل ثمانية أعوام، بعد إجتياز دورة متخصصة في تلوين الشعر وتجميل الوجه في “فرنسا”. بحسب موقع (إيران واير) المعارض.
العمل بشكل سري !
يعمل بشكل سري؛ ويتعامل مع أشخاص بعينها. يقع صالون تصفيف “محسن”، (الخالي من اللافتات)، في الطابق الأول بإحدى الأبراج السكنية شمال “طهران”. وهو عبارة عن شقة سكنية، (مساحة مئة متر)، فاخرة نسبيًا؛ تقدم كل خدمات التصفيف في غرف منفصلة.
وقد خصص غرفة واحدة فقط لخدمات الشعر، وغرفة أخرى لتجميل الوجه. في حين يقدم خدمات تصحيح الوجه وتجميل العرائس في قاعة الانتظار. يقول: “يجب أن تكون خطواتي محسوبة بسبب حساسية عملي. أعمل بدون مساعدين. أبدأ عملي في تمام العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً. أصطحب معي كلبي باستمرار، حيث يملأ هذا الكلب كل لحظات فراغي ووحدتي، كما يقوم بإرشاد العملاء إلى غرفة الاستراحة”.
لا يمتلك “محسن” أي دعاية، وقد بدأ عمله قبل ثماني سنوات بعدد ضئيل من العملاء، وهو مستمر في هذا العمل حتى اللحظة بتوسيع دائرة العملاء. لا يجيب على الاتصالات المجهولة، ويجيب فقط إذا كان الاتصال من أحد عملاءه.
صالون “محسن”؛ غير مزدحم إذ يتعين على كل عميل الوصول في الوقت المحدد، وإلا فسيكون عليه تحديد موعد جديد، لأن “محسن” لا يستقبل أكثر من عميل في الصالون. وهو يحصل على تكلفة تقديم هذه الخدمات، تشبه أو تفوق بقليل أفضل مصففات الشعر بشمال “طهران”.
وهو يحصل لقاء تقصير الشعر على 250 – 300 ألف طومان، و500 ألف لقاء تلوين الشعر، و100 ألف للتجميل.
“محسن”؛ عاشق للعمل ويقوم به بكل صبر ودقة. يقول: “أنا مستعد، رغم كل هذه القيود والخوف، الاستمرار في تصفيف الشعر”.
الجلد والاعتقال..
لكنه ليس الوحيد الذي يقوم بتصفيف شعر النساء. ورغم حظر مثل هذه الممارسات داخل “إيران”، (قد يتعرض المخالف للجلد والحبس وإلغاء الترخيص)، لكن يتم تقديم هذه الخدمات كغيرها من الأعمال في كل جوانب “طهران” بشكل سري.
فهذا “سامان”، يبيع المنتجات الفنية كالأفلام والمسلسلات وألعاب الكمبيوتر، أكثر من عمل التصفيف، بل إنه يقدم خدمات التصفيف للنساء في بعض الساعات، يقول: “قبل خمس سنوات كنت أمتلك أكثر من صالون تصفيف في شيراز، وكان العمل جيدًا. وأحيانًا بسبب مهاراتي الخاصة في مجال تقصير الشعر أقدم خدماتي للنساء شريطة أن تصطحب معها رجل. ذلك أن مصففات الشعر عادةً يغلقن الصالونات في الظهيرة، ويذهبن للمنزل للاستراحة، أما أنا فأقوم بإنزال الستائر المعدنية وأستقبل النساء. ويومًا ما كنت أقوم بتصفيف شعر إحداهن بحضور زوجها، وسمعت صوت رجال الشرطة خلف الستائر واضطررت إلى فتح الباب”.
لم يقتصر الأمر على الجلد والاعتقال والتغريم المالي؛ وإنما أغلقوا محله وأبطلوا ترخيصه للأبد. يضيف: “تم تغريم السيدة أيضًا، وقضيت أيامًا صعبة. واضطررت إلى ترك العمل الذي أحبه”.
جدير بالذكر؛ أن موقع (جهان نيوز) الإخباري قد نشر تقرير، قبل فترة، ينتقد أبلكيشن (ديوار)؛ وبعض إعلانات تقديم خدمات التجميل الطبي للنساء بواسطة رجال. وأدعى الموقع كثافة الدعاية على الأبلكيشن لتقديم خدمات مثل التصفيف، والوشم، والمساج للنساء بواسطة الرجال.
بدوره؛ قال “عباس جعفري دولت آبادي”، مدعى عام “طهران” سابقًا، عام 2018: “عدد صالونات التجميل النسائية الحاصلة على ترخيص في طهران، حوالي 1400 صالون، بينما عدد الصالونات غير المرخصة يوازي 1600 صالون”.
ولا تقتصر مخالفة القانون على تقديم الرجال خدمات التجميل للنساء على هذا فقط، وإنما لا يمكن للنساء إذا أردن الشكوى الرجوع إلى الجهات القضائية. بمعنى أنه لو حصلت مشكلة تتعلق بالسلامة لا يحقق للنساء مراجعة المراكز القانونية والاحتجاج، لأنهن قد يتعرضن للمحاكمة.