10 مارس، 2024 7:37 ص
Search
Close this search box.

خبير إيراني يكشف .. لا حل لأزمة اليمن سوى عن طريق “طهران” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في إطار المفاوضات الإيرانية للفصل في الأزمة اليمنية، عُقد بمقر “الخارجية الإيرانية” جلسة ثلاثية بحضور وفد إيراني برئاسة، “علي أصغر خاجي”، مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية، ووفد “حركة أنصارالله” اليمنية برئاسة؛ “محمد عبدالسلام”، المتحدث باسم الحركة، وأخيرًا سفراء الدول الأربع بـ”الاتحاد الأوروبي”؛ المعروفة باسم (E4)، وتشمل دول “بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا”.

يأتي هذه الاجتماع، في ضوء التطورات والمصادمات بين “المجلس الانتقالي” وحكومة “منصور هادي”، وبخاصة في “عدن”؛ والحديث عن احتمالات تقسيم “اليمن”.

والسؤال؛ إلى أي مدى نجحت مساعي “طهران” الدبلوماسية للحيلولة دون سقوط “اليمن” وإنهاء الصراع في هذا البلد ؟.. إلى أي مدى سوف تؤثر مكانة ووزن الأطراف الأوروبية، المشاركة في الجلسة، (مع الأخذ في الاعتبار لسابقة دعم هذه الأطراف “المملكة العربية السعودية” و”الإمارات العربية المتحدة”)، في الحد من المشكلات اليمنية ؟.. وهل ستكون “الرياض” و”أبوظبي” على استعداد للقبول بنتائج مساعي “طهران” الدبلوماسية ؟

للإجابة على كل هذه الأسئلة؛ أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية”، الحوار التالي مع “حسن هاني زاده”، خبير شؤون الشرق الأوسط..

حسن هاني زاده

فشل مخططات تقسيم “اليمن” وتخريبه..

“الدبلوماسية الإيرانية” : ما هو تقييمكم لمعدلات نجاح مساعي “طهران” الدبلوماسية للحيلولة دون تقسيم “اليمن” ؟

“حسن هاني زاده” : لطالما أكدت “الجمهورية الإيرانية”، منذ اليوم الأول، للإعتداءات “السعودية-الإماراتية”، على “اليمن”، على نقطتين أساسيتين، أولاً: ضرورة حل المشكلات اليمنية الداخلية بالحوار والمفاوضات “اليمنية-اليمنية” دون تدخل أيًا من الأطراف الإقليمية أو فوق الإقليمية.

ثانيًا: عارضت “إيران” أي مساعي تستهدف تقسيم “اليمن”. اليوم وبعد أربع سنوات ونصف على مذابح “الرياض” و”أبو ظبي” ضد الشعب اليمني، لم يفشل فقط، “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، و”محمد بن زايد”، ولي العهد الإماراتي، في تحقيق أهدافهما، وإنما بلغ الأمر إتساع دائرة العمليات داخل حدود البلدين.

من ثم تهيأت الأجواء لإنهاء خمس سنوات من الحرب الأهلية في “اليمن” عبر المسار الدبلوماسي. إذ لا يبدو أن “السعودية” تريد، وكذلك “الإمارات”، الفشل في هذه القضية، لا سيما بعد الخسائر الفادحة.

ووجود مندوبين الدول الأوروبية الأربعة قد يكون بمثابة ضوء أخضر لـ”السعودية” و”الإمارات” فيما يخص مسألة إنهاء الأزمة اليمنية بالطرق الدبلوماسية. من ثم يمكن عقد الآمال على نجاح المساعي الدبلوماسية الإيرانية لإنهاء الحرب اليمنية.

لكن المسألة الأهم تتعلق بالأوضاع في جنوب “اليمن”، وبخاصة “عدن”، حيث بلغت الاختلافات “السعودية-الإماراتية” ذروتها، وهو ما دفع بعض الخبراء للإعتقاد في مشروع تقسيم “اليمن”، لاسيما بعد سيطرة “المجلس الانتقالي”، المحسوب على “الإمارات”، على معظم المنشآت والمراكز في “عدن”، في الوقت نفسه التقى “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، “عبدربه منصور هادي”، الرئيس المستقيل والفار من “اليمن”، وهو ما يعكس مساعي “السعودية” لإفشال المخططات الإماراتية. من ثم، وفي ضوء هذه الأوضاع، لا يمكن تقسيم “اليمن”.

أدركوا أن لا حل إلا عن طريق طهران..

“الدبلوماسية الإيرانية” : هل يمكن الأمل في نجاح مساعي “إيران” الدبلوماسية، لاسيما بعد إشارات “الإمارات” و”السعودية” بخصوص خفض معدلات التوتر مع “إيران” ؟

“حسن هاني زاده” : تأكد أن السبيل الوحيد لحل الأزمة اليمنية هو الدبلوماسية والحوار، وحاليًا باتت “السعودية” و”الإمارات” على إطلاع بهذه الحقيقة أكثر من أي وقت مضى.

لذلك تسعيان للحد من الصراع مع “إيران”؛ حتى يتسنى حل مشكلات البلدين في “اليمن” عبر “طهران”. من ثم فإن لقاء وفد إماراتي عددًا من المسؤولين الإيرانيين العسكريين والأمنيين؛ إنما يعكس رغبة “الرياض” الحالية، وكذلك “أبو ظبي”، لحل الأزمة.

وبالنسبة للأوضاع الراهنة في “عدن” وجنوب “اليمن”، فلابد من التأكيد على مسألة أن تصاعد معدلات الخلاف بين “السعودية” و”الإمارات” عبر الصراع بين أنصار “المجلس الانتقالي” وحكومة المستقيل، “عبدربه منصور هادي”، سوف يزيد فقط من مشكلات البلدين.

من ثم نأمل أن يتجه البلدان، في الأيام المقبلة، للحد من الصراع. حينها سوف تثمر مساعي “طهران” الدبلوماسية للمحافظة على وحدة “اليمن” عبر المفاوضات والمسارات الدبلوماسية.

المصالح الأميركية والأوروبية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : إلى أي مدى يمكن الوثوق في حُسن نية ووزن “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا”، بجانب “الولايات المتحدة”، لإنهاء الأزمة اليمنية والحيلولة دون تقسيم هذا البلد ؟

“حسن هاني زاده” : كما تفضلتم؛ “الولايات المتحدة الأميركية”، و”دونالد ترامب”، في المقام الأول، ثم الأطراف الأوروبية في المقام الثاني؛ وإن لم تطالب للوهلة الأولى بإنهاء الأزمة. لأنه في حال لم تتماشى الأزمة وفق رغباتهم فسوف تواجه مصالح هذه الأطراف المزيد من التهديدات.

إذ أن وجود حكومة سياسية قوية في “اليمن” سوف يقوض عمليًا نفوذ هذه الأطراف في غرب آسيا. لكن يبدو أن التبعات التخريبية، على المستويات الاقتصادية، والسياسية، والدبلوماسية، والأهم الأمنية والعسكرية للحرب اليمنية؛ وإتساع نطاقها داخل الحدود السعودية والإماراتية، دفع كل هذه الأطراف بإتجاه إنهاء الحرب على المدى القصير.

ناهيك عن تعاظم القوة الإيرانية في الخليج و”مضيق هرمز”، بعد إسقاط الطائرة الأميركية المُسيرة وتوقيف ناقلة النفط البريطانية.

من ثم فقد أفرزت التطورات في المنطقة المزيد من التهديدات الحقيقة ضد مصالح الدول الأوروبية و”أميركا”. ومجموع هذه النقاط دفع الأطراف الأوروبية إلى القناعة بأهمية الحيلولة دون إتساع نطاق الاضطرابات وإنهاء الحرب اليمنية باعتباره الحل الوحيد في ظل الظروف الراهنة لتقليل نسبة الخسائر.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب