خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
زار “غاريد كوشنر”، صهر الرئيس الأميركي الحالي، “دونالد ترامب”، ومستشاره، على رأس وفد “أميركي-صهيوني”، دول “قطر” و”السعودية”، والتقى المسؤولين في البلدين.
ولابد من دراسة هذه الزيارة التي تأتي في الأيام الأخيرة من حكم “ترامب”، من جهات مختلفة. بحسب “حسن هاني زاده”؛ الخبير الإيراني للشأن الإقليمي، في مقاله التحليلي المنشور بصحيفة (القدس) الإيرانية.
الضغط من أجل التطبيع..
والحقيقة أن زيارة “كوشنر”، إلى “الرياض” و”الدوحة”، تنطوي على ثلاثة أهداف رئيسة، الأول: تطبيع علاقات “الدوحة” مع “تل أبيب”. وتسعى الولايات المتحدة الأميركية، خلال الأربعين يومًا المتبقية من عمر إدارة “ترامب”، للضغط على دول “مجلس التعاون الخليجي”، لاسيما الدول الثلاث، (قطر، عُمان، والكويت)، للتطبيع الرسمي مع “الكيان الصهيوني”.
وتخطط الولايات المتحدة، و”ترامب” نفسه، لإجبار دول “مجلس التعاون” بشكل صريح للتعاون مع هذا الكيان. وحتى اليوم أعلنت “الإمارات والبحرين والسعودية”، إلى حد ما، التطبيع الرسمي مع “الكيان الصهيوني”.
لكن حتى الآن لم تخضع “قطر وعُمان والكويت” للتطبيع، لاسيما “قطر” التي تتعرض للضغوط من كل الجهات بسبب مواقفها من “القضية الفلسطينية” و”الحركات الجهادية”، ومازال الشيخ، “تميم بن حمد”، أمير قطر صامدًا إزاء هذه الضغوط.
فك إرتباط “الدوحة-طهران” !
أما الهدف الثاني من زيارة “كوشنر”؛ كان حل المشاكل القطرية مع “السعودية والبحرين والإمارات”.
وكانت العوائد الإيرانية قد ارتفعت، بحسب صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية؛ إلى 100 مليون دولار سنويًا جراء الاستفادة من الطائرات القطرية كمسار جوي آمن، ومن ثم تركز الولايات المتحدة جهودها على حل الخلافات داخل الجبهة العربية، ومن ثم حرمان “طهران” من هذه العوائد.
وتسعى من جهة أخرى، لفتح المجال الجوي القطري أمام الطائرات الإسرائيلية وغيرها، ومن ثم فك إرتباط “الدوحة-طهران”.
الهدف الثالث يتعلق أيضًا بدراسة العلاقة “القطرية-الإيرانية”.
إذ يسعى المحور “الغربي-العبري” لإضعاف هذه العلاقات في إطار مشروع الحد الأقصى من الضغوط، وتصفير سهم العلاقات التجارية في إطار التعاون الاقتصادي بين “الدوحة-طهران”.
في انتظار “بايدن”..
هذه هي الموضوعات الثلاث التي كانت محلاً للنقاش على جدول أعمال “كوشنر”، لكن يبدو أن “قطر” لن تتخذ في الأربعين يومًا المتبقية من عمر إدارة “ترامب”، خطوات مهمة على صعيد تطبيع العلاقات مع “الكيان الصهيوني”، ولن تتراجع على مواقفها.
والحقيقة أن “قطر” بانتظار الفائز النهائي بالانتخابات الأميركية، ودخول “جو بايدن”، للبيت الأبيض.
والحقيقة أن الدول الثلاث لن ترضخ للضغوط الأميركية. إذ تستشعر القيادة القطرية، (رغم سياستها الوسطية تجاه الدول الخليجية الأخرى كالسعودية)، ضرورة الصمود في مواجهة الضغوط الأميركية، بخصوص ملف التطبيع مع “الكيان الصهيوني”.
ولابد من منظور القيادات القطرية؛ أن تتسم السياسات الأميركية تجاه “فلسطين”، خلال السنوات الأربع المقبلة، بالشفافية، ومن ثم من غير المنطقي أن تريد المخاطرة والتطبيع مع “الكيان الصهيوني”، في الأربعين يومًا المتبقية.
وعليه، ورغم أن إعلان “السعودية والإمارات والبحرين” التطبيع العلني نسبيًا مع الصهاينة، فسوف تنتظر الدول الثلاث الخليجية الأخرى سياسات “جو بايدن”؛ إزاء المنطقة، والجمهورية الإيرانية، وفلسطين.
من جهة أخرى، يبدو أن “قطر” تميل لحل الخلافات مع الجبهة السعودية. وقد يحدث ذلك سريعًا، لاسيما وأن “السعودية” تميل لحل خلافاتها مع “الدوحة”، ومن ثم ضم “قطر” للمحور “العبري-العربي”.
لكن على أي حال سوف تحافظ عائلة “حمد آل ثاني”؛ على علاقاتها مع “طهران”. وكانت “السعودية” قد اشترطت، في بداية الأزمة مع “قطر”، إغلاق فضائية (الجزيرة)؛ والتوقف عن دعم حركة “الإخوان المسلمين”؛ قبل عودة العلاقات مجددًا.
لكن يبدو أن (الجزيرة)، باعتبارها أداة إعلامية بالغة التأثير بالنسبة للقيادة القطرية، ولذلك من غير المتوقع أن توافق على قبول بشروط السعودية الأخرى. والقيادة القطرية تعتبر موضوعات مثل العلاقات مع “إيران، وتركيا، والإخوان المسلمين” خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه.