خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
وصف الخبير في شؤون الشرق الأوسط والعالم؛ “حسين کنعاني مقدم”، الأزمة السياسة في “العراق”: بـ”الخطيرة”، وقال في حوار إلى صحيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية: “تنحي المرجعية عن التدخل في الشأن السياسي العراق؛ تسبب في انضمام أطراف خارجية ذات سيادة على الأجواء السياسية العراقية، إلى المثلث: (العبري-العربي-الغربي)، واستمرار هذه المسألة يُهدد بدخول الأزمة العراقية في نفق ينتهي بالحرب الأهلية وانقسام العراق”.
وأكد بتسليط الضوء على المثلث: “الإماراتي-السعودي-الأميركي”؛ بخلاف النفوذ الإسرائيلي المدمر في الإشكال العراقي: “جزء من المشكلات الإقليمية كان سببًا في انعدام التوافق الشامل بين الفصائل الشيعية والسُنية والكُردية… وهذا لا يعني تجاهل دور تيار (الصدر)؛ في هذه المسألة، والذي يخدم المخططات الأميركية التي تستهدف حذف تيارات المقاومة عن المشهد السياسي العراقي، وهذا لو حدث؛ (والأمر مستبعد)، فإن الدولة الأولى التي تتمنى منذ الأزل تقسيم العراق؛ هي (الكيان الإسرائيلي)، وهذه القضية تُمثل جرس إنذار حقيقي يفرض على التيارات السياسية العراقية اليقظة” !.
الوحدة مفقودة بين دول الشرق الأوسط..
روشتة إنقاذ “العراق” من هذا المأزق وتلك الاضطرابات تتكون من:
– الوعى السياسي الكافي لإدراك كافة الأجواء العراقية الفعلية.
– الوحدة باعتبارها الكيمياء المفقودة؛ هي الدواء الوحيد الذي يضمن التئام الجرح، وإنقاذ هذا البلد العظيم والمسلمين من الوضع الراهن.
وانتقل “كنعاني مقدم” للحديث عن إمكانية: “السيطرة عن بُعد”، على بث الاختلافات داخل المجتمع السياسي والشعبي في “العراق”، وأضاف: “أرى أن بعض الدول؛ ومن بينها السعودية والإمارات وغيرها من المشايخ الخليجية الأخرى، والولايات المتحدة وأخيرًا إسرائيل، تستطيع التدخل في الشأن العراقي الداخلي، وقطع مسارات الوصول إلى اتفاق، لأن العراق كان قد تحول إلى ساحة لحل الخلافات الإقليمية والدولية”.
وهو يعتقد أن؛ “مصطفى الكاظمي”، قد تحول إلى عامل مُثير للخلافات بسبب رغبته البقاء بالمنصب، علمًا أن الشعب العراقي الواعي لن يتغاضى عن انفتاح “الكاظمي”؛ على “الولايات المتحدة” وجهود إقصاء تيار المقاومة عن المشهد السياسي العراقي، وربما ينتهي الأمر بإقصاء “الكاظمي” نفسه عن آتون السياسة العراقية إلى الأبد.
الوصول إلى اتفاق ممكن..
يُضيف “كنعاني مقدم”: “هناك اتجاهين للأحداث العراقية والنوايا واضحة، والسؤال: إلى متى سوف يستمر هذا الوضع ؟.. المسألة متعلقة بتناغم التيارات الشيعية والأطراف الداخلية دون الأخذ في الاعتبار للأطراف خارج الحدود العراقية”.
إبداء المرونة للخروج من المأزق السياسي..
أكد “رفيق الصالحي”؛ مندوب إطار التنسيقية، قناعة قوى التنسيقية وحلفاءها بعدم إمكانية استمرار المأزق السياسي، لأن الرأي العام يُراقب ركود القوى السياسية. وكشف عن رغبة التنسيقية وحلفاءها لإبداء المرونة بغرض الخروج من المأزق السياسي الراهن، وقال: “نعتقد في استحالة حل الأزمة السياسية؛ إذا لم تُقدم كل القوى السياسي إمتيازات، لأن العناد لن يؤدي إلى الحل”.
استفادة الأكراد القصوى من الخلافات الشيعية !
في آتون الصراع الشيعي على اختيار شخص رئيس، وإفتعال “الكاظمي” للأزمات بغرض الاستمرار في منصب رئيس الوزراء، وكذلك الخلافات بين أهل السُنة بشأن السيطرة الكاملة على البرلمان، وانقسام الأكراد إلى تشكيلات صغيرة عمليًا؛ يُساهم في تقسيم “العراق” مستقبلًا.
وفي هذا الصدد؛ أكد “حسين کنعاني مقدم”؛ الخبير في شؤون الشرق الأوسط والعالم، مسألة تحول الأكراد عمليًا إلى دولة مستقلة داخل “العراق”، وإنشغالهم بتدعيم وتوطيد أدوات السلطة، وأردف: “الأكراد بمعرفة دقيقة بعمق وأبعاد الاختلافات الموجودة عير فتح مكاتب تمثيل في أقصى العالم، ينفذون بشكل مرن أجزاء من خطة تقسيم العراق؛ وهي مسألة ترتبط في الغلب باختلاف الشيعة على مسألة اختيار رئيس الوزراء. والحقيقة إن تيار (الصدر)؛ يعرف بالتأكيد تداعيات هذه الاختلافات، ونأمل أن يتخذ القرار الأفضل في التوقيت الأمثل”.