خبير إيراني يرصد .. خطأ “لابيد” بالهجوم على “قطاع غزة” !

خبير إيراني يرصد .. خطأ “لابيد” بالهجوم على “قطاع غزة” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

أسفر هجوم الصهاينة على “قطاع غزة”؛ منذ أيام، عن استشهاد عدد من المدنيين مجددًا. وفي أعقاب هذه العمليات توعدت المقاومة بالانتقام الشديد بقصف عدة صواريخ باتجاه الأراضي المحتلة.

ويأتي هذا الهجوم؛ في وقتٍ يُعاني فيه “الكيان الصهيوني” من أزمات داخلية كثيرة، ولذلك يرى الكثيرون أن الهدف من هذه العمليات هو تحريف الرأي العام عن الأزمات الداخلية الإسرائيلية.

وفي هذا الصدد؛ أجرت وكالة أنباء (مهر) الإيرانية، الحوار التالي مع، الدكتور “حسام الدين برومند”، خبير الشأن الدولي…

تأزم الوضع الإسرائيلي الداخلي..

وكالة أنباء “مهر” : لماذا قرر “الكيان الصهيوني” الهجوم على “قطاع غزة” في هذا التوقيت ؟

“حسام الدين برومند” : هجوم “الكيان الصهيوني” الوحشي على “قطاع غزة”، في ظل الظروف والأوضاع الراهنة، نابع عن أوضاع الصهاينة المأزومة، ولذلك يسعون كما يُقال إلى تغيير شكل الأزمة.

“الكيان الصهيوني” قاتل الأطفال، والذي تسبب في استشهاد طفلة تبلغ من العمر: (5 سنوات) خلال العمليات الأخيرة، يُعاني منذ أشهر أزمات متلاحقة؛ علمًا أن قلق الصهاينة الأساس هو انحسار معامل الكيان الأمني بشدة.

تدهورت أوضاع الكيان لدرجة أن حكومة “نفتالي بينيت”، كانت قد سقطت قبل فترة، ولم يستطع هو نفسه إنهاء فترة رئاسته الأولى للحكومة، ولابد من إجراء الجولة الانتخابية الخامسة خلال أربع سنوات في الخريف.

من ثم فقد اتضح للجميع حجم أزمات الكيان الهيكلية وانعدام الاستقرار السياسي، وقد دفعت حرب الأحزاب بالداخل وانعدام الشرعية السياسية؛ حكومة الاحتلال إلى تنفيذ هجوم على “غزة” بغرض تحريف الرأي العام الداخلي عن هذه الأزمات.

بروباغندا “لابيد”..

وكالة أنباء “مهر” : يعتقد الكثيرون أن هذا الهجوم في الغالب من قبيل الاستهلاك الانتخابي بالنسبة لرئيس وزراء “الكيان الصهيوني” المؤقت؛ “يائير لابيد”، فما رأيكم ؟

“حسام الدين برومند” : في الحقيقة هذه ملاحظة هامة، ذلك أن رئيس وزارء “الكيان الصهيوني” المؤقت كان مقدم برامج تليفزيونية، وخبراته الإعلامية دفعته إلى الاستفادة من البروباغندا لإثبات أن الكيان لا يُعاني مأزقًا !!

في حين أعلنت (كتائب القدس)، والجناح العسكري لـ (الجهاد الإسلامي) عقب الهجوم، إطلاق أكثر من: 100 صاروخ باتجاه “الكيان الصهيوني”.

والطريف أن “تل أبيب” أعلنت تتبع وإسقاط منظومة (القبة الحديدية) عدد: 40 صاروخ من أصل: 100 أُطلقت من “قطاع غزة” باتجاه “الكيان الصهيوني”، في حين أصابت باقي الصواريخ المستوطنات الفلسطينية.

وعليه؛ ورغم تأكيد رئيس الوزراء ووزير الحرب الصهاينة في بيان مشترك، أن الهدف من الهجوم على “قطاع غزة”؛ هو التخلص من “التهديد الملموس” للمواطن الإسرائيلي، إلا أن هذه الجريمة تنطوي في الأغلب على مناورة لرئيس الوزراء المؤقت يهدف من خلالها إلى تحسين وضعه وحزبه على مشارف الانتخابات المقبلة والمقررة في أول تشرين ثان/نوفمبر.

أخطاء إسرائيلية..

وكالة أنباء “مهر” : هل حقق “الكيان الصهيوني” أهدافه من الهجوم على “غزة” ؟

“حسام الدين برومند” : التحدي الأكبر لـ”الكيان الصهيوني” بلا شك هو قوة جبهة المقاومة المتزايدة، والتي قد تُعّقد معادلات الصهاينة.

وعليه لم يتمكن “لابيد” و”الكيان الصهيوني” أولًا من تبرير الهجوم على “غزة”؛ بحجة استهداف (الجهاد الإسلامي) بغرض إضعاف وإنهاك إحدى فصائل المقاومة، لأن “المقاوم الفلسطينية” بالتأكيد سوف ترد بشكلٍ موحد على هذا الهجوم الوحشي.

ثانيًا: وقع رئيس وزراء الكيان المؤقت في خطأ حسابي من مثل عدم مراعاة أجواء الصراع مع (حزب الله) اللبناني في أزمة حقل غاز (كاريش).

ومؤخرًا أكد السيد “حسن نصرالله”؛ أن أي عمليات لاستخراج “النفط والغاز” من حقل (كاريش) سوف تتسبب في تبعات وجودية بالنسبة لـ”الكيان الإسرائيلي”.

والهجوم على “قطاع غزة” يُضعف بالقطع قدرة هذا الكيان في مواجهة عدة أزمات. والأهم والمشكلة التي لا يمكن للصهاينة إنكارها أو تناسيها هي عمليات (سيف القدس)؛ العام الماضي، والتي كشفت عن نقاط ضعف “الكيان الصهيوني” في ميدان الحرب والأمن، وفرضت بالواقع معادلة ردع جديدة في مواجهة كيان الاحتلال. والآن لا يستطيع شخص بخبرات “لابيد” من تغيير هذه المعادلة، وقراره بالهجوم على “قطاع غزة”؛ كمثل شخص يُلقي بنفسه في المستنقع، كلما ضرب بيديه ورجليه غرق بشكل أكبر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة