9 أبريل، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

خبير إيراني يرصد .. الإسلاميون وآلية صناديق الاقتراع الفاشلة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

نشهد منذ العام 1980م، مشاركة تيارات الإسلام السياسي في الأجواء السياسية بالشرق الأوسط والعالم العربي، رغم انتقاداتهم للمسار غير الديمقراطي وغير الشفاف لتلكم الانتخابات.

وقد إزدادت المشاركة، بنهاية العام 1990م، وبداية القرن العشرين. وقد استعرضت هذه الفصائل نموذج أكثر تعددية من العمل السياسي عبر المشاركة في بلورة النظام السياسي. وقد لعبت جهود الإسلاميين دورًا مهمًا في اتساع موجة الديمقراطية والضغط على الحكام والنخبة العلمانية؛ بغرض خلق أجواء ديمقراطية في الظاهر للحد من الضغوط الداخلية والدولية، وبالنهاية برجماتي، في إطار مساعيهم للوصول إلى السلطة عبر آلية الاقتراع. بحسب “رضا عابد كناباد”؛ خبير شؤون منطقة غرب آسيا وشمال إفريقيا، في مقاله التحليلي على موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من وزارة الخارجية.

الإسلاميون ينجحون في الوصول إلى السلطة عبر الاقتراع..

وما “جبهة الإنقاذ الإسلامية” في الجزائر، و”جماعة الإخوان المسلمون” في مصر، و”حزب النهضة الإسلامي” في تونس، و”حركة حماس” في فلسطين، و”حزب الله” في لبنان، والفصائل الإسلامية الكويتية، و”حزب العدالة والتنمية” في تركيا، إلا نماذج على أنشطة الإسلاميين في إطار آلية الأصوات.

وقد نجح الإسلاميون في الوصول إلى السلطة على آلية الاقتراع بالكثير من الدول؛ مثل “تركيا” (2002م)، و”فلسطين” (2006م).

ومؤكد أن بعض دول الشرق الأوسط، كـ”الجزائر”، (1991م)، و”تركيا”، (الانقلاب ما بعد الحداثة عام 1997م؛ ضد حكومة نجم الدين أربكان)، قد شهدت انقلابًا ضد الإسلاميين بعد الفوز بانتخابات ديمقراطية نزيهة برعاية غربية وصفوة العلمانية في الداخل.

وبعد العالم 2011م؛ و”الربيع العربي”، في “مصر” و”تونس”، تمكن الإسلاميون، ولو بشكل مؤقت، من الوصول إلى السلطة، لكن فشلت هذه التجربة في “مصر”، بانقلاب 2013م، على “حزب الحرية والعدالة”، الذراع السياسي لـ”الإخوان المسلمين”، وهزيمة الإسلاميين في الانتخابات البرلمانية التونسية 2014م.

اختيار المشاركة البرلمانية السلمية..

ورغم استمرار الحركات الإسلامية في خوض المنافسات الانتخابية بشغف كبير، إلا أنها ماتزال تتعرض للضغوط السياسية الشديدة، لكن أحيانًا تتعارض هذه الضغوط بما يزيد من فرص التيارات الإسلامية على الجذب، رغم أن هذه الفرصة قد تكبدهم تكلفة باهظة، (مثل مصر في عهد مرسي والإخوان المسلمون).

مع هذا؛ فقد اختارت هذه الأحزاب والحركات المشاركة البرلمانية السلمية باعتبارها الخيار الإستراتيجي الوحيد.

وقد ساهمت هذه الفصائل الإسلامية، بقبولها المشاركة السياسية السلمية، في الحد من الخطاب القمعي بغض النظر عن توجه النخبة الحاكمة أو المعارضة الليبرالية أو اليسارية.

إحباط المحاولات الإسلامية السياسية..

ومؤكد أن الصدام العنيف والانقلاب ضد “جبهة الإنقاذ الإسلامية”، في “الجزائر”، منذ مطلع العام 1990م، والانقلاب على “الإخوان المسلمين”، في العام 2013م، ثم هزيمة التيارات الإسلامية في الانتخابات مقابل العلمانيين على غرار ما حدث في “تونس”، أفضى إلى شيوع نوع من اليأس في بعض الحالات بين قيادات الحركة الإسلامية وقواعدها الشعبية إزاء نتائج استثماراتهم في هذه المشاركة السياسية.

والواقع أن مضاعفة التركيز على المشاركة السياسية، أدى إلى تعرض الإسلاميين، الراغبين في المشاركة، لانتقادات عارمة من جميع القوى الإسلامية التي لا تميل للعمل السياسي، واتهموا بالبرجماتية والنفعية، والإنحراف عن جادة الإيمان والشريعة الإسلامية.

في الوقت نفسه، تعرض الإسلاميون للضغوط من جانب التيارات العلمانية والغرب، والاتهام بالتخطيط السري لأسلمة المجتمع وتقييد الحريات.

فشل المسلك السياسي والعودة إلى العنف..

ويعتقد البعض أن فشل مشروع مشاركة التيارات الإسلامية في الانتخابات، وبخاصة الانقلابات العسكرية، قد مهد الطريق أمام تطرف بعض الإسلاميين.

على سبيل المثال؛ بعد الانتفاضة الشعبية ضد “حسني مبارك”؛ ووصول “محمد مرسي” الإخواني للسلطة، (بغض النظر عن الملاحظات الشرعية)، كان للسلفية الجهادية انتقادات إستراتيجية لـ”الإخوان” تتعلق بعدم قبول الحكومات العربية والغربية على السواء وصول الإسلاميين إلى السلطة، وأن الطريق الوحيد للسطة يمر عبر “السيف”. وهذا التصور يعكس قبل أي شيء آخر فشل تجربة الإسلاميين في المشاركة السياسية.

والأمر نفسه تكرر في “الجزائر”، ولعل التيارات السلفية كانت الأسعد بسقوط “مرسي”؛ بما يثبت إدعاءاتهم المستمرة بشأن عدم جدوى المساعي السلمية.

كذلك فضلت “النهضة” التونسية للانسحاب من السلطة، إلى وقت غير معلوم، للبقاء بمأمن من نفس مصير “إخوان” مصر. وأبرز ردود الفعل على الإطاحة بـ”إخوان مصر” هو بيان “حركة الشباب الصومالية” الساخر؛ وفيه: “الطريق الوحيد للسلطة يمر عبر السيف، لو أنهم لا يسمحون قيام حكومة إسلامية”.

أخيرًا فإن إنعدام الحكومة المركزية القوية في الدول العربية، بعد انتفاضات “الربيع العربي” عام 2011م، هيأ الأجواء المناسبة لنشاط الجماعات المسلحة.

مع هذا فإن أوضاع الشرق الأوسط المأزومة؛ تساهم أكثر من أي شيء في توسيع دائرة السلفية الجهادية. كذا فإن قمع وتعذيب الإسلاميين أفضى إلى نمو الميول التكفيرية والإرهابية بالشرق الأوسط في الثمانينيات وبداية التسعينيات.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب