خبير إيراني يرصد .. أحداث “الحديدة” وفصل جديد من النزاع بين “الرياض” و”أبوظبي” !

خبير إيراني يرصد .. أحداث “الحديدة” وفصل جديد من النزاع بين “الرياض” و”أبوظبي” !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

اتسع نطاق انتصارات جماعة (أنصار الله)، مؤخرًا، في الساحل اليمني الغربي، لاسيما بعد اتفاق الحركة وحلفاءها في مدينة “مأرب”.

وللبحث عن نوع المداخلات الإماراتية والسعودية في التطورات الميدانية والعسكرية؛ أجرى (المركز الدولي لدراسات السلام) الإيراني، حديثًا صحافيًا مع: الدكتور “مصطفي مطهري”؛ الخبير الإيراني في شؤون الجزيرة العربية…

تغييرات مثيرة في صالح “صنعاء”..

“المركز الدولي لدراسات السلام” : كيف تُقيم أجواء الصراع في “اليمن” ؟

الدكتور “مصطفي مطهري” : لابد من الاعتراف بأن التطورات في “اليمن” تتغير لصالح “صنعاء”؛ على نحو مُثير للتعجب.

والحقيقة؛ فإن استفادة “صنعاء” من الأحداث متأثرة بمتغيرات مختلفة. وهذه المتغيرات بالأساس تستند إلى الوقائع الميدانية اليمنية، لا ما يحدث على الساحة السياسية أو الدبلوماسية.

وهذه المتغيرات بشكل شامل عبارة عن: نضج “صنعاء” على صعيد “العمليات-الميدان” في جبهات ومحاور الصراع، تحول المعركة في “مأرب” لصالح “صنعاء”، واحتدام الاختلافات بين “الرياض” و”أبوظبي”؛ وتعارض مصالح الدولتان تجاه ماهية الصراع والاعتداء على “اليمن” والأهداف المرجوة، وأخيرًا فتح جبهة قتال جديدة في محافظة “الحديدة” الإستراتيجية؛ وما ترتب عليها من أجواء جديدة مفروضة على “التحالف العربي” في “اليمن”.

“السعودية” الخاسر الأكبر..

“المركز الدولي لدراسات السلام” : ما هي الأطراف الرابحة والخاسرة من الأجواء التي ذكرتم ؟

الدكتور “مصطفي مطهري” : من خلال تحليل موضوع الرابح والخاسر في اللعبة اليمنية في ضوء الأجواء المذكورة واضح ومعروف، لكن الأهم؛ والذي يتطلب تحليلًا هو المتغيرات التي سوف تحدث مستقبلًا.

وما يمكن استنتاجه من الشواهد الميدانية الحالية، ويوافق التحليلات هو أن الفائز الفعلي من التطورات اليمنية، وبخاصة في مناطق الصراع هي: “صنعاء”، في شمال ووسط “اليمن”، و”الإمارات” في الجنوب.

لكن البديهي ويتغير باستمرار وفق محددات الأزمة هو التقلبات في مناطق الصراعات والتي سوف تجعل من العسير تحديد الرابح والخاسر من التيارات السياسية.

والواقع؛ ووفق الحسابات الميدانية والمعلومات عن “اليمن” وما يحدث حاليًا؛ يوحي بخسارة “السعودية” تمامًا في الصراعات اليمنية؛ فهي لم تفشل في تحقيق إنجازات فقط؛ وإنما فقدت مكانتها وثقلها الإقليمي والدولي بسبب “اليمن”.

الخلافات بين الرياض وأبوظبي..

“المركز الدولي لدراسات السلام” : برأيكم ما هي العوامل تؤثر على الوضع اليمني والأحداث الراهنة في بعض المناطق مثل: “مأرب” و”الحديدة” ؟

الدكتور “مصطفي مطهري” : المقطوع به أن المعادلات اليمنية تقع تحت تأثير المتغيرات الميدانية. والحقيقة فلم يتراجع فقط الدور الدبلوماسي والمؤشرات التي تستند إلى الجوانب السياسية والمجالات ذات الصلة في التوقيت الحالي؛ وإنما يبدو أنها فقدت تأثيرها بالكلية.

وبالنظر إلى انعدام تأثير المؤشرات السياسية أو خصوصيات المباحثات والمفاوضات نتيجة المهام الدبلوماسية “الإقليمية-الدولية”، فإن ما يُحدد حاليًا الكلمة الأولى والأخيرة؛ هو الطرف الفاعل على الساحة الجغرافية مع ميزة التحركات الميدانية.

وما يحدث حاليًا في “صنعاء”، وساهم في تحقيقه (أنصار الله) من نجاحات في محافظات: “مأرب والحديدة” الإستراتيجية، هو اهتمام خاص بالمعادلات الميدانية؛ بحيث رأت “صنعاء” مكاسبها في الأنشطة الميدانية وتنوع التكتيكات على ساحة القتال في الجبهات المختلفة بعد فشل المساعي الدبلوماسية في إنهاء الأزمة اليمنية.

لذلك وبعد نجاحات “صنعاء” على جبهات: “مأرب والحديدة” الإستراتيجية، أنا متأكد أن “صنعاء” سوف تُحدد التوجهات الدبلوماسية مستقبلًا، وسوف تصل إلى مكانة أفضل.

وتتهم “الرياض”، بسبب أهمية هذا الموضوع وتأثيره على الانشقاقات داخل “التحالف العربي”، “أبوظبي”، بالخيانة التي مهدت بتوجهاتها لسيطرة (أنصار الله) بسهولة على “الحديدة”.

بشكل عام؛ يمكن القول: إن الخلاف القائم بين “الرياض” و”أبوظبي” متأثر بنجاحات “صنعاء” الميدانية على جبهات: “مأرب والحديدة” من جهة، والاختلاف بين الطرفين والذي تفاقم مؤخرًا بسبب المناطق الجنوبية.

بداية معركة جديدة بالوكالة في الجنوب !

“المركز الدولي لدراسات السلام” : إلى أين سيصل مستقبل الخلافات بين “الرياض” و”أبوظبي” ؟

الدكتور “مصطفي مطهري” : الاختلاف بين “الرياض” و”أبوظبي”، في “اليمن”؛ واضح رغم التحالف في الميادين الأخرى.

وقد اكتسبت هذه الخلافات شكلًا إعلاميًا بالنظر إلى الأحداث الأخيرة في “الحديدة”؛ إذ تُشير “السعودية” بأصابع الاتهام إلى “الإمارات” في سيطرة “صنعاء” على المناطق الجنوبية وشرقي “الحديدة” بسهولة.

وانسحاب قوات “طارق صالح”؛ بموجب التوجيهات الإماراتية من “الحديدة” يؤشر إلى بداية معركة جديدة بالوكالة بين عملاء “السعودية” و”الإمارات” في الجنوب.

من جهة أخرى؛ تُجدر الإشارة إلى أن دلالة هذه الأحداث على عدم اعتراف “الإمارات” بالمشاركة، إلى جانب “السعودية”؛ في الحرب ضد “صنعاء”. وقد اتخذت هذا القرار بهدف تدعيم مكانتها في المناطق الجنوبية ومواقف ميليشياتها إزاء التحركات السعودية المحتملة، مع سرعة التنفيذ ولو بخسارة “الحديدة”.

والحقيقة أن الآفاق التحليلية لمستقبل أنشطة “الرياض” و”أبوظبي”، في “اليمن”؛ سوف تدور حول محورين، الأول: الحرب في الجنوب، والثاني: الحرب في الساحل الغربي. والمؤكد أن “صنعاء” سوف تدخل على خط الأزمة عاجلًا أو آجلًا.

وفيما يخص العلاقات بين “الرياض” و”أبوظبي”؛ يجب القول: إن “الإمارات” سوف تفرض سيطرتها، عبر الاستثمارات الميدانية، في الجنوب وتشكيل كتائب عسكرية مختلفة، و”الرياض”؛ وإن سعت إلى تهدئة الأجواء نسبيًا وتغير الأجواء إلى حد ما، إلا أن “أبوظبي” لن تسمح لـ”الرياض” باتخاذ القرار كما الأعوام الماضية، لأن المجلس الانتقالي سوف يتمكن في خضم الصراع بين “الرياض” و”أبوظبي”، وفي آتون الخلافات بين حكومة “هادي” المستقيلة، من التحول تدريجيًا إلى قوة مهيمنة لا مثيل لها في الجنوب.

ومشكلة “أبوظبي” الرئيسة تكمن في رفض الجنوبين للمجلس الانتقالي من جهة، ووصول (أنصار الله) إلى جنوب “اليمن” من جهة أخرى؛ وتدعيم حكومة الجنوب عبر تشكيل كيان سياسي جديد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة