16 أبريل، 2024 10:14 م
Search
Close this search box.

خبير إيراني يحاول قراءة .. أهداف “واشنطن” من التحركات الأمنية في الشرق الأوسط !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

شاهدنا مؤخرًا خروج أول أفواج القوات الأميركية من “سوريا”، وذلك بعد تصريحات الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، الأخيرة.. وقبل ذلك، وتحديدًا، في 21 كانون أول/ديسمبر 2018، تابعنا دخول حاملة الطائرات الأميركية، (يو. إس. إس. جون سي ستينيس)، مياه الخليج.

ويبدو أن التحركات تؤشر إلى التغيير في “منطقة شرق آسيا” استعدادًا للعام 2019. ولمناقشة أهداف ومخططات “الولايات المتحدة”؛ والسيناريوهات المستترة خلف هذه التطورات الأمنية والعسكرية بالشرق الأوسط، أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية الإيرانية”، الحوار التالي مع “محسن غليلوند”، الخبير في الشأن الدولي..

محسن غليلوند

رؤية أميركية جديدة تجاه غرب آسيا..

“الدبلوماسية الإيرانية” : دارت الكثير من الأحاديث والتحليلات، بعد تصريحات “دونالد ترامب” بشأن انسحاب القوات الأميركية من “سوريا” و”أفغانستان”، وما تلاها استقالة، “جيمس ماتيس”، من منصبه كوزير دفاع بالإدارة الأميركية، وكذلك “بريت ماكغورك”، المبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة تنظيم (داعش)، بالتوازي مع بعض التطورات العسكرية والأمنية في الشرق الأوسط.. في غضون ذلك قلما ألتفت أحدهم إلى ثقل ونفوذ شخصين بمقدروهما توضيح خبايا سيناريو، “دونالد ترامب”، الجديد هما؛ “جون بولتون”، مستشار الأمن القومي بـ”البيت الأبيض”، والسيناتور، “رند بال”.. في رأيك ما هو دور وتأثير الرجلين على مواقف “ترامب” بشأن الانسحاب من “الجمهورية السورية” ؟

“محسن غليلوند” : أعتقد أن التغييرات في الهيكل السياسي وحكومة، “دونالد ترامب”، لا يمكن تصنيفها، (من خلال تصريحات “ترامب” بشأن الانسحاب الأميركي من سوريا وأفغانستان)، تحت بند الصراع الداخلي؛ أو مسألة خفض الميزانية العسكرية الأميركية، وإن أكد بعض الخبراء والمراقبين.

لكن؛ وبعكس موقف الخبراء والمحللين، والذي قد يكون صحيحًا، يبدو أن تصريحات “ترامب” تنم عن بلورة رؤية وسياسة أميركية جديدة تجاه “غرب آسيا”.

لذا؛ وفي سبيل تمهيد الأجواء لتلكم الرؤية كانت الحاجة إلى إجراء بعض التغييرات في هيكل الحكومة. لأنك لو أمعنت النظر في خلفيات مواقف الرئيس الأميركي، سوف تجد أن الخروج الأميركي من “سوريا” يقتصر على سحب 2000 من عناصر القوات الأميركية المتمركزة في هذا البلد، وسوف تستقر في القواعد الأميركية في دول الجوار السوري؛ وبالأخص “العراق”. لكن الأهم هو دخول السفن الحربية الأميركية إلى الخليج. وحاملة الطائرات الأميركية، (يو. إس. إس. جون سي ستينيس)، وحدها تحمل 6 آلاف تشمل الجنود والطاقم، بخلاف المدمرات المتمركزة بالأساس في مياه الخليج؛ وتحمل بين 10 – 11 ألف جندي أميركي.

وهذا الكم الهائل من القوات الأميركية لم يأتي بالتأكيد لإصطياد الأسماك، وإنما جاءوا هذه المنطقة لمأمورية أهم.

فإذا كان سحب 2000 جندي أميركي من “سوريا” سببه تخفيض الميزانية العسكرية الأميركية، فكيف يمكن تفسير تسكين 10 – 11 ألف جندي أميركي في الخليج (؟!!)..

من جهة أخرى يسعى “دونالد ترامب”، بالتخطيط الدقيق لانسحاب القوات الأميركية من “سوريا” إلى توريط أطراف أخرى موجودة بالفعل؛ مثل “تركيا” و”إسرائيل” و”روسيا”، في عملية موزانة القوى، حتى يتفرغ إلى أهدافه الأهم في “غرب آسيا”.

أضف إلى ذلك؛ مستوى النشاط الدبلوماسي للدول العربية، بشأن عودة “سوريا” إلى “الجامعة العربية”، وكذلك مضاعفة الوجود السياسي والدبلوماسي لتلكم الدول على الأراضي السورية، بغرض تنسيق العلاقات السياسية والتحركات الأمنية والعسكرية.

لذا؛ وفي ضوء هذه التطورات، ربما تتبلور خطط ومشاريع عامة لا تقتصر على “الجمهورية السورية” فقط، وإنما تشمل “غرب آسيا” عمومًا.

وهنا أقول: إن ثقل ومكانة، “جون بولتون”، كمستشار للأمن القومي الأميركي، ورؤيته الخاصة للملف الإيراني، يفوق ما للسيناتور، “رند بال”، لأننا رأينا كيف كانت سياسات “البيت الأبيض” تتطابق ونظريات، “جون بولتون”، طوال الفترة الماضية، وربما تحدد نظريات وأهداف “بولتون”، السيناريوهات الأميركية المستقبلية في “غرب آسيا”. وثمة إمكانية أن يلعب “بولتون” دورًا في تهيئة الأجواء بالشكل الذي يضمن تنفيذ، ولو جزء من هذه المخططات والأهداف.

رند بال

وهناك ملاحظة أخرى تتعلق بالعداء بين “بولتون” و”ماتيس”، حيث تتعارض رؤى الرجلان. لكن وفي غضون ذلك يميل “دونالد ترامب”، بموجب نزعته الإرهابية إلى تبني أفكار ورؤى “بولتون”.

لكن؛ ومع كل ما قيل، لا يمكن ربط الإستراتيجيات الأميركية في الشرق الأوسط بوجود بعض الشخصيات من عدمه. مع هذا يستطيع “دونالد ترامب”، باعتباره رئيس “الولايات المتحدة الأميركية” إجراء تغييرات على المستوى التنكيكي بغياب “ماتيس” ووجود “بولتون”.

الضغط على إيران..   

“الدبلوماسية الإيرانية” : هل ينتهي برنامج تقوية وتنسيق القوات العسكرية الأميركية في “غرب آسيا” إلى الصراع المسلح مع “إيران” ؟

“محسن غليلوند” : لا أعتقد أن تنتهي هذه الأنشطة، بالضرورة، إلى مواجهات أميركية عسكرية مع “إيران”، خلال العام المقبل، لكن المؤكد سوف تزداد ميزانيتها العسكرية على حدود الدولة، وبخاصة “شط الخليج”، وفي هذا الصدد لابد من التدقيق بشدة في أداءنا. لأنه بالتأكيد أحد أهداف دخول حاملة الطائرات الأميركية، (يو. إس. إس. جون سي ستينيس)، هو الضغط على “الجمهورية الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب