خاص : ترجمة – محمد بناية :
تعليقًا على التطورات اللبنانية والعراقية الأخيرة؛ قال خبير الشأن الدولي، “سيد رضا صدر الحسيني”، في حوار إلى صحيفة (قدس) الإيرانية الأصولية: استقالة السيد، “سعد الحريري”، مؤشر على وصوله إلى طريق مسدود، وحاجة “لبنان” إلى رئيس حكومة يقيل البلاد من عثرتها.
والمؤكد أن “لبنان” يحتاج إلى نزول الأكفاء الصادقين والشجعان إلى الميدان؛ ممن يقبلون تحمل مسؤولية الشعب والمجتمع والاقتصاد.
“الحريري” يصل لطريق مسدود..
وفي معرض إجابته على سؤال بشأن ما إذا كان “لبنان” قد بلغ طريقًا مسدودًا، قال: “لا، وإنما السيد، سعد الحريري، هو من وصل إلى طريق مسدود. أما فيما يخص عدم وصول لبنان إلى طريق مسدود، يجب القول: يستطيع رئيس الجمهورية، بحسب الدستور اللبناني، اختيار رئيس للحكومة مؤقت حتى إجراء الانتخابات البرلمانية واختيار رئيس وزراء، وفي غضون ذلك يتولى رئيس الجمهورية مهمة الإدارة التنفيذية”.
وأضاف “الحسيني”: “إن تماهي جزء كبير من الأحزاب المسيحية والتيارات الشعبية مع المقاومة؛ هي مسألة جديرة بالاهتمام. والواقع، ورغم تصور أن الأجواء اللبنانية تصب في مصلحة الكيان الصهيوني وآل سعود بالشكل الذي يجعل كفة توازن القوى يميل لصالح هذه الأطراف، إلا أن مشاركة المقاومة في المشهد يثبت خطأ هذا التصور، لأن المقاومة لن تسمح، بما توفر لها من خبرات سياسية متنوعة، بعودة لبنان إلى ما قبل العام 2000. فلقد تحولت المقاومة بعد طرق المعتدين خارج لبنان، وخلق أجواء من الاستقرار النسبي والمساهمة في إجراء الكثير من الانتخابات، ومساعدة القوات المسلحة في طرد العناصر الإرهابية من مختلف المناطق اللبنانية، إلى أهم طرف موازنة للسلطة في لبنان. من ثم يبدو أن لبنان سوف يخوض خلال الأيام المقبلة أجواء سياسية أفضل مع إمكانية عودة الأجواء إلى طبيعتها”.
الرهان على الوعي الشعبي..
وشدد “صدر الحسيني”؛ على ضرورة الإلتفات إلى مسألة غاية في الأهمية، وهى تراجع معدلات الحضور الشعبي في الميادين، قبل نحو ثلاثة أيام، كما أضحى المتظاهرون أكثر وعيًاً لدرجة اشعالهم النيران في الأعلام الإسرائيلية والأميركية، وهذه الحركة إنما تثبت أن الشعب اللبناني يعرف عدوه جيدًا، من ثم من المتوقع أن تعود الأوضاع السياسية والاجتماعية اللبنانية، خلال الأسابيع المقبلة، إلى وضعها الطبيعي.
من جهة أخرى، لا يجب أن ننسى تماهي السيد، “سعد الحريري”، قبل عام؛ مع الدول العربية الرجعية، وبخاصة “السعودية”، ورفض الرئيس، “مشيل عون”، آنذاك، قبول استقالته بدعم من المقاومة والسيد، “حسن نصرالله”، ساهم في بقاءه بالسلطة.
وقد كان المتوقع أن يهتم السيد، “الحريري”، للقوة الشعبية، وأن تتخذ الحكومة إجراءات حقيقة على مسار مكافحة الفساد، لكن للأسف هذا لم يتحقق وسقط السيد، “الحريري”، بإغماض عينيه عن الفساد، وبخاصة في “القطاع المصرفي” وتوسيع صلاحيات رئيس “البنك المركزي اللبناني”.
والمؤكد؛ يسعى حاليًا من دعا لإشعال الاضطرابات في “لبنان”، في هذا التوقيت، التي أجبرت “الحريري” على الاستقالة، لتحقيق أكبر مكسب شخصي من هذه الأوضاع.
الأيادي الخفية في العراق..
ويمكن مناقشة وبيان الأيادي الخفية وراء تزايد الضغوط من التيارات المحسوبة على الغرب، وبالأخص “الولايات المتحدة” و”السعودية”، على المسؤولين العراقيين، بخلاف أن عدم ميل قطاع من الشعب العراقي مع بعض قيادات التيارات والكتل السياسية؛ منح أعضاء الحكومة الحالية وتحديدًا، “عادل عبدالمهدي”، فرصة إجراء تغييرات إيجابية.
ولقد سبق التأكيد، في بيانات المرجعية وتصريحات السيد، “عبدالمهدي”، وكذلك، “برهم صالح”، باعتباره رئيس الجمهورية، على أن التغيير الإيجابي، والإصلاح الإداري، ومواجهة الفساد هي جزء من القرارات الرئيسة للحكومة، لكن السؤال: ألا يحتاج الإصلاح والتغيير، بالشكل الذي يخدم مصالح الشعب، للوقت ؟..
فالكثير من المحتجين العراقيين يربطون القضايا الاقتصادية والفساد الإداري بقضايا الأمن القومي، وأنفصل مؤخرًا عن صفوف المخربين. وهنا لا يجب أن نتجاهل دور الفضاء الإلكتروني في بعض عمليات العنف بـ”العراق”.
وأختتم خبير الشأن الدولي بالقول: “يبدو من الإجراءات الراهنة؛ فقد كان الأسبوع الماضي أكثر هدوءً بالنسبة للسلطة. ومع الأخذ في الاعتبار للأوضاع العراقية الداخلية جراء السياسات المناهضة للولايات المتحدة والسعودية، والتي ساهمت في تأجيج الاستياء الغربي، ولذلك قرروا إشعال العراق من خلال تحريك أعداء هذا البلد، ومن بينهم عناصر حزب البعث وخلايا (داعش) النائمة”.