27 يوليو، 2025 11:41 م

خبير إيراني : “برهم صالح” يسعى لخلق منظومة أمنية بمحورية عراقية !

خبير إيراني : “برهم صالح” يسعى لخلق منظومة أمنية بمحورية عراقية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

بعد إنتهاء زيارته إلى “طهران”، توجه الرئيس العراقي، “برهم صالح”، إلى “الرياض” للقاء الملك السعودي، “سلمان”.. وقد رأى بعض الخبراء في زيارة الرئيس العراقي المتزامنة لـ”الجمهورية الإيرانية” ثم “المملكة العربية السعودية”، مسعى من “بغداد” للوساطة بين البلدين، وهو ما نفاه مكتب الرئيس العراقي.

في المقابل؛ أعتقد آخرون في وجود جدول أعمال واضح للإستفادة من قدرات “إيران” و”السعودية” في سياسات “برهم صالح”.

وللحديث عن هذه السيناريوهات وأهداف جولة، “برهم صالح”، الإقليمية، أجرى موقع (الدبلوماسية الإيرانية) المقرب من “وزارة الخارجية” الإيرانية، الحوار التالي مع، “أمير موسوي”، الخبير في شؤون الشرق الأوسط..

زيارة لأغراض أمنية.. في المقام الأول..

“الدبلوماسية الإيرانية” : بعد “إيران” و”السعودية”؛ زار الرئيس العراقي في أقل من أسبوعين 5 دول بالشرق الأوسط، فما هي من منظوركم أهداف وبرامج بغداد و”برهم صالح” من هذه الزيارات ؟.. أضف إلى ذلك هل تُصنف زيارة الرئيس العراقي إلى “إيران” ثم “السعودية” تحت بند الوساطة بين البلدين، أم تندرج تحت بند موزانة القوى ؟

“أمير موسوي” : يولي الرئيس العراقي، “برهم صالح”، في إطار سياساته العامة، أهمية خاصة لقدرات دول الجوار العراقي في الشرق الأوسط. ولذلك توجه بعد زيارته لـ”الكويت والإمارات العربية المتحدة” إلى زيارة “إيران”، ومنها إلى “المملكة العربية السعودية”.

وفي هذه الجولة؛ كان لـ”برهم صالح” برامج مفصلة تهدف إلى تطوير التعاون السياسي والدبلوماسي والاقتصادي مع الدول سابقة الذكر. ويبدو أن “صالح”، باعتباره رئيس الجمهورية العراقية، يسعى إلى تكثيف الأمن الإقليمي في “الشرق الأوسط” و”العراق” بالتبعية. ولذلك يحاول بلورة منظومة أمنية تحيط بـ”العراق” تشارك فيها كل دول الجوار.

وفي هذا الإطار؛ تابعنا كيف إلتقى السيد، “برهم صالح”، خلال زيارته “طهران”، بوزير المخابرات، وسكرتير “المجلس الأعلى للأمن القومي”، ووزير الخارجية، ورئيس البرلمان، ورئيس الجمهورية وحضرة المرشد. وهذه اللقاءات إنما تعكس مدى أهمية المسألة الأمنية بالنسبة لـ”العراق”.

وعليه؛ أعتقد أن السيد، “برهم صالح”، يسعى بشكل جاد لتحقيق تلكم المنظومة الأمنية. ولا أستبعد أن تكون “بغداد” بصدد خلق سلام إقليمي بمحورية “طهران-الرياض”؛ يساعدها على تطبيق منظومتها الأمنية.

شخصية “برهم” قادرة على خلق حالة تفاهم جديدة إقليميًا..

“الدبلوماسية الإيرانية” : هل يملك، “برهم صالح”، القدرة على خلق نوع من التفاهم بين “الرياض-طهران” ؟

“أمير موسوي” : كما تعلم؛ يتمتع السيد، “برهم صالح”، بسبب جذوره الكُردية وعضويته بـ”حزب الاتحاد الوطني الكُردستاني”، بعلاقات جيدة مع دول المنطقة، لاسيما طوال فترة وجوده على الساحة السياسية.

والآن هو يستخدم هذه الورقة في تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها. وفي هذا الصدد يتمتع الرئيس العراقي الجديد بعلاقات حميمية مع “طهران”، ويحاول في الوقت نفسه التقارب مع “الرياض”.

هذا؛ بالإضافة إلى القبول الذي يتمتع به “صالح” في الأوساط الإقليمية. كذلك هو يحظى بقبول إيجابي في “الولايات المتحدة” والدول الأوروبية. وكلها ترفع من إمكانيات وقدرات “برهم صالح”.. لذلك ربما ينجح في إغلاق الملفات اليمنية والسورية، فضلاً عن محاولة خلق نوع من التفاهم في العلاقات “الإيرانية-السعودية”، فهو يدرك تأثير الحروب في المنطقة، وتحديدًا الجار السوري، على الأمن العراقي.

ولذلك كان يركز، خلال جولته الإقلمية، على إستشراف موقف دول المنطقة من هذه المسألة.

المهم عمل السعوديين بجدية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : كيف رأى النظام الإيراني زيارة “برهم صالح” إلى طهران ؟

“أمير موسوي” : “الجمهورية الإيرانية”، منذ بدايتها وحتى الآن، تسعى للمحافظة على الاستقرار والتهدئة في الشرق الأوسط. وفي زيارته الأخيرة تبين الرئيس العراقي استعداد “طهران” لإنهاء الحرب في “اليمن” و”سوريا”.. لكن المهم هو مدى استعداد السعوديين للعمل بجدية.

العراق أجاب بالسلب على المطالب الأميركية..

“الدبلوماسية الإيرانية” : بخلاف المشاكل الأمنية والدبلوماسية والسياسية.. تحوز العلاقات والقضايا الاقتصادية والعلاقات التجارية بين “طهران” و”بغداد”، في ضوء “العقوبات الأميركية”، الأولوية بالنسبة للجانب الإيراني.. كيف ستكون آليات وسياسات “بغداد” بين إيران وأميركا ؟

“أمير موسوي” : لقد أعلن الرئيس العراقي بصراحة، أنه يولي أهمية للمصالح العراقية في علاقاته مع “إيران” و”أميركا”.

وفي رأيي.. هذا الموقف هو إجابة سلبية غير مباشرة على المطالب الأميركية. لأن زيارة “برهم صالح” شهدت التوقيع على عدد من الاتفاقيات والتفاهمات التجارية بين البلدين في إطار المساعي العراقية الحقيقة لرفع معدلات بالتبادل التجاري مع “إيران” إلى ملبغ 20 مليار دولار.

على كل حال؛ الرئيس العراقي هو أفضل من يقف على أوضاع “العراق”، وهو يعلم حاجة دولته إلى “الغاز والكهرباء” والتعاون الأمني، وحتى استيراد السلع الأساسية من “إيران”، ولذلك حصلت “بغداد” على استثمارات جيدة، أثناء الزيارة، سواءً في مجالات السكك الحديدية والطرق البرية، وسواءً في مجال التخليص الجمركي للسلع الأساسية.

و”العراق”، في الحقيقة، لا يستطيع تجاهل احتياجاته وإلإمكانيات الإيرانية.. وفي هذا الإطار أعتقد أن يقوم السيد، “عادل عبدالمهدي”، بزيارة إلى “إيران”، بعد استكمال أعضاء حكومته، للعمل على تحقيق أهداف وبرامج زيارة “برهم صالح”، لاسيما وأنه أكد ويؤكد على مسألة تطوير العلاقات الاقتصادية “الإيرانية-العراقية”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة