9 أبريل، 2024 2:06 م
Search
Close this search box.

خبير إيراني : التفاوض مع السعودية والإمارات يختلف عن الحوار مع واشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – محمد بناية :

تبنت “الإمارات العربية المتحدة”، مؤخرًا، موقفًا سياسيًا ودبلوماسيًا صامتًا حيال التطورات الإقليمية، لا سيما “الجمهورية الإيرانية”، على خلفية موقف الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، السلبي إزاء إسقاط “طهران” الطائرة الأميركية المُسيرة.

لكن ما هي الأسباب الحقيقة وراء تغيير سياسات “الإمارات العربية” إزاء القضايا الإقليمية ؟.. وما هي العلاقة بين الإعتداء على “اليمن” والصراع مع “إيران” ؟

وللإجابة عن هذه الأسئلة؛ أجرى “عبدالرحمن فتح إلهي”، عضو الهيئة التحريرية في موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من “وزارة الخارجية” الإيرانية، الحوار التالي مع خبير شؤون الشرق الأوسط، “أمير موسوي”، مدير مركز “إيران” للدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية..

اقتصاد هش أمام أي تهديد أمني..

أمير الموسوي

“الدبلوماسية الإيرانية” : إلتزمت “الإمارات العربية المتحدة” الصمت حيال التطورات الإقليمية، وفي السياق ذاته؛ أعلنت الانسحاب التدريجي من “اليمن”.. ما هي، من وجهة نظركم، أسباب ردود الفعل الإماراتية وتغيير سياساتها في هذه اللحظات الحساسة ؟

“أمير موسوي” : ثمة العديد من الأسباب للإجراءات الإماراتية.. والسبب الأول: هو ارتفاع التكاليف العسكرية والمالية، وبخاصة البشرية والأمنية، في ضوء استمرار وإتساع نطاق الحرب اليمنية.

على كل حال؛ لا ننسى أن “الإمارات” تكبدت، جراء التماهي مع السياسات السعودية طوال سنوات الإعتداء على “اليمن”، الكثير من الخسائر؛ الأمر الذي أثقل كاهل الاقتصاد الإماراتي. وقد أضحت التبعات أكثر خطورة بسبب امتداد الحرب اليمنية داخل الأراضي السعودية والإماراتية بالشكل الذي بات يهدد الأمن الإماراتي.

من ثم فـ”الإمارات” دولة ذات اقتصاد هش يتربح، بخلاف عوائد الصادرات النفطية، من السياحة والشركات الدولية. وبالتالي فالاقتصاد الإماراتي مهدد بالإنهيار إزاء أبسط التهديدات. ولقد أثار إعلان “أنصار الله” استعدادها قصف 400 هدف جديد داخل “السعودية” و”الإمارات”، خوف “الإمارات” وإتخاذ قرار الانسحاب.. ويبدو أن الخلافات “السعودية-الإماراتية” قد إزدادت قوة على خلفية أداء قوات الطرفين، وانعدام التنسيق، وضعف استعداد القوات السعودية.

ولا يمكن إنكار تأثير هذه المسألة في الانسحاب التدريجي الإماراتي من “اليمن”. ناهيك عن معرض “صنعاء” لاستعراض القدرات العسكرية والتسليحية للجيش اليمني و”أنصار الله”، حيث أثبتت الصواريخ والطائرات المُسيرة، وغيرها من الأسلحة المتطورة، استعداد “أنصار الله” والجيش اليمني لجولة جديدة من الهجمات على “الإمارات” و”السعودية”.

كذا لا ننسى تأثير الموقف الأميركي الأخير على انسحاب “الإمارات” من “اليمن”. فكما تفضلتم؛ فتح تعامل، “دونالد ترامب”، السلبي إزاء إسقاط الطائرة المُسيرة، عيون الإماراتيين على حقيقة أنه لا يمكن الإعتماد على “أميركا” في مواجهة القوة الإيرانية.

أضف إلى ذلك؛ الخسائر “الإماراتية-السعودية” المتعددة في “ليبيا” و”السودان” وعدد من الدول الأخرى، الأمر الذي فرض المزيد من الضغوط على “أبوظبي”.

وعلى كل حال؛ فإن شخصية “محمد بن زايد”، ولي عهد “الإمارات”، أكثر ذكاءً من، “محمد بن سلمان”، الذي يتبنى أفكار رجعية.

فشل سياسة تطويق إيران..

“الدبلوماسية الإيرانية” : تواترت الأنباء عن مساعي “البيت الأبيض” لتشكيل تحالف عسكري في “الخليج” و”باب المندب” و”خليج عدن”؛ بغرض الحراسة المسلحة للسفن التجارية وحاملات النفط وميزانية “إماراتية-سعودية”.. ورغم أن هذه المساعي هي في الغالب إعلامية، لكن “البيت الأبيض” يكثف مساعيه لإنجاز هكذا مشروع..

والسؤال: هل تعتزم “الإمارات” تغيير استراتيجياتها إنطلاقًا من توجه “البيت الأبيض” ؟.. وما هو موقف “لندن”، لا سيما بعد الموجة الإعلامية الكبيرة بشأن المساعي الإيرانية لتوقيف حاملات النفط البريطانية ؟

“أمير موسوي” : بالتأكيد لا يمكن لـ”السعودية” أو “الإمارات” إتخاذ موقف مستقل بسبب السيادة الأميركية. ومن ثم لا يمكن لـ”الرياض” و”أبوظبي” سوى القبول والموافقة إذا إتخذت “الولايات المتحدة” أي إجراء في المنطقة؛ مثل تشكيل هكذا تحالف عسكري.

لكن المهم؛ ألا ننسي مساعي “الإمارات العربية المتحدة” لمضاعفة الوجود الأميركي في “الخليج” و”الشرق الأوسط”.. بعبارة أخرى تسعى “الإمارات” إلى إحتواء “الجمهورية الإيرانية”، في ضوء تشكيل تحالف عسكري في المنطقة؛ بالتوازي مع الانسحاب التدريجي من الحرب اليمنية.

وتتعلق الملاحظة المهمة الأخرى، بطبيعة اللعبة البريطانية إزاء “الجمهورية الإيرانية”. وأعتقد بعد الخسائر الأميركية المتكررة إزاء “الجمهورية الإيرانية”؛ دفعت “بريطانيا”، (نيابة عن الولايات المتحدة)، إلى توجيه الأوضاع العالمية بما يخدم المصالح الأميركية.. بمعنى أن “لندن” عمدت إلى تنفيذ بعض الإجراءات بما يحفظ هيبة “الولايات المتحدة”؛ وكذلك أمن الدول العربية.

وأنا أعتقد أن الخطوة التي تلي خفض التعهدات الإيرانية النووية هي تقسيم العمل بين “ألمانيا” و”فرنسا”، حيث يسعيان من جهة للمحافظة على “الاتفاق النووي”، و”بريطانيا” من جهة أخرى التي تلعب دور الشرطي الذي يتخذ إجراءات صارمة حيال فرض المزيد من الضغوط على “إيران”.

من جهة أخرى؛ ووجه مشروع تشكيل تحالف عسكري، في “الخليج” و”مضيق هرمز”، بانتقادات حادة حتى أن دول مثل “اليابان” وأعضاء الـ (ناتو) رفضوا تمامًا المشاركة في هذا التحالف. كذلك لن توافق “الصين” و”روسيا” مطلقًا على المشاركة في هذا التحالف.

استفادة أميركا من التفاوض مع إيران..

“الدبلوماسية الإيرانية” : على فرض تهيئة أجواء الحوار مع “الإمارات” و”السعودية”.. هل تسمح “الولايات المتحدة” و”إسرائيل” بمثل هذه المباحثات ؟

“أمير موسوي” : لا بديل عن القبول بحقيقة أن الأوضاع في المنطقة لا تخدم مصالح “الكيان الصهيوني” و”أميركا”.

ومن ثم؛ لو توفرت أجواء المفاوضات العربية مع “الجمهورية الإيرانية” فسوف ترحب “الولايات المتحدة” و”دونالد ترامب” بمثل هذه المفاوضات. لأن هذه المفاوضات سوف تتسبب في إجراء تعديلات جادة على طبيعة الصراعات الإقليمية وخفض التكاليف السياسي والدبلوماسية والعسكرية والأمنية لـ”الولايات المتحدة” في “منطقة الخليج”.

من جهة أخرى؛ يأمل “البيت الأبيض” في أن يتمكن، من خلال هذه الدول، في التفاوض مجددًا مع “الجمهورية الإيرانية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب