خاص : ترجمة – محمد بناية :
بانسحاب “القوات الأميركية” من “سوريا” واستقرارها بـ”العراق”، انتشرت الشبهات بخصوص استفادة الإدارة الأميركية للأراضي العراقية؛ للسيطرة على إدارة التطورات السورية. لدرجة أن حذر “تحالف البناء”، في البرلمان العراقي، من مغبة استقرار القوات الأميركية بالقواعد العراقية.
وفي هذا الصدد شدد، “منصور البعيجي”، على ضرورة طرد القوات الأميركية من “العراق”؛ لأن استمرار وجود هذه القوات يمثل خطرًا كبيرًا لما قد يترتب عليه من تحويل “العراق” إلى ميدان للصراع ضد القواعد التي قد تستخدمها “الولايات المتحدة” في تهديد دول الجوار العراقي.
في الوقت نفسه؛ نفى “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي، وجود قواعد عسكرية، “صرفة”، للجيش الأميركي في “العراق”، تعليقًا على المطالب المتكررة للفصائل الشيعية و”الحشد الشعبي” بشأن إنهاء الوجود العسكري الأميركي في “العراق”، وبخاصة بعد زيارة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، غير المتوقعة لـ”العراق”؛ وتفقد القوات الأميركية دون لقاء المسؤولين العراقيين.
والحقيقة إن مسألة وجود القوات الأميركية، في قواعدها أو في القواعد العراقية، لا يحوز بالأهمية في ظل الأوضاع الراهنة، لكن المهم هو هدف نقل وتسكين القوات الأميركية العائدة من “سوريا” في القواعد العراقية.
وفي هذا الصدد أجرى، “عبدالرحمن فتح إلهي”، مراسل موقع (الدبلوماسية الإيرانية)، المقرب من “وزارة الخارجية الإيرانية”، الحوار التالي مع، “أمير موسوي”، الخبير بالحوزة الدفاعية والأمنية..
القوات الأميركية محاصرة في العراق..
“الدبلوماسية الإيرانية” : في ضوء التحذيرات من مغبة تسكين القوات الأميركية العائدة من “سوريا” في “العراق”.. هل هذه المخاوف تنم عن وجود مخططات من جانب القوات الأميركية الموجودة حاليًا بـ”العراق” ؟
“أمير موسوي” : الأوضاع الملتهبة بـ”العراق” تسببت في أن تُعرب بعض الائتلافات والتحالفات العراقية عن خوفها من تسكين القوات الأميركية في بلادهم.
لاسيما في ضوء التحليلات الأخيرة بشأن الاستفادة من القوات الأميركية، بقاعدة “عين الأسد”، في إدارة الملف السوري. لكني أزعم أن هذه التحليلات فشلت حتى الآن في أن تتسم بالواقعية، لأن “عين الأسد”، غرب “العراق”، تقع تحت الحصار الكامل.
بعبارة أخرى؛ تقع القوات الأميركية في منطقة معزولة بالكامل؛ تحاصرها القوات المحسوبة على “محور المقاومة”. لذا فأي تحرك أميركي، وإن كان صغيرًا في هذه القاعدة، سوف يكون مرصودًا من قوات المقاومة.
وعليه؛ لا يمكن القول إن “الولايات المتحدة” سوف تستطيع بسهولة إدارة التطورات السورية عن طريق “العراق”. كذلك لن يسمح الواقع وطبيعة المنطقة ودولة “العراق”، لـ”البيت الأبيض”، بالاستفادة من الأراضي العراقية في إدارة الأزمة السورية.
وفي هذا الإطار لا ننسى أن القوات الأميركية، التي تمركزت في “سوريا”، كانت في الغالب استشارية وتختلف تمامًا عن قوات العمليات. مع هذا فإن مخاوف بعض التيارات العراقية من خطورة هذا السيناريو على المستقبل السياسي العراقي مشروعة تمامًا، ومن ثم يتعين على القوات العسكرية والأمنية العراقية الاستعداد لأي سيناريو حتى وإن كان مستبعدًا.
الأهداف الأميركية..
“الدبلوماسية الإيرانية” : من منظوركم.. ما هي أهداف تسكين هذه القوات في “العراق” ؟
“أمير موسوي” : نقل القوات الأميركية من “سوريا” إلى “العراق”؛ يهدف أولاً: السيطرة الأميركية على الحدود السورية والعراقية للحيلولة دون تنسيق الجانبين، فيما يتعلق بالحرب على الإرهاب، لكن التطورات الأخيرة؛ والضوء الأخضر السوري للقوات العراقية بتنفيذ عدد من العمليات الجوية للقضاء على الإرهاب، تثبت فشل مساعي “دونالد ترامب”؛ فيما يتعلق بتلكم الممسألة.
ثانيًا: طمأنة الكيان الصهيوني.. بعبارة أخرى؛ نقل القوات الأميركية من “سوريا” إلى “العراق”، يقضي على المخاوف الإسرائيلية الأمنية جراء تنامي نفوذ “محور المقاومة”، وتحديدًا “إيران”.
“كُردستان العراق”.. ورقة أميركية فاشلة !
“الدبلوماسية الإيرانية” : كيف تقيم وجود القوات الأميركية في “إقليم كُردستان العراق”، لاسيما في ضوء تعليقات عدد من الخبراء الأميركيين بشأن الهدف من نقل القوات الأميركية شرق “الفرات” إلى “أربيل”، وهو الرصد والسيطرة على التطورات الإيرانية ؟
“أمير موسوي” : لقد أشرتم إلى ملاحظة مهمة جدًا.. لكن حاليًا لم يعد التناغم الكُردي مع “الولايات المتحدة” قائمًا، وبخاصة أن “إقليم كُردستان”، و”مسعود البارزاني”، نفسه لم يتعافى، حتى الآن، من الموقف الأميركي حيال الاستفتاء؛ وفشل مشروع الانفصال عن “العراق”.
أضف إلى ذلك؛ أن “أربيل” خلصت إلى نتيجة من التطورات السورية، وهي فشل “أكراد سوريا” في تحقيق أي مكاسب جراء الاعتماد على “الولايات المتحدة”.
وبالتالي؛ لن يسمح الأكراد بأي تحرك أميركي في الإقليم، لاسيما وأن “الجمهورية الإيرانية” تتمتع بنفوذ قوي داخل “إقليم كُردستان” وعلاقات عميقة مع مسؤولي الإقليم. من ثم لن يُقدم الإقليم على إي إجراء من شأنه إثارة الاستياء الإيراني، لأن القيادات تربط أمن الإقليم بالأمن الإيراني.