خبيرة إيرانية تؤكد .. الجميع سيتسابق للاعتراف بشرعية “طالبان” كلٍ مدفوع بمصلحته !

خبيرة إيرانية تؤكد .. الجميع سيتسابق للاعتراف بشرعية “طالبان” كلٍ مدفوع بمصلحته !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

التغيير والتطوير في “أفغانستان” أدى إلى ردود فعل القوى الإقليمية المختلفة والأجنبية، في المقابل تعمل (طالبان) على إحكام سيطرتها والتعامل مع ردود الأفعال المختلفة.

لكن مع هذا؛ فلكل نوايا مخبوءة يمكن تسمية أبرزها على الأصعدة الاقتصادية والتجارية. وربما يتطلع كل طرف إلى أهداف اقتصادية وتجارية من خلال التعامل الحالي مع (طالبان).

يُذكر أن حركة (طالبان) أمتلكت قديمًا علاقات التجارية مع بعض الدول، وبحاصة على صعيد التسليح. بحسب الدكتورة “مريم خالقي نزاد”، في (مركز دراسات السلام الدولي) الإيراني.

الاعتراف الدولي بـ”طالبان”..

وقبل الحديث عن ردود الأفعال المختلفة، يُجدر توضيح أن هذه الأطراف تعرف كيف سيكون موقف المجتمع الدولي من الاعتراف بـ (طالبان) ؟.. ومما لا شك فيه أن المجتمع الدولي سوف يعترف ويحترم شرعية (طالبان)، والسبب الذي سيدفع المجتمع الدولي إلى الاعتراف بحركة (طالبان) سيكون تفعيل شعار التغيير؛ وتستطيع (طالبان) المساعدة من خلال الإلتزام فعلًا بالتغيير.

وفي هذا الصدد؛ تدرك (طالبان) أنها كلما تعاملت بشكل أكثر ديمقراطي، فإنها سوف تحفز الكثير من الأطراف الأخرى على التعامل معها. ولقد أدركت الحركة أن عليها، في إطار مساعيها لإقناع المجتمع الدولي بشرعيتها؛ الترفع ولو ظاهريًا عن العنف والتشدد.

وبالطبع لن يستغرق الأمر طويلًأ حتى يسقط القناع عن الوجه الحقيقي للحركة، وإن إلتزمت الحركة بالتغيير للمحافظة على السلطة لأطول مدة.

“الصين” أول المرحبين..

ويبدو أن “الصين” ستكون على رأس المتسابقون لإقامة علاقات مع (طالبان)، بل إنها بادرت إلى تقوية العلاقات أكثر من أي وقت مضى.

وأبرز مثال على ذلك، قرار الإبقاء على “السفارة الصينية”، في “أفغانستان”؛ وإعلان الاستعداد لإقامة علاقات ودية مع (طالبان).

ووفق الأخبار المنشورة؛ ترحب “بكين” بالاعتراف بحركة (طالبان)؛ باعتبارها الدولة الأفغانية القانونية. ويعود تاريخ العلاقات الصينية مع (طالبان)، ولاسيما التجارية؛ إلى ما قبل عقد على الأقل، ففي العام 2016م، كان هناك تعاون بين الجانبين في مجال المعادن، لكن تقوم أهمية (طالبان)، بالنسبة لـ”الصين”، على ثلاثة محاور؛ هي: المواد المعدنية والنادرية، ثم الطرق التجارية و”مبادرة الحزام والطريق”، وأخيرًا مجاورة “أفغانستان”، لمنطقة “شينجيانغ”؛ ذات الأغلبية الأويغورية المسلمة.

واحتمالات أن تتحول “أفغانستان”، تحت حكم (طالبان)، إلى مركز تدريب الميليشيات الأويغورية المرتبطة بالـ”حزب الإسلامي التركي” المتطرف، وهو ما قد يُجبر “الصين” على الانسحاب من الاتفاقيات الاقتصادية. من ثم ستكون “الصين” واحدة من الدول التي تُسارع إلى توطيد العلاقات مع (طالبان).

صعود “الكفيل” القطري..

وسوف تحتل “قطر” المرتبة الثانية، بعد “الصين”، باعتبارها الفائز الإقليمي في نهاية اللعبة الأفغانية.

وقد أفضى دور الوساطة القطرية؛ بين (طالبان) و”الولايات المتحدة”؛ إلى تقوية مكانتها في الخليج. وخلال العامين الماضيين؛ لم تظهر “قطر” كوسيط محل قبول “الولايات المتحدة” فقط، إنما اكتسبت ثقة (طالبان) بعد التوقيع على “اتفاقية الدوحة”، شباط/فبراير 2020م، لاستضافة المفاوضات “الأفغانية-الأفغانية”.

وذلك بعد أن استشعرت قيادة (طالبان) أن تتفاوض في محيط غير محايد بـ”الإمارات العربية المتحدة”، حيث تبنت هذه الدولة، بعد “الربيع العربي” عام 2011م، سياسة معادية للحركات الإسلامية في مختلف المناطق.

في المقابل نجحت “الدوحة” في توطيد العلاقات مع حركة (طالبان)، واستحالت وسيط بين الحركة وأعداءها في الداخل؛ وكذلك مدخل لـ”الولايات المتحدة” والدول الغربية لفتح قنوات اتصال علنية وسرية مع الحركة.

الجميع سيتسابق نحو “طالبان”..

بالنسبة للدول العربية الأخرى: كـ”الإمارات والسعودية”، يجب الاعتراف أن “الرياض” امتلكت استمرار  علاقات مع (طالبان)، إلا من بعد صعود، “محمد بن سلمان”، إلى السلطة، عام 2001م. و”الإمارات” كذلك كانت من جملة الدول العربية المعددوة؛ التي اعترفت بـ (طالبان)، وبلغت العلاقات بينهما، في الماضي، مستوى تقديم الدعم إلى المراكز التعليمية الطالبانية في “باكستان” أو إقامة مؤتمرات للحركة في “الإمارات”.

هذا بخلاف دول مثل: “تركيا وروسيا وباكستان وإيران” وغيرها، والأكيد هو سعي الدول المختلفة مدفوعة بأهداف محددة لإقامة علاقات مع (طالبان)، في مقابل تأكيد الحركة على تعديل موقفها من بعض القضايا مثل حقوق الإنسان، والنساء وغيرها.

ويبدو أن “الصين”، و”روسيا وباكستان”، و”قطر وإيران”؛ ستكون في المقدمة، على غرار المسؤولون في “الولايات المتحدة وكندا والصين وإيران وبريطانيا”، الذين سارعوا إلى الحوار مع (طالبان)، أو تهنئة بعض الحركات مثل: (حماس)، بوصول (طالبان) إلى السلطة في “أفغانستان”.

أخيرًا؛ ومن المنظور الدبلوماسي، سوف تعمل القيادة الطالبانية على تطوير نشاطها الدبلوماسي سريعًا عبر قاعدتها في “الدوحة “القطرية. فقد عقدوا عشرات اللقاءات الثنائية والمتعددة مع مسؤولين من “الصين”، و”الولايات المتحدة، وإيران، والهند، وباكستان، والسعودية وروسيا”.

فعلى الصعيد الدبلوماسي؛ نجحت الشعارات بتغيير الأهداف والسلوكيات المتطرفة إلى فوز (طالبان)، حتى الآن؛ على الساحة الدولية والسياسية، وأقتنعت بعض دول العالم بتغيير (طالبان) واتخذت خطوات على مسار الاعتراف بالحركة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة