17 أبريل، 2024 3:44 ص
Search
Close this search box.

خبراء : الشعور بالتهميش يدفع بعض سنة العراق للمطالبة بالحكم الذاتي

Facebook
Twitter
LinkedIn

تنتشر مشاعر الاستياء في معاقل للسنة مثل محافظات ديالى وصلاح الدين والانبار التي تطالب بمزيد من الحكم الذاتي وبما يمكن أن يؤدي هذا إلى المزيد من الاحتكاك الطائفي حيث يقول المالكي إن الحكم الذاتي سيقود إلى إراقة الدماء لكن زعماء سنة كبارا أيدوا الفكرة علانية ووصفها أسامة النجيفي رئيس البرلمان بأنها من الحقوق الدستورية.

فبعد ساعات فقط من انسحاب القوات الأمريكية أشعل رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي فتيل أسوأ أزمة سياسية منذ نحو عام عندما أعلن إصدار أمر اعتقال بحق طارق الهاشمي النائب السني للرئيس لاتهامات بأنه قاد فرق اغتيالات .. كما حاول رئيس الوزراء إقالة نائبه السني صالح المطلك.

فأمجد عبد السلام هو واحد بين عدد متزايد من العراقيين الذين يقولون إن دولة منفصلة للسنة هي الطريق الوحيد لمنع انزلاق البلاد مجددا للفوضى الطائفية حيث يتصاعد التوتر بين السنة والشيعة منذ انسحاب آخر جندي للولايات المتحدة يوم 18 ديسمبر كانون الاول مما ترك البلاد في أيدي حكومة وحدة هشة.

ولا يرى عبد السلام وهو سني درس الاقتصاد ويدير متجرا للأدوات الكتابية في بغداد املا يذكر في مستقبل أبنائه الثلاثة. وقال عبد السلام (38 عاما) “لن نسمح بالعيش في العراق الذي يسيطر فيه الشيعة على السلطة ويشغلون أغلب الوظائف بينما ينظر لنا نحن باعتبارنا أتباعا لصدام.”

وأضاف “دون حكم ذاتي سيصل العراق لا محالة لأدنى مستوى وحرب أهلية وأزمات سياسية لا تنتهي. هذه هي الرسالة التي يجب على كل الساسة فهمها.”

وتهدد الأزمة التي أشعلتها خطوة المالكي ضد الهاشمي حكومة تقاسم السلطة التي تشمل التحالف الوطني وقائمة العراقية والأكراد. واستغرق الساسة تسعة أشهر بعد انتخابات غير حاسمة في 2010 لتشكيل ما أسموه حكومة “وحدة”. وكان ينظر لوجود السنة في اتفاق تقاسم السلطة باعتباره حيويا لمداواة الجراح الطائفية.

لكن في 22 ديسمبر كانون الأول وبعد أيام محدودة من اندلاع الأزمة السياسية هزت تفجيرات في مناطق تسكنها أغلبية شيعية العاصمة العراقية مما أسفر عن سقوط 72 قتيلا.

وقتلت سيارة ملغومة عند وزارة الداخلية في بغداد يوم الاثنين الماضي سبعة. وقالت مصادر في الشرطة إن السلطات تعتقد أن مسلحين استهدفوا المبنى ردا على أمر الاعتقال الذي صدر في حق الهاشمي.

وقال رانج علاء الدين وهو باحث في (سرتوس انتليجنس) “غضب السنة سيتزايد على المدى القصير خاصة إلى حين حل الأزمة بطريقة منظمة تحقق توافقا.. وهو أمر لا يبدو مرجحا في الفترة الحالية.” وأضاف “هذا يرجع أساسا إلى أن ممارسات المالكي تبدو مستهدفة على وجه الخصوص الطائفة السنية لحرمانهم من ممثلين مهمين في الحكومة وقياديين يتضح أنهما من أكبر خصوم المالكي في بغداد.”

والهاشمي والمطلك عضوان في قائمة العراقية ذات المزيج الطائفي والتي حصلت على تأييد كبير من السنة وشغلت المركز الاول في الانتخابات البرلمانية التي اجريت في 2010 . لكنها لم تحصل على الأغلبية وانتهى بها الحال بالانضمام إلى ائتلاف هش تحت رئاسة المالكي الذي يتولى رئاسة الوزراء منذ عام 2006 .

وتنتشر مشاعر الاستياء في معاقل للسنة مثل ديالى وصلاح الدين اللتين تطالبان بمزيد من الحكم الذاتي. وربما تؤدي مثل هذه المطالب إلى المزيد من الاحتكاك الطائفي. ويقول المالكي إن الحكم الذاتي ربما يؤدي إلى إراقة الدماء لكن زعماء سنة كبارا أيدوا الفكرة علانية ووصفها أسامة النجيفي رئيس البرلمان بأنها من الحقوق الدستورية.

وفي سبتمبر أيلول تصاعد التوتر بين محافظة كربلاء التي تسكنها أغلبية شيعية ومحافظة الانبار التي يهيمن عليها السنة عندما أشعل كمين لزوار شيعة مجددا عداء قديما بسبب منطقة متنازع عليها في الصحراء. وفي حين أن التوتر انحسر شكا شيوخ عشائر سنية في الأنبار من أنهم يشعرون بان الحكومة المركزية تقصيهم.

وقال الشيخ دحام العيساوي من محافظة الأنبار “إن الطريقة التي يتعامل فيها المالكي مع من يفترض بهم ان يكونوا شركاء ماهي الا فتح نافذة للفتنة الطائفية. المالكي يستخدم الاعلام الرسمي لتحشيد اتباعه من الشيعة ضد كبار قادة السنة… هذا خطأ هذا هو لعب بالنار بالقرب من خزان وقود.”

وتشكو بغداد من أن العشائر تتدخل في شؤون الحكم المحلي ويقول مسؤولو أمن إن نزاعات بين العشائر جعلت المنطقة عرضة لعودة جماعات منتمية للقاعدة .. بينما يقول بعض السنة إنهم يتعرضون للتمييز ضدهم عندما يبحثون عن وظائف.

وقالت أم بلال (42 عاما) وهي متخصصة في العلاج بالأعشاب ومن السنة “نريد القضاء على الطائفية. لذلك أسأل لماذا يريد الساسة إعادتها ؟… كل مشكلاتنا سببها الخلافات السياسية.”

وقالت رشا (23 عاما) التي حصلت على شهادة جامعية ولا تعمل “عندما أتقدم للحصول على وظيفة فإن الأسئلة الأساسية التي يطرحونها هي ما هو اسم عائلتي وأين أسكن” في إشارة إلى الطريقتين اللتين تستخدمان لمعرفة أي طائفة ينتمي إليها الشخص دون طرح سؤال مباشر.

وأضافت “عندما كان يتحدث والدي عن الطائفية كنت أقول دائما إنه يبالغ… لكني أشعر الآن أن الأوضاع ستزداد سوءا. إنهم يعتقدون أننا من انصار الهاشمي ولهذا فلابد أن نختفي.” ورفضت ذكر اسم عائلتها خوفا على سلامتها.

 

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب