ترجمة لميس السيد : إنطلقت معركة تحرير الفلوجة، إحدى أكبر معاقل تنظيم داعش، بالقوات العراقية مع مشاركة من ميلشيات الشيعة، والعملية مدعومة بأكملها بالضربات الجوية الأمريكية، لاهمية الموقع الإستراتيجي للمدينة التي تقع على مسافة 65 كيلومتر فقط من العاصمة بغداد.
في ذلك الإطار أكد الزميل المساعد بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فيليب سميث، في تصريح لراديو فري يوروب التشيكي، أن المسلحين يستعدون منذ فترة طويلة لمواجهة مثل هذا الهجوم، ونشروا مجموعة دفاعاتهم الكاملة، بما في ذلك العديد من العبوات الناسفة والأفخاخ المتفجرة.
ويعتقد أن معظم مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” هم من أبناء مدينة الفلوجة نفسها لذا فهم يقاتلون على أرضهم ولصالح مجتمعهم السني كما يرى البعض، ومع ذلك لا توجد هناك رؤية واضحة لمدى استعداد المسلحين للمقاومة، وحتى المتفائلين في الجانب الحكومي يعتقدون أن المعركة سوف تستمر على الأقل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، إلا ان هزيمة داعش في الفلوجة ستكون بمثابة ضربة موجعة للتنظيم، وفقا لسميث.
الفلوجة رمز للمقاومة
وتكمن أهمية الفلوجة الإستراتيجية في كونها تقع على الطريق الرئيسي من بغداد إلى كل من الأردن وسوريا، وكانت دائما معقلا للسنة وكانت المدينة رمزا لمقاومة الأمريكيين في معارك عنيفة عام 2004.
قال سميث أن هناك اتفاق بعدم إشتراك ميلشيات الشيعة في المعركة الداخلية لتحرير الفلوجة، وإنما تأمين الحدود فقط، تلافيا للتبعات الطائفية المتوقعة، حيث شهدت منطقتي ديالى وتكريت إلى الشرق والشمال من العاصمة بغداد، عمليات قتل فتاكة ضد السنة، اثناء إشتراك الشيعة بالهجمات على تلك المناطق، وهو الأمر الذي إذا تكرر مع عملية الفلوجة فإنه لن يبشر بإستعادة الموصل ذات الأغلبية السنية.
أكد موقع الراديو في تقريره، أن سيطرة ميلشيات شيعة الإيرانية على الفلوجة، متمثلة في قوات الحشد الشعبي لمدعومة من إيران، خطوة متوقعة حال استردادها من ايدي داعش، وأن تحرير المدينة سيفسح الطريق لتفرغ رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، لإجراء الإصلاحات الحكومية المطلوبة، إلا ان هناك مخاوف من فرار التنظيم إلى أرجاء العاصمة العراقية، نظرا لقرب المسافة.
وتعتبر معركة الفلوجة معركة طائفية بحتة، وهذا ما يفسر تأخر قرار العبادي في شن هجوم على تنظيم الدولة بعد شهور من التردد، وفقا للموقع. واشار الموقع أن ميلشيات الشيعة المشتركة بمعركة التحرير، يفتت تعاونها في العملية عدم الوفاق، حيث تواجه فرق الميلشيات من، وكلاء إيران مثل حركة الأبدال وعصائب الحق والأشهر بينهم، كتائب حزب الله، وهم مجموعة تواجه الميلشيات الموالية لمز الشيعة العراقي، اية الله علي السيستاني والرافضين للوجود افيراني في العراق، فرقة العباس ولواء علي الأكبر.
وذكر سميث ان القائد الشيعي مقتدى الصدر يعتبر رمزا للتوتر الطائفي، حيث تشترك ميلشيات سرايا السلام بمعركة تحرير الفلوجة، إلا أنه ليس على وفاق مع إيران حيث صرح في عام 2013، بأن قائد قوات الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، “اقوى رجل في العراق”.
“ولكنه أمر إيجابي في حد ذاته ..لأنه سيضع الصراعات بين الشيعة جانبا ويوحدها ضد عدو واحد .. وهو داعش، مما يؤكد الأهمية الإستراتيجية للتعامل مع المشكلات اللوجستية والطائفية التي تواجه القوات العراقية.
ميلشيات الشيعة ..لا غنى عنها
وأشار سميث إلى أن التخلص من الصراع بين الميلشيات الشيعية لا يمكن تجنبه كما كانت ترغب بغداد وواشنطن ذي قبل، لأن الميلشيات اثبتت فاعليتها على الأرض أكثر من القوات العراقية، وتسللت إلى مناصب كبرى بالحكومة واصبح لها مقاعد بالبرلمان ومنظمات غير حكومية ومؤيدين في أنحاء من العراق.
وأوضح الموقع أن الحكومة العراقية تنظر لميلشيات الشيعة من مبدا “الهزيمة أو المشاركة”، ولكن من الصعب هزيمته لأن إستجابتهم فيران جعلت من حكم الدولة العراقية أمرا صعبا عن ذي قبلن ومع ذلك فغن اعبادي والولايات المتحد يسعيان بكل جهد لتحرير الفلوجة من أجل إنقاذ سمعة القوات العراقية وإثبات مدى قدرتها كقوة وطنية في الحفاظ على البلاد، ولكن العكس يحدث ببروباجندا إيران للميلشيات ودعمها لفكرة أنهم الوحيدون القادرون على هزيمة داعش.
إلى جانب القدرات القتالية، دائما ما يحضر ميلشيات الشيعة إلى ساحات المعارك حمولهم الطائفية، وهو الأمر الذي سيعقد إسترداد الفلوجة، حيث شهدت مدينة تكريت التي ساهمت الميلشيات في تحريرها تخريبا ودمارا من قبلهم وإختطاف 200 من العراقيين السنيين، وحتى الأن لم يعثر على 160 منهم.
ومن العوامل أيضا، التي أدت إلى إكتساب داعش صيتا في العراق، الإجراءات التعسفية من مسؤولي الشيعة بالحكومة العراقة ضد السنة، مما دعاهم إلى اللجوء لأحضان داعش، الذي يستخدم سكان الفلوجة كدروع بشرية ضد الضربات الجوية والبرية، مما ينذر بأن تحرير الفلوجة سيكون اسوأ وضعا مما هي عليه الأن.