23 ديسمبر، 2024 11:24 م

خبراء إيرانيون : تحسن الأوضاع الاقتصادية سبب التظاهرات في مصر !

خبراء إيرانيون : تحسن الأوضاع الاقتصادية سبب التظاهرات في مصر !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

ديكتاتور “دونالد ترامب” المفضل، “عبدالفتاح السيسي”، غير سعيد مؤخرًا، فللمرة الأولى بعد سنوات من الحكم؛ تخرج المظاهرات ضده في “ميدان التحرير”.

حيث تدفقت جموع المصريين، الجمعة الماضي، إلى الشوارع وهتفوا بشعار: (لازم يمشي)، وبالنظر إلى وجود “السيسي” في “نيويورك”، فقد خاطب “دونالد ترامب”، المصريون، للإبقاء على “السيسي” في “أميركا”. بحسب صخيفة (آفتاب يزد) الإيرانية الإصلاحية.

عودة إلى “ميدان التحرير”..

ويقال إن مئات المتظاهرون المصريون قد هتفوا بشعارات تطالب “السيسي” بالتنحي وقاموا بتمزيق صورته. وهذه المظاهرات غير مسبوقة منذ الانقلاب على حكومة، “محمد مرسي”، عام 2013.

ونجح المتظاهرون في الوصول إلى “ميدان التحرير”، الذي يُعتبر أيقونة “الربيع العربي” والثورة المصرية.

وبحسب ما ذكرت وكالة أنباء، (إيسنا)، فقد خرجت المظاهرات الرافضة لـ”السيسي”، ونظامه، في محافظات “الإسكندرية والسويس والدقهلية والغربية ودمياط”. ويقال إن هذه الانتفاضة الجديدة جاءت تلبية لدعوة الفنان والتاجر والمقاول المصري، “محمد علي”، والذي استهدف، كما يقول، كسر حواجز الخوف الناجمة عن سنوات من القمع بشكل عملي.

وتعهد “محمد علي”، بعد خروج المظاهرات، بإتخاذ خطوات أخرى؛ وطلب إلى وزير الدفاع المصري، “محمد زكي”، اعتقال “السيسي” بتهمة إراقة دماء المصريين. وأكد: “سوف أعود إلى القاهرة لو لم ينتحي السيسي ويتم القبض عليه، ويتعين على وزير الدفاع تحمل التبعات”.

وفي هذا الصدد؛ تصدر وسم (#ميدان_التحرير) مواقع التواصل الاجتماعي، يليه وسم (#السيسي_ ارحل). وبحسب المصادر فقد عزفت الأحزاب السياسية المصرية والتيارات المحلية عن المشاركة في التظاهرات، ولم يصدر حتى الآن أي موقف من الحكومة المصرية تجاه المظاهرات، لكن المقطوع به أن القوات الأمنية لم تتعامل بعنف مع المتظاهرين.

لكن ليست هذه القصة الكاملة، إذ أدعى أنصار “السيسي”، على شبكات التواصل الاجتماعي، تزييف مقاطع الفيديو والصور المنشورة عن المظاهرات؛ وقالوا إنها تعود إلى ما قبل سنوات. والبعض يقول أيضًا: إن التظاهرات في الحقيقة هي تعبير عن فرحة جماهير فريق “الأهلي” بالفوز على منتخب “الزمالك”.

وتحت عنوان: “لا مظاهرات في مصر”؛ كتبت صحيفة (اليوم السابع) القاهرية المؤيدة للنظام المصري: “الهدوء يخيم على ميدان التحرير، ومقاطع الفيديو مزيفة”. لكن “عمرو أديب”، الإعلامي المقرب من النظام، أعترف على فضائية (mbc)؛ بخروج مظاهرات محدودة ضد “السيسي”.

على كل حال؛ ورغم أن التظاهرات محدودة وأختلاط الصور والفيديوهات المنشورة بأخرى قديمة، لكن السؤال بعد مرور عدة السنوات، ماذا حدث بحيث يعود التمرد إلى “مصر”، وما هي أسباب هذه التجمعات ؟.. هل هي مشكلة الخبز وتردي الأوضاع الاقتصادية، أو محاولة للحصول على الحرية والديمقراطية ؟.. ولماذا هذا التوقيت ؟.. وهل من إمكانية في حدوث انقلاب آخر وأن “السيسي” على وشك السقوط ؟

دور “الإخوان المسلمون” في المظاهرات..

يقول “علي بيگدلي”، خبير الشأن الدولي: “أتصور تورط الإخوان المسلمون في هذه التحركات، ولا علاقة لها بالأوضاع الاقتصادية. وبالنظر إلى المساعدات الأميركية والسعودية السخية للنظام المصري، فالوضع الاقتصادي المصري ليس سيئًا. ورغم عدم وضوح ماهية المحرك لتلكم المظاهرات بشكل كامل، لكن هذه المظاهرات لا تتعلق باستياء المصريين من أوضاعهم الاقتصادية”.

وحول نسبة هذه المظاهرات إلى شخص يُدعى، “محمد علي”، تاجر وفنان ومقاول مصري، أضاف: “ربما يعتنق، محمد علي، فكر الإخوان المسلمون. لكن هذه المسألة لا تتعلق بالتجمعات التي تقودها جماعة الإخوان”.

التنمية الاقتصادية سبب المظاهرات المصرية..

بدوره علق، “فريدون مجلسي”، الدبلوماسي السابق، قائلاً: “كانت مصر، قبل 100 عام، من أكثر دول المنطقة تقدمًا. لكن حين نتحدث عن ريادة مصر القديمة، يجب علينا أن نتناول جزء آخر من المجتمع المصري. فقد كانت القاهرة والإسكندرية تُصنف كالمدن الأوروبية مثل القسطنطينية وإسطنبول. لكن وصلت التنمية في هذه المدن إلى مرحلة جدير بالإهتمام، فلم يعد فقط استمرار التنمية بنفس الوتيرة مستحيلاً؛ وإنما وضعوا العراقيل على مسار التنمية، مثل تدفق أمواج شعبية كانت، حتى الأمس، مجهولة على أكثر أجزاء الدولة حداثة. وحين إزدادت أعداد القرويين الذين هم غرباء على المدنية، شعروا بعدم القدرة على التناغم والإنسجام مع هذه المدنية، وهنا بدأت مرحلة الخطر، حيث بدأت هذه المجموعات تقف ضد أشكال المدنية التي تخالف طباعهم”.

مضيفًا: “ورغم وقوف الفصائل المختلفة ضد، حسني مبارك، إلا أن النتيجة كانت تولية حكومة على صلة بالجماهير ذات أسس ثقافية ومن نفس جنس هذه الجماعات المجهولة. صحيح أن حكومة حسني مبارك كانت ديكتاتورية، لكن بعده رأى الشعب حكومة مختلفة، من جنس الإخوان المسلمون الذين كانوا جزءً من المعارضين لمبارك، لكنهم واجهوا مشكلة أيضًا مع نظام الإخوان المسلمون”.

وعن إرتباط المظاهرات الأخيرة بالأوضاع الاقتصادية، أجاب: “خلال هذه الفترة؛ تمكن السيسي، بسبب تخفيض الميزانية العسكرية، والقضاء على المنافسة مع إسرائيل، وافتتاح الخط الثاني من قناة السويس، والحصول على مساعدات مختلفة، والاستفادة من اضطرابات الدول العربية الأخرى، من تحسين الوضع الاقتصادي المصري. وعلى عكس التصورات فالسبب الرئيس للمظاهرات هو تحسين الأوضاع الاقتصادية للمهاجرين الجدد الذين نزحوا على المدن. فالخلاف ليس اقتصاديًا وإنما ثقافيًا على شاكلة الخلافات التي ظهرت في تركيا بعد التنمية الاقتصادية”.

وحول تأثير هذه المظاهرات على مستقبل “السيسي”؛ أضاف: “لم يكن مبارك يملك أي قاعدة شعبية لذلك سقط، لكن قاعدة السيسي في المدينة وهم يريدونه”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة