6 أبريل، 2024 7:49 م
Search
Close this search box.

حين استدعت المرجعية طارق نجم لتولي رئاسة الحكومة..‏

Facebook
Twitter
LinkedIn

كتب نبراس الكاظمي : يوم آخر يخض بغداد بالاوجاع، مما افرح الطائفيين من كلا الطرفين، ‏المحمومين بحلم “الحل العسكري”. وقد انتقلت حماهم الى الفايسبوك، في ردود افعال مفزوعة حول ‏احداث اليوم، تُزايد على المعتدلين الذين لا يرون حلا في الاحتراب، وتدأب على تعزيرهم كـ ‏‏”مناصرين” للإرهاب. وكي لا ننجر الى سجالاتهم العقيمة والمدمرة، علينا تسليط الاضواء على حدث ‏مهم وقع في الاسبوعين الماضيين، والذي لم تستطع الصحافة العراقية نقله بصورة واضحة الى ‏جمهورها، حسب اعتقادي، وهذا الحدث هو قيام المرجعية بتكليف الدكتور طارق نجم العبد الله بسحب ‏البلد من شفى الهاوية. 
وصل الدكتور طارق الى النجف يوم الاربعاء المصادف 6 شباط، مغادرا مكان اقامته لندن التي قفل ‏راجعا اليها من بعد اصطدامه مع السيد احمد نوري المالكي، ابن رئيس مجلس الوزراء، قبل عامين، ‏حين كان العبد الله يشغل منصب مدير مكتب السيد نوري المالكي. اختلفت المصادر حول لقاءه مع آية ‏الله العظمى السيد علي السيستاني ام مع نجله السيد محمد رضا، ولكن في الحالتين، غادر العبد الله ‏النجف (بعد المكوث فيها لمدة ثلاثة ايام) بتفويض وتكليف من قبل المرجعية للقيام بالامور الثلاث ‏التالية :
‏-ان يتبوأ منصب كبير مستشاري التحالف الوطني
‏-ان “يفض” الاشكال الحاصل مع سنة العراق والتفاوض مع قياديهم
‏-ان يقوم بتغيير الطاقم المحيط بالمالكي وتحجيم “المتشنجين” حوله
بالتأكيد، هذه خطوة كبيرة وخطيرة من جانب المرجعية، التي تنأى عن التورط الى هذه الدرجة ‏بالشؤون السياسية. ولكن المرجعية بررت قيامها بهذه الخطوة التاريخية بسبب “المخاطر التي تحيط ‏بالبلد والمذهب”. واتخذت قرارها بالتدخل المباشر كي “تعيد التوازن” للقرار السياسي الشيعي بعد ان ‏فشلت في الضغط على المالكي لتصحيح مساره من خلال وساطتها السابقة التي ضمت الدكتور حسين ‏الشهرستاني والشيخ عبد الحليم الزهيري. 
هناك عدة اطراف مشاركة في قرار اعادة الدكتور طارق الى الواجهة، ولكنها ليست بنفس اهمية ‏المرجعية، وهي:
‏-القيادة المعتدلة في حزب الدعوة: والتي ترى بأن المالكي ما عاد يستمع اليها، والتي ترى في العبد الله ‏منقذا لمستقبلها السياسي ما بعد المالكي، اذ سيختار هو من سيتزعم الدعوة (العبد الله ليس مرشحا لهذه ‏الزعامة)، ويفاوض كتل التحالف لتأمين مناصب سيادية للدعوة في الحكومات المقبلة.
‏-الجانب الايراني: في الآونة الاخيرة تعرض الجنرال قاسم سليماني الى الكثير من التقريع ضمن دائرة ‏القرار الاستراتيجي الايراني لعدم سيطرته على المالكي بالرغم من تزكيته المستمرة له في السنوات ‏الماضية، فآثر القبول بالصفقة الحالية وقام بتكليف مستشاره ابو مهدي المهندس لإنجاحها.
‏-الجانب الامريكي: لم يشارك في حيثيات القرار ولكن تم ابلاغه به قبيل يوم من لقاء العبد الله مع ‏المرجعية، وقد ابدت الدوائر الامريكية المعنية بالشأن العراقي تأييدها للخطوة، وخصوصا ان المالكي ‏قد اغضب اطرافا امريكية مهمة في تحركه ضد الدكتور رافع العيساوي والدكتور علي الدباغ. 
بالتأكيد هناك اطراف ستتضرر بهذا القرار، وقد سعت الى التشويش عليه وارباك التصورات عنه، ‏وهي:
‏-الحلقة المحيطة بـ احمد نوري المالكي : والمجموعة التي تعرف بـ “ابناء اخوات الحجي”. تم معالجة ‏هذا الامر بترتيب خروج احمد المالكي من العراق لإتمام دراسته في لندن. وقد تضاربت المصادر في ‏حصول هذا الامر فعلا من عدمه.
‏-الحلقة العسكرية حول المالكي: (فاروق الاعرجي، زهير الغرباوي، قاسم عطا، حاتم المكصوصي). ‏وقد قامت عدة جهات بمعالجة هذا الامر من خلال توجيه تطمينات لهم بأن هناك “حياة” لهم ما بعد ‏المالكي.
‏-الحلقة الضيقة حول المالكي: والمكونة من السيدان حسن السنيد وياسين مجيد، والحلقات الاوسع التي ‏تضم علي الموسوي وعزت الشاهبندر وسامي العسكري وآخرين. ولحد هذه اللحظة لم يتم معالجة امر ‏معارضتهم للقرار (ما عدا السنيد، الذي ايده وانخرط فيه)، الذي استفزهم واشعرهم بأنهم مستهدفين به. 
مبدئيا، قام المالكي بإعلان تأييده للخطوة، نزولا عند رغبة المرجعية، ومرحليا يبدو بأنه سيسارع الى ‏تقديم بعض “اكباش الفداء” تأكيدا لحسن نواياه، ولكن اغلب الاطراف تعتقد بأن المالكي يريد في ‏خطواته هذه شراء بعض الوقت كي يحبط عمل العبد الله.
لا ادري ما هي النتائج العملية المترتبة والتي ستأتي جراء تحركات العبد الله، ولكن في اغلب الظن ‏ستفضي، في حال نحاجها، الى السماح للمالكي بإكمال ولايته الحالية، مع تكبيل صلاحياته وتكميم ‏الخطاب المتشنج الصادر عن معسكره، وثم عدم السماح له بالحصول على ولاية ثالثة. ويُقال بأن ابرز ‏المرشحين بالنسبة للعبد الله في خلافة المالكي (على الاقل مرحليا) كزعماء لحزب الدعوة هم النائب ‏حيدر العبادي ومحافظ البصرة خلف عبد الصمد. 
يبقى لنا الاشارة بأن العبد الله هو ابن تاجر معروف في الناصرية، وقيادي قديم في حزب الدعوة، ولديه ‏دكتوراة في اللغة العربية.‏

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب