خاص : ترجمة – د. محمد بناية :
تمتلك “إيران” مصادر غازية هائلة، ومع ذلك تعجز عن المحافظة حتى على “العراق” كزبون (!!)، حيث يبحث “العراق” حاليًا في إثر دول إقليمية أخرى تتمتع بالقدرة على تلبية احتياجاته؛ سواءً في مجال الكهرباء أو “الغاز”.
وتُلبي “قطر” و”السعودية” احتياجات “العراق” المأزوم من “الغاز” والكهرباء. وتستعد “تركيا” أيضًا للمنافسة وتقدم نفسها؛ رغم عدم امتلاك أي مصادر، كمركز تسعير لـ”الغاز” في المنطقة (!!).
بدورها تمكنت “روسيا” بصادراتها من “الغاز”؛ غزو “أوروبا”. وتسعى “تُركمانستان” إلى تصدير “الغاز الإيراني” إلى “أوروبا”؛ في المقابل تتمكن “إيران” من تأمين عجز الميزانية (!!)، وتتعاون “أذربيجان” مع “روسيا” و”تركيا” على غزو أسواق الطاقة الأوروبية.
مع هذا لا تتجاوز حصة “إيران”؛ التي تحتل المرتبة الثانية من حيث مخزون “الغاز” العالمي، من هذا السوق بضعة مليارات من الدولارات (!!)، والحقيقة إن التخلف الإيراني في تطوير ميادين “الغاز” وزيادة عمليات الاستخراج؛ وبخاصة في الحقول المشتركة مع “قطر”، دفع إلى استيلاء “الدوحة” على حصة “إيران” وتحقيق عوائد هائلة من تصدير “الغاز”؛ لـ”العراق”. بحسب تقرير “محمد سياح”؛ في صحيفة (آرمان ملي) الإيرانية الإصلاحية.
وعن استبدال “إيران”؛ بدولة “قطر”، في سوق “الغاز العراقي”، قال “آرش نجفي”؛ رئيس لجنة الطاقة بالغرفة التجارية الإيرانية: “حين لا نملك الغاز للاستهلاك المحلي، ولا يمكننا إدارة عملية خفض الاستهلاك، يبدو أنه ليس بمقدورنا حتى إدارة استهلاكنا من الغاز؛ وتتراجع الصادرات بشكل كبير جدًا. ومع الأخذ في الاعتبار للتقاعس في هذا المجال تُحرم مصانعنا ومحطاتنا من الكهرباء وانقطاع في إمدادت الغاز. والواقع إن تصدير الغاز مسألة صعبة، وبغض النظر عن العراق؛ فإن هناك مخاوف من فقدان غيرها من الدول. ويبدو أننا لا نهتم بالدول المستهدفة، وبهذا الوضع سيكون من الصعب، حتى في حال إلغاء العقوبات؛ امتلاك المكانة السابقة في أسواق الغاز”.
خسارة زبون..
يُعلق “حسن مرادي”؛ الخبير في مجال الطاقة: “تتبادل البلدان صفقات الغاز من منطق حسن الجوار، وكلا الطرفين راضي نسبيًا عن هذه الصفقات، وحين تقتضي مصالحنا يمكننا خفض توقعاتنا والمحافظة على التوازن بالمنطقة، وإلا فإنه لا يمكننا منع الصفقة (العراقية-القطرية). إذ يتمتع كلا البلدين بالاستقلالية التامة في عقد أي اتفاقية. لكن يتعين على إيران العمل للمحافظة على زبونها، لأن الموقف الإيران من السعر أو سوء الممارسة، ودفع الزبون العراقي للبحث عن بديل هو خطأ إيران”.
مضيفًا: “وقطر في الوقت الراهن على استعداد الاستفادة من حقول الغاز باستخدام التكنولوجيا الحديثة، في المقابل تتراجع قدرة إيران على استخراج الغاز حتى من الحقول المشتركة مع الدوحة. ويتعين على إيران زيادة قدراتها للحصول على حصة أكبر من الطرف القطري”.
“العراق” يبحث عن مصادر مستدامة للطاقة..
مع انقطاع “الغاز” والكهرباء بشكل متكرر، سوف يبحث “العراق”؛ كسائر الدول؛ عن مصادر طاقة مستدامة، ولن يربط احتياجاته من الطاقة بالمشكلات الإيرانية.
وحين ترتفع درجات البرودة في “إيران” وتزداد الحاجة الداخلية أن نمتنع عن تصدير “الغاز”. بعبارة أخرى، يجب أن يكون “العراق”؛ كزبون لـ”الغاز الإيراني”، على ثقة في إمكانية الوصول إلى مصدر موثوق للطاقة في ذورة البرد.
وحين تعجز “إيران” عن طمأنة “العراق”؛ فالطبيعي أن يبحث “العراق” عن مصادر موثوقة، و”قطر” هي الخيار الأنسب لـ”العراق”.
وتعليقًا على إمكانية أن تخسر “إيران” مكانها بأسواق الطاقة، أضاف: “بالتأكيد سوف تخسر إيران؛ وسيكون من الصعب استعادة مكانتها بالأسواق. على كل حال إذا دخلنا مجال التصدير؛ يجب أن يشعر زبون الغاز أو الكهرباء أو مصادر أخرى للطاقة؛ بالطمأنية حيال المورد. وعليه لو يخير المشتري بين مصدرين أرخص وغير موثوقين، فسوف يختار بالتأكيد المصدر الموثوق وإن كان أغلى سعرًا.