10 أبريل، 2024 12:36 م
Search
Close this search box.

حيرة النفط اللبناني .. بين الوساطة الأميركية وتدخل “حزب الله” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تتفاقم أزمة النفط يوماً بعد يوم بين لبنان وإسرائيل، فكانت آخر التطورات أن أعلن رئيس مجلس النواب اللبناني، “نبيه بري”، رفضه المقترحات الأميركية لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية، إن “بري” أبلغ مساعد وزير الخارجية الأميركي، “ديفيد ساترفيلد”، إن المقترحات الأميركية بشأن الحدود البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل “غير مقبولة”.

وجاءت تصريحات “بري”، خلال لقاء “ساترفيلد”، الجمعة 16 شباط/فبراير 2018، الذي حضره وزير الخارجية اللبناني، “جبران باسيل”، ورئيس الوزراء، “سعد الحريري”.

يتوسط لنزع فتيل التوترات..

يقوم الدبلوماسي الأميركي بالوساطة بين لبنان وإسرائيل لنزع فتيل التوترات بسبب جدار إسرائيلي على الحدود وقرار لبنان للبدء في التنقيب عن موارد الطاقة قرب منطقة بحرية متنازع عليها.

المطروح غير مقبول..

نقلت الوكالة الوطنية للإعلام، عن “بري”، قوله “المطروح غير مقبول”، موضحًة أنه بعد أن استمع إلى مقترحات الوفد الأميركي، أصر الرئيس “بري”، خلال اللقاء، على موقفه لجهة ترسيم الحدود البحرية عبر اللجنة الثلاثية المنبثقة عن تفاهم نيسان/إبريل 1996، على غرار ما حدث في الخط الأزرق، معتبرًا أن الخيار المطروح غير مقبول.

اقترحت تبادل الأراضي..

كانت مصادر إعلامية لبنانية قد أفادت أن الولايات المتحدة عرضت على لبنان العودة إلى خط “فريديريك هوف”، كحل للأزمة بين بيروت وتل أبيب بشأن الحدود البحرية.

وأشارت صحيفة (الأخبار) اللبنانية، أن “دايفيد ساترفيلد”، مساعد وزير الخارجية الأميركي، قد اقترح على القيادة اللبنانية عملية تبادل أراضي في 13 نقطة متنازعاً عليها، كحل للأزمة، حيث ستقيم إسرائيل فيها الجدار الحدودي الإسمنتي، واقترح “ساترفيلد” إجراء عملية تحديد مساحة للأراضي المتنازع عليها، وعلى أساسه يجري التبادل.

وأكدت الصحيفة البيروتية على أن إسرائيل تدير، منذ أشهر، اتصالات مع لبنان بوساطة أميركية، وأن حكومة تل أبيب وافقت على تسوية بالموضوع، تتمثل في “تقسيم المناطق المتنازع عليها، بعد منح لبنان منطقة بحرية أكبر من التي ستحصل عليها إسرائيل”.

من جهتها، أعلنت إذاعة (كان) الإسرائيلية، أن وزير الطاقة، “يوفال شطاينس”، توجه قبل نصف عام إلى الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه في المنطقة المتنازع عليها توجد إحتمالات كبيرة لإكتشاف النفط والغاز.

محاولة لحل أزمة الحدود البحرية..

يتمثل العرض الأميركي بالعودة إلى خط “هوف”، كحل لأزمة الحدود البحرية، الأمر الذي سيسمح للبنان بإستخراج النفط أو الغاز من هذه المناطق، والخط المعروف باسم الموفد الأميركي، رسم عام 2012، ويمنح لبنان 60 في المئة وإسرائيل 40 في المئة.

وذكرت (الأخبار)، أنه “وبالرغم من التخبط في الموقف الرسمي اللبناني، إلا أن الرؤساء الثلاثة، عون وبري والحريري، اتفقوا في اجتماعهم الأخير على تقديم موقف موحد من العرض الأميركي، وبأن لبنان متمسك بخط الحدود اللبنانية”.

“حزب الله” منظمة إرهابية..

كان قد أعلن وزير الخارجية الأميركي، “ريكس تيلرسون”، أنه لا فرق بين الذراعين العسكري والسياسي لـ”حزب الله” باعتباره منظمة إرهابية، وأنه على الشعب اللبناني القلق على أمن بلاده من إتساع نفوذ الحزب.

وقال “تيلرسون”، من قصر “السراي” في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء اللبناني، “سعد الحريري”، في بيروت: “أميركا تعتبر «حزب الله» منظمة إرهابية، ولا نقر بأي فرق بين أذرعه العسكرية والسياسية، ومن غير المقبول أن تتصرف ميليشيات كـ«حزب الله» خارج نطاق القانون والحكومة. الجيش اللبناني هو الوحيد المخول بالدفاع عن السيادة اللبنانية”.

وعلى صعيد الموارد الطبيعية، ذكر “تيلرسون” أن واشنطن على اتصال مع لبنان وإسرائيل لتبقى الحدود هادئة، مشيراً إلى ضرورة الاتفاق بما سيساعد لبنان ودول الجوار.

يجب قبول مطالب لبنان وإلا..

فيما، أعلن “حزب الله” اللبناني أن الولايات المتحدة يجب أن تقبل مطالب الحكومة اللبنانية بشأن الخلافات الحدودية مع إسرائيل، متعهداً بأنه مستعد للعمل ضد إسرائيل إذا لزم الأمر، وفقاً لما نشره عنه موقع (ميدل إيست مونيتور).

وقال “حسن نصر الله”، زعيم الحركة السياسية والعسكرية المدعومة من إيران، في خطاب بثه التليفزيون في حشد من أنصاره: “يجب أن يكون للدولة موقف قوي وثابت”.

مضيفاً أنه: “إذا جاء الأميركيون وقالوا إنكم يجب أن تكونوا متجاوبين لكي نقيد إسرائيل عنكم – أقول للأميركان إن عليهم أن يقبلوا مطالب لبنان حتى نعيد حزب الله من إسرائيل”.

وتابع: “القضية الرئيسة المطروحة حالياً هي الحدود البحرية اللبنانية”.

المقاومة هي الحل..

استطرد “نصر الله”: “في معركة النفط والغاز، القوة الوحيدة، (اللبنانية)، هي المقاومة”، في إشارة إلى “حزب الله” الشيعي المدجج بالسلاح.

وزعم أن الجيش اللبناني لا يستطيع أن يوقف إسرائيل في هذه المسألة، لأن الولايات المتحدة – الحليف الرئيس لإسرائيل – وكذلك المؤيد الرئيس للجيش اللبناني، ستقف في طريقها.

وقال: “إذا قرر مجلس الدفاع الأعلى في لبنان منع محطات النفط والغاز البحرية الإسرائيلية من العمل، فإنني أعدهم بأنهم سيتوقفون عن العمل خلال ساعات”.

يرفض أي محاولة إسرائيلية للتعدي على الحقوق اللبنانية..

تعليقاً على الأحداث، أكد “أحمد أبوالغيط”، الأمين العام لجامعة الدول العربية، رفضه لأي محاولة إسرائيلية للتعدي على الحقوق اللبنانية، وذلك خلال لقائه بوزير الدفاع اللبناني، “يعقوب الصراف”، على هامش مشاركته في أعمال “مؤتمر ميونيخ للأمن” والذي ينعقد حاليًا بالمدينة الألمانية.

وصرح الوزير المفوض، “محمود عفيفي”، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأن “أبوالغيط” أستمع، خلال اللقاء، لشرح مفصل من الوزير اللبناني حول ما تقوم به بلاده لتأمين ثرواتها النفطية والغازية في إطار ما يكفله لها القانون الدولي من حقوق في مياهها الإقليمية.

وقال إن الأمين العام أكد رفضه في هذا الصدد لأي محاولة من جانب إسرائيل لخلق المشكلات والتعدي على الحقوق اللبنانية، سواء فيما يتعلق بالمياه الإقليمية اللبنانية أو ما تقوم به إسرائيل من بناء للحوائط الأسمنتية داخل الأراضي اللبنانية، بما يشكل إنتهاكًا صارخًا لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١، ويهدد الأمن والإستقرار في المنطقة الحدودية.

مشيراً إلى أن “أبوالغيط” و”الصراف” أكدا محورية “مؤتمر روما” لدعم الجيش اللبناني، والذي من المقرر أن ينعقد منتصف الشهر المقبل، مضيفًا أن الأمين العام شدد على أهمية المشاركة العربية الفعالة في هذا المؤتمر، خاصًة أن دعم الجيش اللبناني يعد محل إجماع من قبل كل الأطراف العربية والدولية، نظرًا لما تمثله مؤسسة الجيش من ركيزة أساسية للإستقرار الأهلي في الدولة اللبنانية.

رسالة للحكومة اللبنانية..

حول تصريحات “نصرالله”؛ فهم المسؤولون اللبنانيون بأنّها رسالة موجهة إلى الحكومة اللبنانية التي يرأسها “سعد الحريري”.

وقالت مصادر سياسية إنّ فحوى الرسالة يتمثّل في أن على الحكومة اللبنانية رفض الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل في شأن ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

يقلق من التعرض للتهميش..

ذكرت المصادر أن النبرة العالية التي اعتمدها “نصرالله” في خطابه تعكس قلقه من تعرضه للتهميش، ذلك أن حل الحكومة لهذا الملف بعيداً عن سطوة الحزب سيعني إنتصاراً للدولة اللبنانية، وسيمنحها نوعاً من الإستقلالية فقدتها لعقود، خاصة في الملفات المرتبطة بإسرائيل.

وفسر مسؤول لبناني موقف “نصرالله” من الوساطة؛ بأنه يهدف إلى إقناع اللبنانيين بأن سلاح “حزب الله” كفيل بالدفاع عن حقوق لبنان في حقول الغاز، وأن لولا هذا السلاح ستستولي إسرائيل على قسم من الغاز المكتشف.

إستدعاء لموقفه في 2000..

قال إن موقف الأمين العام لـ”حزب الله” شبيه بموقفه بعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في العام 2000. فبدل أن يبادر الحزب إلى إلقاء سلاحه وتسليمه إلى الجيش اللبناني، إختلق ما يسمّى “قضية مزارع شبعا” التي احتلتها إسرائيل من سوريا في العام 1967.

تكرس واقع السيطرة على لبنان..

ترى أوساط سياسية لبنانية أن المفردات التي إعتمدها “حسن نصرالله” في خطابه؛ من قبيل “يجب على الدولة” و”عليها التنبه” و”قولوا”، تكرس واقع سيطرة الحزب على لبنان وعدم احترامه لمؤسسات الدولة، فضلاً عن هوس أمينه العام بلعب “دور المرشد الأعلى للبنان على شاكلة مرشد راعيته إيران”.

وتشير هذه الأوساط إلى أن قضية الحدود لا يمكن حلها بـ”الصراخ العالي” بل بالقنوات الدبلوماسية، وأن شيطنة الوساطة الأميركية، التي هي من صميم توجهات طهران، ليست في مصلحة لبنان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب