15 نوفمبر، 2024 9:16 م
Search
Close this search box.

حيرة الأصوليين .. أزمة في الانتخابات الإيرانية !

حيرة الأصوليين .. أزمة في الانتخابات الإيرانية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

الانتخابات البرلمانية الحادية عشر؛ هي الأكثر اختلافًا، سواءً من حيث مستوى المشاركة أو معدلات الوحدة الداخلية أو حلول التيارات السياسية حال الفشل. بمعنى أن ما نراه داخل الجناح الإصلاحي من حيرة؛ يقابله تدهور للوضع داخل المعسكر المنافس أي الأصوليين.

فالكل يصارع لتحقيق الوحدة الداخلية بين الأطياف السياسية. ومنذ أعلن، “محمد باقر قاليباف”، الترشح في ظل عدم وجود شخصيات بارز إصلاحية وأصولية، تصور كثير من المحللين أنه سوف يكون رئيس البرلمان المقبل.

لكن حين نرى موقف أعضاء “جبهة الثبات”، (ذلك الطيف الذي يحول باستمرار دون وحدة الأصوليين)، من رئيس بلدية “طهران” سابقًا، فسوف نعرف أنه من غير المقرر أن يُصدر صوت الوحدة عن هذا التيار. بحسب صحيفة (المبادرة) الإيرانية الإصلاحية.

مغزى طرح اسم “قاليباف”..

والحقيقة أن “جبهة الثبات” على استعداد، هذه المرة، لإحياء المعارضة، حيث بدأت تواجه الجبهة الأحادي، منذ الآن، بالشكل الذي يهدد قائمة الأصوليين على نحو دفع عدد من وجوه هذا التيار السياسي للقول باحتمالات عدم اتفاق الأصوليين على قائمة.

ما أسباب طرح قائمة “قاليباف” قبل بقية الأصوليين ؟.. بل إن أنصاره تحدثوا، (حتى عندما كان الغموض يحيط بترشح رئيس بلدية طهران سابقًا)، عن أنه سيكون على رأس قائمة الأصوليين الانتخابية. وعلا سقف التوقعات وصولاً إلى طرح اسم “قاليباف” كرئيس للبرلمان في دورته الحادية عشر.

تلك التحركات التي كانت تستهدف توجيه إشارات إلى باقي الأصوليين؛ مفادها إنعدام فرص الآخرين، (حال ترشح قاليباف)، في صدارة قائمة الأصوليين أو البرلمان المقبل.

لكن وبخلاف هذه النظرة؛ هناك الكثير من المعارضين للسيد، “قاليباف”، وقد شحذوا سيف المعارضة منذ اللحظات الأولى لتسجيل أسماء المرشحين للانتخابات البرلمانية في دورتها الحادية عشر. وكانت الاحتمالات، قبل ذلك، أن يثور جدال بين الأصوليين بشأن تصدر، “سعيد جليلي”، و”محمد باقر قاليباف”، قائمة الأصوليين، لكن زعم الكثيرون ما إن أعلن الأول عدم الترشح، خلو الميدان أمام الثاني.

لكن بالواقع لم تكن “جبهة الثبات” على استعداد، بعد انسحاب “جليلي”، للسماح للسيد، “قاليباف”، بالجلوس على مقعد رئيس البرلمان.

موقف لا يحسد الأصوليين عليه !

من ثم تنافس الجبهة بترشيح كل أعضاءها؛ ومن ثم من المستبعد أن يتركوا الميدان بتلكم السهولة، وسوف يتذوق الأصوليين الجدد طعم الهزيمة بشكل يفوق توقعاتهم.

والحقيقة يواجه رئيس بلدية “طهران” السابق طيف لا يستطيع التحالف معه أو الفوز عليه. وعليه فالانتخابات مهمة ومصيرية لأعضاء “جبهة الثبات”، بحيث يسعون للمحافظة على مقاعدهم في مدن مثل؛ “مشهد” و”قم”، والحصول على المزيد من المقاعد الأخرى.

وقبل فترة؛ وبالتزامن مع تصاعد وتيرة التكهنات بخصوص مشاركة “جليلي” في الانتخابات؛ ناقشت وسائل الإعلام حلوله على رأس قائمة “جبهة الثبات”. وهو السؤال الذي أثار العديد من علامات الاستفهام؛ مثل: إذا كان من المقرر رئاسة “جليلي” قائمة “جبهة الثبات”، في “طهران”، فما هو دور “مرتضى آقا‌تهراني” ؟.. وهل الجبهة على استعداد للتخلي عن الأمين العام بسبب، “جليلي”، وهل هو على استعداد للمشاركة في قائمة لا يكون في صدارتها ؟..

لكن الإجابة على هذه الأسئلة أتضحت سريعًا حين أعلن “جليلي” عدم الترشح للانتخابات، من ثم ربما يكون السيد “آقا‌تهراني”، الخيار الرئيس لأعضاء “جبهة الثبات”. لكن المؤكد أن “جليلي” لن يكون خيار “جبهة الثبات” الرئيس في هذه الدورة الانتخابية، لكن هذا الحزب المتشدد ليس خالي الوفاض بحيث يكون “قاليباف” بسهولة الخيار الوحيد، ويزيد من تعقيد حيرة الأصوليين في الانتخابات المقبلة.

وسوف يجلس إلى طاولة المباحثات “مجلس التحالف”، و”محمد باقر قاليباف” و”الأصوليين الجدد”، وفي الطرف المقابل سوف يجلس؛ “مير سليم” و”حزب المؤتلفة الإسلامي”، الذي أكد مرارًا أنه لا يريد تلقي ضربة من المشاغبين الأصوليين مجددًا.

في السياق ذاته؛ لابد من إضافة السادة، “مصباحي مقدم”، و”مرتضى آقا‌تهراني”، و”جبهة الثبات”؛ ممن يرفضون بسهولة المشاركة في قائمة مشتركة.

في غضون ذلك؛ لا يجب تجاهل دور “جمعية علماء الدين المناضلين” والأطياف التقليدية التي تعمل على توحيد صفوف الأصوليين. وعليه تزداد حيرة الأصوليين تعقيدًا بمرور الوقت.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة