“حيدر البرزنجي” : العراق لم يدخل بعد النفق المظلم !

“حيدر البرزنجي” : العراق لم يدخل بعد النفق المظلم !

خاص : ترجمة – د. محمد بناية :

جرت الانتخابات البرلمانية العراقية؛ في تشرين أول/أكتوبر الماضي، لكن حتى الآن ورغم مرور 09 أشهر؛ إلا أن الأحزاب والفصائل السياسية العراقية تعجز عن الوصول إلى مصالحة واتفاق بشأن تشكيل الحكومة الجديدة.

وقد طلب “مقتدى الصدر”؛ إلى كل نوابه الاستقالة من البرلمان، الأمر الذي زاد من تعقيد المأزق السياسي العراقي.

وقد ساهم اختيار السيد “شيّاع السوداني”؛ كمرشح لمنصب رئيس الوزراء العراقي، في انبعاث الآمال بشأن اتجاه “العراق” نحو المصالحة والعمل على إنهاء الأزمة، لكن ماتزال آفاق التطورات العراقية غامضة.

في السياق ذاته، ساهم اعتصام تيار “الصدر” بالبرلمان في تفاقم الأزمة. وفي هذا الصدد أجرى؛ “وردة سعد”، مراسل وكالة أنباء (مهر) الإيرانية، الحوار التالي مع؛ “حيدر البرزنجي”، المحل السياسي العراقي…

“العراق” لم يدخل أي نفق مظلم..

وكالة أنباء “مهر” : يعتقد بعض المحللين في دخول “العراق” نفقًا مظلمًا، وهو ما يُثير مخاوف العراقيين والمهتمين بهذا البلد. ما هي في رأيكم حلول الخروج من هذه الأزمة ؟

“حيدر البرزنجي” : في رأيي لم يدخل “العراق” النفق المظلم، وإنما هناك مجموعة من المشكلات والصراعات السياسية، إلا أن الأوضاع لا توحي بما وصفته: بـ”النفق المظلم”، لأن لدينا سلطة ومؤسسات سياسية؛ والتي سبق وأن تمكنت من التغلب على المشكلات المتلاحقة في مرحلة ما بعد الإطاحة بـ”صدام حسين”.

والآن نحن بصدد التحاور معًا، وهناك حلول للخروج من هذه الأزمة، وكذلك جهود للقضاء على المشكلات السياسية وتشكيل الحكومة، وسوف نشهد سريعًا تشكيل الحكومة الجديدة.

يمتلك العراقيون القدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم..

وكالة أنباء “مهر” : هناك مطالب للحوار من أطراف عراقية متعددة؛ ولا توجد شكوك حول تظاهر البعض بهذا الموضوع في حين تُخفي صدورهم نواياهم الحقيقة، هل من إمكانية برأيكم في قدرة العراقيين أنفسهم على حل الأزمة ؟.. وهل من الممكن أن يقبل تيار “الصدر” بنتائج الحوار أو الحلول الوسطى ؟

حيدر البرزنجي” : نوايا البعض الحقيقية والمخبوءة تتضح تمامًا من خلال المطالب.. والحقيقة تلعب هذه المطالب دورًا سلبيًا من مثل دعوة رئيس الوزراء إلى تيسير الأمور، في حين أنه هو نفسه كان سبب الأزمات الاقتصادية، والسياسية، والأمنية المتلاحقة منذ وصوله إلى منصب رئيس الوزراء.

وهذا نموذج؛ لكن هناك بلا شك نماذج أخرى، وعليه يمتلك العراقيون القدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم.

كذلك هناك توصيات واستشارات من جانب بعض الأصدقاء، وهذا الأمر ينطبق على الدول التي تُعاني من أزمات سياسية.

وبالتالي مثل هذه الوساطات السياسية لا تعتبر تدخلًا في الشأن الداخلي، وإنما هي من قبيل القلق، والارتباط، والوفاء لـ”العراق”، كما الحال مع “الجمهورية الإيرانية” وسائر الدول الصديقة.

نحن بمقدورنا حل مشكلاتنا بأنفسنا، لأننا شاهدنا نضجًا سياسيًا بعد انتخابات العام الماضي؛ برز في الممارسات والمشاركات السياسية.

الأطراف الخارجية تعمل من خلال محفزات داخلية..

وكالة أنباء “مهر” : هناك أطراف خارجية نافذة بـ”العراق”، نأت بنفسها رغم احتدام الأزمة، ما هو السبب في رأيكم ؟.. وهذا يعني أن المتسبب في الأزمة أطراف داخلية فقط ؟.. أم أنهم يحملون بين طياتهم أهداف ومخططات أطراف خارجية ؟

“حيدر البرزنجي” : الأطراف الخارجية تبدو في الظاهر؛ وأنها قد نأت بنفسها عن التدخل في الأزمة العراقية، لكن بالواقع هذا لم يحدث وماتزال هذه الأطراف مستمرة في تدخلاتها من خلال عناصر ومحفزات سياسية داخلية يتحركون من خلالها، لماذا ؟.. لأن بعض الأطراف الخارجية تلقت درسًا كبيرًا من تيار المقاومة، ومن ثم فقد امتنعوا عن التدخل المباشر في مظاهرات العام 2019م.

لقد كان هناك مؤشرات واضحة على دعم مالي وإعلامي من بعض الأطراف الخليجية؛ التي كانت تسعى إلى الإطاحة بحكومة “عادل عبدالمهدي”.

وهذه الدول لم تتراجع مطلقًا عن مواقفها، ومن الواضح حاليًا سعي هذه الأطراف إلى ترويج فكرة الانقلاب السياسي وعدم صلاحية النظام العراقي الحالي من خلال دعم بعض القنوات الخبرية لمسألة اصطفاف فصيل سياسي أمام فصيل آخر.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة