قالت السلطات العراقية اليوم ان تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية “داعش” قطع المياه عن وسط وجنوب العراق مؤكدة ان ذلك يهدد حياة الملايين من العراقيين ومزارعهم وممتلكاتهم للخطر .. فيما اكد مستشفى الفلوجة أن عدد الضحايا من المدنيين في المدينة وصل إلى 1175 شخصاً بين قتيل وجريح منذ بداية أزمتها قبل اربعة أشهر.
وقال مكتب القائد العام للقوات المسلحة العراقية نوري المالكي ان “عصابات داعش ومن يقف معها من البعثيين وايتام النظام المقبور المتواجدين بالفلوجة قاموا بارتكاب عمل خطير ينم عن مدى إجرامهم وخلوهم ومن يقفون خلفهم من أي معنى من معاني الشرف والرجولة وهو الأقدام على قطع المياه عن مناطق الوسط والجنوب مما جعل حياة الناس مهددة بالخطر وليس مزارعهم وممتلكاتهم فحسب”. واضاف مكتب المالكي في بيان صحافي انه قد “اصبح لزاما علينا استخدام أقصى درجات القوة من اجل إنقاذ حياة الناس والاراضي الزراعية وعدم السماح لهؤلاء القتلة باتخاذ مدينة الفلوجة قاعدة لإجرامهم واللعب بأرواح الناس وممتلكاتهم”.
ودعا المواطنين جميعا “سيما في محافظة الأنبار وخارجها لتحمل مسؤولياتهم الشرعية والوطنية في الوقوف الى جانب قواتهم المسلحة بضرب هؤلاء المجرمين الذين لايملكون اي رادع ديني أو أخلاقي أو إنساني ولايتورعون عن ارتكاب أية جريمة”.
ويعتقد ان هذا الاعلان عن قطع داعش للمياه مقدم لشن هجوم للقوات العراقية ضد المسلحين في مدينة الفلوجة (62 كم غرب بغداد) والتي يسيطرون عليها منذ اربعة اشهر.
وبالترافق مع هذا الاعلان فقد اكد رئيس الأطباء المقيمين في مستشفى الفلوجة التعليمي احمد الشامي، الأحد، أن عدد الضحايا من المدنيين وصل إلى 1175 شخصاً بين قتيل وجريح منذ بداية أزمة المدينة قبل اربعة أشهر حتى الآن.
وقال الشامي إن “عدد القتلى بين المدنيين جراء المعارك الدائرة في الفلوجة منذ اكثر من ثلاثة أشهر حتى الآن بلغ 199 قتيلاً، فيما بلغ عدد الجرحى 976 جريحاً بينهم نساء وأطفال”. وأوضح الشامي أن “نسبة النساء والأطفال بين الضحايا والجرحى وصلت تقريباً إلى 30%” مشيراً في تصريح نقلته السومرية نيوز اليوم إلى أن “الإصابات تراوحت بين الخفيفة والمتوسطة، وبعض الحالات أجريت لها عمليات جراحية كبرى، فيما تم معالجة حالات أخرى في شعبة طوارئ المستشفى”.
واضاف الشامي أن “مستشفى الفلوجة التعليمي تعرض إلى قصف عشوائي في الفترات الماضية شمل ردهة الإنعاش وشعبة القسطرة ووحدة الصيانة ومنظومات التبريد، ما ألحق أضراراً مادية بها”، مشيرا الى أن “لجنة الصيانة التابعة للمستشفى تمكنت من إصلاح تلك الأضرار، خاصة بالنسبة لمنظومة التبريد، وعادت جميع الاقسام إلى العمل بشكل طبيعي”. وأكد أن “المستشفى يمتلك حالياً الإمكانيات والكوادر اللازمة للعمليات الجراحية والإسعافات الطارئة”، مضيفاً “لدينا ما يكفي من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية لسد الحاجة خلال الفترة الحالية”.
وكانت وزارة الدفاع أعلنت، أمس السبت أن العناصر “الارهابية” ما تزال تسيطر على الفلوجة وفيما اشارت الى ان حسم الموضوع بانتظار قرار من المراجع العليا أكدت انها تفضل حسم ازمة المدينة من قبل الاهالي. وكثف الجيش خلال الفترة الماضية قصفه على الفلوجة التي تتركز فيها مجموعات مسلحة يعتقد أنها مرتبطة بما يعرف الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
ويأتي الاعلان عن قطع داعش للمياه عن وسط وجنوب العراق في وقت يستعد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام فتح جبهة جديدة في مواجهة قوات الامن العراقية بهدف التقدم نحو بغداد لتخفيف الضغط الذي يواجهه في الفلوجة المحاصرة. وجاءت المواجهات الاخيرة قبل اسابيع من انتخابات تشريعية ستشهدها البلاد لتثير تساؤلات عن قدرات الجيش والشرطة على صد الهجمات التي يشنها مسلحون بسطوا سيطرتهم على مدينة الفلوجة التي لا تبعد سوى حوالى ستين كيلومترًا عن بغداد.
واكثر ما اثار قلق السلطات العراقية هو قدرات داعش التي قامت بعرض عسكري شاركت فيه عشرات السيارات الاسبوع الماضي في وضح النهار في ابو غريب (20 كلم غرب بغداد) كما ذكر شهود عيان وشريط فيديو نشر على موقع يوتيوب.
وخرجت الفلوجة واجزاء من الرمادي عن سلطة الدولة وتقع المدينتان في محافظة الانبار (110 كم غرب بغداد) التي تتشاطر حدوداً مع سوريا. ويقوم الجيش الذي يحاصر الفلوجة حاليا بحفر خنادق وتعزيز ثكناته .
وقد ادت الاحداث الاخيرة في الفلوجة والرمادي الى نزوح مئات الالاف من هاتين المدينتين نحو محافظات اخرى في البلاد. وتشكل سيطرة داعش على مدينة الفلوجة خصوصا حدثا استثنائيا نظرا الى الرمزية الخاصة التي ترتديها هذه المدينة التي خاضت حربين شرستين مع القوات الاميركية في عام 2004 .