7 أبريل، 2024 7:42 م
Search
Close this search box.

حوار خاص .. عمر السامرائي شاب عراقي غير مفاهيم الاستثمار في تركيا

Facebook
Twitter
LinkedIn

أسطنبول – خاص / كتابات

شخصية متنوعة متعددة الثقافات تبحث عن النجاح وإثبات الذات دون الارتباط بقيود المهنة أو الدراسة.. محب للحياة متطلع للأفضل يبحث عن التميز دائما والاستقرار في الاستثمار.. مجازف لم توقفه المخاطر.. يرى في إسعاد الآخرين نجاحا ليس مثله نجاح..

عمر السامرائي شاب عراقي يبلغ من العمر 30 عاما غير معادلة الكفاح والطموح.. تخرج من الهندسة المدنية لكنه اختار العمل كمخرج تلفزيوني وكاتب للسيناريو حتى ذاع صيته في الأردن كواحد من أبرز المخرجين والمنتجين ثم قرر الانتقال إلى عالم المال والأعمال بالاستثمار السياحي بما يدخل البهجة على الكبار والصغار والعائلات ولكن هذه المرة في تركيا..

وجد في طبيعة أسطنبول سحرا لم يستطع مقاومته.. كل شيء جميل.. له مذاق خاص.. سحر خفي ينعكس من بين معالمها السياحية وشواطئها الخلابة فكان أن قرر عدم الاستسلام رغم آلامه ومحاولات الاحتيال التي تعرض لها من شريكه الذي طالما اعتبره والدا له مع بداية حلمه في عام 2017..

تجاوز محنته وقرر الاعتماد على نفسه فأنشأ منفردا سفينة سياحية أسماها “سميراميس” تقدم فقرات مميزة في جولات تمتد لثلاث ساعات نصفها في القسم الأوروبي والآخر في الأسيوي..

التقيناه كواحد من الشباب الطموح الناجح صاحب إرادة أدهشتنا وأسعدتنا فقررنا أن نحاوره ليحكي لنا عن استثماره ونجاحه والخدمات التي يقدمها والكثير والكثير عن مشروعه الناجح في أسطنبول كنموذج للشاب الطامح للتغيير غير العاجز في مواجهة المعوقات.. وإلى نص الحوار:

س – في البداية هل لك أن تحدثنا عن سفينتك السياحية ومتى بدأتها كمشروع سياحي؟

ج – سفينتي هي الوحيدة التي تمزج مابين الفلكلور التركي والعربي في زمن واحد، ببرنامج فني متنوع لجميع البلدان وجميع الأذواق، نقدم عروضا فنية خلال رحلة بحرية في مضيق البوسفور في أسطنبول منذ عام 2017.

س- كم عدد البنود التي تقدمها السفينة سميراميس وما هدفك المزج بين أكثر من فلكلور؟

ج – أردت أن تكون سفينة جامعة للعرب والأتراك وجميع الزائرين، والحمد لله جمعت جميع الأذواق والبلدان، أما البنود التي تقدمها السفينة فتشمل 4 عروض تركية مثل المولوي العثماني، تقاليد الحنة التركية والعرس، رقصة الدبكة الشعبية التركية، رقصة البحر الأسود المشهورة في مناطق البحر الأسود في تركيا، وكذلك عرض التنورة المصرية المضيئة، وهناك على السفينة خلال جولاتها فنان يقدم الغناء التركي اسمه مراد باش، فنان يغني الطرب العراقي اسمه محمد نجار وفنان يغني طربيات السبعينات وما شابه اسمه أحمد كرم، وحاليا نقيم أمسيات رمضانية.

س- هل هناك من وقف إلى جوارك وأنت تغامر بإدارة هذا المشروع بمفردك؟

ج – هناك أبطال اعتبرهم إخواني وأكثر من إخواني، أتراك الجنسية هم “سنان” و”علي”، هما سواعدي الأيمن والأيسر في العمل.

س- ما هو مسار رحلة سفينة سميراميس؟

ج – السفينة تنطلق من ميناء كبتاش في أسطنبول الأوروبية، ثم تمر خلال الجانب الأوروبي بالذهاب لمدة ساعة ونصف، ثم تعود من الجانب الأسيوي لمدة ساعه ونصف؛ لكي يشاهد المسافر جميع مزارات أسطنبول من الجانبين الأسيوي والأوروبي ويشاهد كذلك جسور البوسفور الثلاث.

س- لكم فرد تتسع السفينة وكم تكلفة الرحلة وتكلفة التصوير وما أفضل تعليق سمعته عن السفينة؟

ج- أفضل تعليق سمعته من بعض الزائرين هو تسميتهم للسفينة بـ “قارب السعادة”، وهي تتسع لـ 250 فردا، وتتكلف الرحلة 50 دولار بالوجبة والمواصلات وجولات التصوير من 20 إلى 40 دولار حسب حجم الصور.

س- كم عدد الأفراد الذين يعملون على متن السفينة؟

ج – هناك كادر عمل لا يقل عن 49 شخص على متن السفينة وأعمل معهم بنفسي.

س- هل صادفتك عقبات وهل اقترب اليأس منك في مرحلة من المراحل؟

ج – كثير من العقبات وكلها دائما ما اسعى لتخطيها، رغم أني كدت ايأس بسبب المنافسة العملاقة التي دخلت فيها وبسبب تشويهات خارجية تعرضت لها من أحد الخصوم وهو شريكي السابق.

س- ما حجم استثماراتك في هذه السفينة؟

ج – استثمار ضخم جدا، وعمل شاق للغاية ونجاحه صعب جدا، يحتاج نقاط ارتكاز قوية جدا ويحتاج الصبر ومعرفه التعامل مع الجماهير؛ لأنه مشروع احتكاك مباشر معهم.

س- ما هي مشاعرك وأنت تجد أبناء بلدك يستمتعون بما تقدمه لهم؟

ج – شعور إسعاد الناس لايوصف، أكبر طاقه ممكن احصل عليها كل يوم هي عندما أرى السعادة على وجوه الناس المسافرين، وافتخارهم بما نقدم وهو ما يتكلل بدعواتهم لي ولفريق العمل بالنجاح.

س- ما أبرز الجنسيات التي تأتي لسفينتك ومتى يكون أفضل موسم عمل للسفينة؟

ج – أبرز الجنسيات تأتي من: العراق، فلسطين، لبنان من ثم المغرب العربي.. الجزائر، تونس، مصر، السعودية والبحرين، أما عن موسم الذروة فهو فصل الصيف.

س – هل تقوم السفينة بجولات عائلية خاصة إلى أي من المزارات السياحية وما طبيعة العمل عامة؟

ج – نعم يحدث برحلات خاصة إلى جزر الأمراء كمثال، أما طبيعة عمل السفينة عامة فهي تقطع 3 رحلات يوميا مدة كل رحلة 3 ساعات.

س- ما أكثر المواقف طرافة قابلتك في هذا العمل؟

ج – من أكثر المواقف الطريفة التي تعرضت لها، أنه من كثرة وقوفي على رأس العمل ومراعاة الزبائن، جاء لي زبون فلسطيني في آخر الرحلة وقدم لي بقشيش فأخبرته بأن هذا واجبي وأني صاحب السفينة، هنا عانقني الرجل بحرارة وقال بما إنه أنت صاحب العمل وتعمل بهذه الجدية سوف أخبر جميع أصدقائي عندما يأتون إلى أسطنبول أن يذهبوا معك رحلة البوسفور، وبعدها على الفور اجتمعت بكامل الكادر وأخبرتهم بأنه كلما عمل الإنسان لإرضاء الزبون كلما احترمك واحترم المكان أكثر.

س- هل هذا المستوى من الخدمة يشجع الزبائن على تكرار الرحلة؟

ج – نعم نتيجة الجودة والمعاملة والخدمة الطيبة والعروض الشيقة يكرر بعض الزبائن الرحلة على السفينة بمعدل 10 إلى 15 زبون يوميا.

س- ما أكثر الأطعمة شهرة على السفينة؟

ج – المطبخ يحتوي على أطعمة شامية وغربية، والأسماك 3 مرات أسبوعيا من الأسماك التركية المتنوعة.

س- هذا النوع من الاستثمار ليس سهلا ويحتاج إلى إتقان لغة البلد الذي تستثمر فيه.. فكيف هي اللغة التركية لديك؟

ج – أتقنها حاليا بنسبة 60 % في اقل من عامين بالاعتماد على الذات وبفضل أصدقاء هم كالأشقاء من الأتراك يساعدونني ولا يبخلون علي بشيء.

س – هل تطمح للحصول على الجنسية التركية كمستثمر وفق القوانين المتاحة؟

ج – بكل تأكيد هذا ضمن أهدافي القريبة خاصة وأنني التزم بقوانين البلد الذي اسست فيه شركة واستثمر فيه، بل حرصا مني على التعايش مع هذا البلد حرصت أن يزين هلال العلم التركي شعار سميراميس على نوافذ السفينة احتراما للبلد الذي استثمر فيه.

س – لكن كيف حدث هذا التدرج في حياتك العملية؟

ج – مهنتي هي مخرج تلفزيوني وكاتب سيناريو للبرامج  والتي أتقنتها من القنوات العراقية في الأردن وشهادتي الدراسية مهندس مدني، ولأنني أحب المغامرة فقد اتخذت قراري منفردا بالاستثمار في تركيا منذ 2017 وتركت عائلتي في الأردن وأزورهم على فترات.

س- ألا تخشى المنافسة وأنت تدخل في مجال يعتمد عليه عمالقة المال والأعمال وهو السياحة في تركيا؟

ج – رغم أني لازلت في البدايات إلا أنني لا اخشى المنافسة مع الكبار لأنني تربيت على الشجاعة.

س – ألا تقلقك التقلبات السياسية في تركيا؟

ج – ليس لنا علاقة بالسياسة.. السياحة “بزنس” قائم بذاته بعيدا عن أي تدخلات في عالم السياسة كل مهمتنا إسعاد الناس بصرف النظر عن الجنسيات، فقط أحيانا الرحلات الخارجية تتأثر بعض الشيء لكن تعوض بالرحلات الداخلية.

س – من أبرز الشخصيات التي زارت سفينتك سميراميس؟

ج -الفنان ياس خضر، الفنان حميد منصور، الممثل القدير مكي عواد، صحفيون وكتاب كبار وكثير من الشخصيات العراقية.

س- ما نصائحك لكل من يرغب في زيارة أسطنبول؟

ج – نصيحتي أن يستمتع بجمال الطبيعة، ولا يوجد كلام مثلما يقال بأن هناك نصب واحتيال وسرقات.. فقط كأي جولات في أي بلد في العالم مكتظ بالسكان يجب الحذر قليلا أما غير ذلك لايوجد أي شيء يقلق، بل بالعكس مدينة آمنه وجميلة جدا.

في ختام المقابلة هل هناك ما تود ذكره للقراء؟

ج – أريد أن أوضح أن السعي والطموح والعمل الجماعي هو سر النجاح في الحياة، كما أشكركم في كتابات على إتاحة الفرصة والاهتمام بقصة شاب عراقي بحث عن النجاح وسعى إليه كنموذج أمام الشباب في كل البلدان.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب