وكالات- كتابات:
توسّعت الاحتجاجات الطلابية في الجامعات بعدد من الدول تضامنًا مع “قطاع غزة”، وذلك غُداة دعوة الرئيس الأميركي؛ “جو بايدن”، إلى أن يسّود النظام في الجامعات الأميركية، فيما أخلت الشرطة الفرنسية مبنى (معهد العلوم السياسية)؛ في العاصمة “باريس”، من المتظاهرين من دون حوادث.
وتشهد جامعات في “فرنسا وكندا وسويسرا وأستراليا والمكسيك” اعتصامات وتحركات تُطالب بوقف الحرب الهمجية التي اندلعت قبل (07) أشهر بعد اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلية لـ”قطاع غزة” المحاصر.
وفي “الولايات المتحدة”؛ التي انطلقت منها الاحتجاجات على خلفية الحرب، شدّد “بايدن”، أول أمس الخميس، على ضرورة أن يسّود: “النظام” في الحرم الجامعي، وذلك بعدما لزم الصمت فترة طويلة حيال هذا الموضوع.
وأتى تصريحه بعدما فكّكت الشرطة بأقسى أساليب العنف وأشرسها المخيمات التي نصّبها طلاب مؤيدون للفلسطينيين في جامعات مختلفة كانت آخرها جامعة (كاليفورنيا لوس أنغلوس)؛ حيث أوقف المئات.
وليل الثلاثاء/ الأربعاء، أخرجت القوات الأمنية التي تدخّلت بصورة عنيفة، الطلاب الذين كانوا يحتلّون مبنى في جامعة (كولومبيا) العريقة في “مانهاتن” احتجاجًا على الحرب في “غزة”.
كذلك، فُككت مخيمات أخرى في جامعتَي (آريزونا) في “توسون” (جنوب غرب)، و(ويسكنسن ماديسون) (شمال)، وفق وسائل إعلام محلية.
وأعلنت شرطة “نيويورك”، الخميس، أن: (48%) من الأشخاص الـ (282)؛ الذين أوقفوا في حرمي جامعتي (كولومبيا) و(سيتي كوليدج أوف نيويورك)، مساء الثلاثاء، هم متظاهرون غير منتسّبين إلى المؤسستين.
وفي جامعة (تكساس) بمدينة “دالاس”، أخلت الشرطة، الأربعاء، مخيمًا احتجاجيًا، وأوقفت (17) شخصًا على الأقل بتهمة: “التعدي الإجرامي”، بحسّب مزاعم إدارة الجامعة.
وأعلنت جامعة (براون) في “بروفيدنس”، بولاية “رود آيلاند” (شمال شرق)، التوصل إلى اتفاق مع الطلاب، يقضي بتفكيك مخيمهم الاحتجاجي في مقابل تنظيم الجامعة عملية تصّويت بشأن: “سّحب استثمارات (براون) من شركات تُسهّل وتسّتفيد من الإبادة الجماعية في غزة”.
وفي “فرنسا” أخرجت الشرطة المتظاهرين من مبنى معهد (سيانس بو) من دون حوادث، فيما قالت شرطة “باريس”، إن: “قائد الشرطة أرسل قوات إنفاذ القانون لإخلاء (سيانس بو)، أُخرج (91) شخصًا دون حوادث”.
وقال طالب يُدعى: “هشام”، عرف عن نفسه بأنه ممثل: لـ (لجنة فلسطين)، إن: “سلطات الجامعة أمهلت المجموعة (20) دقيقة للمغادرة قبل الإجلاء القسّري؛ إذ إن الامتحانات ستُجرى اعتبارًا من الاثنين”.
وبقي بعض الطلاب في نهاية الشارع المغلق بعد إخلاء المبنى، وكانوا يهتفون: “ما زلنا هنا، حتى لو كان (سيانس بو) لا يُريدنا”، و”يحيا نضال الشعب الفلسطيني”.
وخارج جامعة (السوربون)؛ في وسط “باريس”، نظم أعضاء اتحاد الطلاب اليهود في “فرنسا”: “طاولة حوار”، الجمعة.
وقال رئيسه “سامويل لوغوايو”، لإذاعة (جي): “نُريد أن نُثّبت أنه ليس صحيحًا أنه لا يمكنك التحدث عن الصراع (الإسرائيلي-الفلسطيني) للقيام بذلك، علينا تحيّيد الأشخاص الذين يصفون الطلاب اليهود بأنهم متواطئون في الإبادة الجماعية”.
وخلال تجمع دعمًا لـ”القضية الفلسطينية” في (البانثيون)، أمس الجمعة، في “باريس” شارك فيه شبان ونواب من اليسار الراديكالي، قال زعيم حزب (فرنسا الأبية)؛ “جان لوك ميلانشون”: “أنا أتحمل واجب الدفاع عن التزام الشباب النضالي ضد الإبادة الجماعية في غزة. أدعو كل من يستطيع الانضمام إليهم ودعمهم معنويًا وماديًا”.
كذلك؛ أخرجت الشرطة طلابًا من (معهد الدراسات السياسية) في مدينة “ليون”، كما أبعدت عشرات الطلاب الذين كانوا يغلقون مدخل حرم جامعي في “سانت إتيان”، قرب “ليون”، لليوم الثاني على التوالي.
من جهتها؛ أكدت الحكومة الفرنسية، الجمعة، أن: “الحزم كامل وسيبقى كاملاً”، مع تدخل الشرطة لفضّ الاعتصام.
كذلك، احتلّ حوالى (100) طالب مؤيدين للفلسطينيين، الخميس، قاعة في ردهة مبنى تابع لجامعة (لوزان)، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في “قطاع غزة”، حسّبما أفادت وكالة أنباء (كيستون-إيه. تي. إس).
وقال المنظمون في بيان؛ إن التحرك: “بتبع مثال التعبئة في الجامعات في كندا والولايات المتحدة وفرنسا”.
ويتكرر المشهد في دول أخرى؛ منها “المكسيك”، حيث نصب عشرات الطلاب والناشطين المؤيّدين للفلسطينيين في “مكسيكو”، الخميس، خيامًا أمام (جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة)، كبرى جامعات البلاد احتجاجًا على استمرار الحرب بين “إسرائيل” و(حماس).
ووضع الطلاب فوق مخيمهم الاحتجاجي أعلامًا فلسطينية، وردّدوا شعارات من بينها: “عاشت فلسطين حرّة”، و”من النهر إلى البحر، فلسطين ستنتصر”.
ورفع المحتجّون مطالب عدّة من بينها، أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع “إسرائيل”.
وفي “أستراليا”، تجمع مئات المتظاهرين منهم مؤيدون للفلسطينيين وآخرون مؤيدون لـ”إسرائيل”، الجمعة، في إحدى جامعات “سيدني”، وأطلق كل جانب شعارات، لكن الاحتجاج بقي سلميًا رُغم بعض الجدالات المتوترة.
ويُخيّم ناشطون مؤيدون للفلسطينيين منذ (10) أيام قبالة جامعة (سيدني).