“حمايت” الإيرانية : هذه هي البصمات “الأميركية-الصهيو-بعثية” على تظاهرات 25 تشرين !

“حمايت” الإيرانية : هذه هي البصمات “الأميركية-الصهيو-بعثية” على تظاهرات 25 تشرين !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

مازال “العراق” يعاني، قبل وبعد “صدام حسين”، مشاكل مفرطة بسبب الجراح القديمة المتبقية عن هياكل الفشل على مدى العقود القديمة، ويمكن مشاهدة الأثر المباشر لتلكم المشكلات على مظاهر الحياة في هذا البلد الثري.

فـ”العراق” يمتلك مصادر نفطية هائلة ويحتل المرتبة الثالثة، بعد “السعودية” و”روسيا”، بإنتاج 3 مليون و800 ألف برميل “نفط” يوميًا. بحسب صحيفة (حمايت) الإيرانية الأصولية.

التأثير الأميركي..

مع هذا مازال هذا البلد يعاني مشاكل اقتصادية ومعيشية. ومما زاد الأوضاع سوءً تواجد القوات الأميركية المعتدية داخل “العراق”، بذريعة الإطاحة بـ”صدام”، على نحو يجعل الجار الغربي الثري لـ”الجمهورية الإيرانية” يموج بالسلع الاستهلاكية الفاخرة الأجنبية دون أي أخبار عن الإنتاج الصناعي والزراعي المحلي.

ورغم عدم تدخل الأميركيون ظاهريًا في الحكم، لكنهم سعوا بالضغوط المعلنة والسرية بإغراق السوق العراقية كثير الأرباح بالسلع الأجنبية؛ الأمر الذي جعل الاقتصاد النفطي يترك آثاره السلبية على حياة الشعب العراقي حاليًا.

هذه الأوضاع تسببت في احتجاجات شعبية متوالية، ويوم الجمعة الماضي، بدأت جولة جديدة من المظاهرات الشعبية العراقية اعتراضًا على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية السيئة، والفساد والبطالة.

ودفعت الأجواء الاقتصادية السيئة، المسؤولين بل والمرجعية، إلى اعتبار الاحتجاجات السلمية حق الشعب والتأكيد على إستيفاء مطالبهم المشروعة. مع هذا لا شك أن أعداء “العراق”، حكومة وشعبًا، ركبوا موجة الاحتجاجات، على مدى الأسابيع الماضية، بغية إرضاء الرغبات المكبوتة.

وتحوز الاحتجاجات الأخيرة؛ وإنحراف المسار الشعبي بإتجاه مطالب مثيرة للشكوك، الاهتمام من عدة أوجه :

الإنقضاض على الدور المقاوم لبغداد..

1 – يلعب “العراق” دورًا ممتازًا في دفع المؤامرات الداخلية والإقليمية، نتاج السياسات الإرهابية الأميركية والسعودية، وما حدث قبل وأثناء التجمعات هو في الحقيقة رمز على استغلال المطالبات الشعبية للإنقضاض على سياسات “بغداد” الداعمة للمقاومة.

وقبل يوم من إنطلاق المظاهرات؛ وقعت ثلاث هجمات إرهابية في “ديالى” العراقية، وقد تنبى تنظيم (داعش) مسؤولية هذه العمليات. كذلك أشعل بعض المتظاهرين النيران في مقرات تيار (الحكمة) الوطنية و(عصائب أهل الحق)، بمحافظة “المثنى”.

كذلك فالقبض على عدد من المسلحين المندسين بين المتظاهرين ويستهدفونهم؛ إنما يؤشر إلى مساعي بعض البعض لإثارة الجماهير وترويج الشائعات بخصوص استهداف (الحشد الشعبي) والفصائل الجهادية الأخرى للمتظاهرين.

ومبعث هذه التحركات هو تسجيل (الحشد الشعبي) كأحد أركان القوات المسلحة العراقية، والرسم البياني الرسمي لتلكم الفصائل المسلحة أزعج الأميركيون و”آل سعود”، الذين حاولوا حل (الحشد الشعبي).

استهداف إيران..

2 – “العراق”؛ من جملة حلفاء “الجمهورية الإيرانية”، في الحرب على الإرهاب وعدم التماهي مع “العقوبات الأميركية”.

فلقد أعلن المسؤولون العراقيون على مختلف المستويات، عدم الإنضمام للعقوبات المفروضة على “إيران” أو التماهي مع حملة الضغوط الأميركية القصوى. من ثم تُرى بوضوح الأيادي المطالبة بسقوط الحكومة بذريعة الاحتجاجات.

ناهيك عن أن عناصر “حزب البعث” المصابة والمهمشة، تحمل حقدًا عميقًا للحكومة العراقية، وبعضهم تواطأ مع تيارات المعارضة لإسقاط النظام الحالي. وهي ذات الأحزاب وطائفة “صدام”، التي تلقت ضربة ثقيلة من “الجمهورية الإيرانية”؛ إبان الحرب المفروضة.

ومن الطبيعي أن تبقى مثل هذه العناصر تحت عين أجهزة الإستخبارات الأميركية والغربية لإسقاط كل من يعلن التعاون مع “إيران”، لا سيما في ظل علاقات الكثير من المسؤولين العراقيين مع “الجمهورية الإيرانية”.

بصمات صهيونية..

3 – عداء “الكيان الصهيوني” والغدة السرطانية الإقليمية مع “العراق”؛ مسألة معروفة. وقبل أيام من بداية الجولة الأولى من الاحتجاجات، اتهم “عادل عبدالمهدي”، رئيس الوزراء العراقي، بموجب نتائج لجان البحث، “الكيان الصهيوني”، بالهجوم على مخازن (الحشد الشعبي).

ويعتبر موقف “بغداد”، المعادي للصهاينة، بمثابة الفضيحة للأنظمة الرجعية التي تحاول التطبيع مع “تل أبيب”، وهي مسألة لا يجب أن تمر كما يزعمون بلا ردود.

ونقلت صحيفة (الأخبار)، عن مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي، قوله: “طبقًا للمعلومات الأمنية الدقيقة، يعمل الموساد إلى جانب بعض المقربين من السفارة الأميركية في بغداد؛ لتكدير المظاهرات السلمية ونشر الفوضى والعمليات التخريبية”.

في غضون ذلك، لعبت المرجعية دورًا بالغ الأهمية في إحباط هذه المؤامرات وتوصية المتظاهرين بإلتزام السلمية والترفع عن مهاجمة الأموال العامة والشخصية.

والأهم هو ترفع الشعب عن إنحراف المطالب، وناشدوا المتظاهرين عدم السماح لأصحاب الأهداف القذرة باختراق الصفوف ومهاجمة القوات الأمنية. والمؤكد بوجود هذا القطب المتين، (المرجعية)، والوعي الشعبي، أن هذه المؤامرة سوف تفشل وسوف يتخذ “العراق” خطوات كبيرة بإتجاه الإصلاح ودفع الفتن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة