رغم تأجيلها شهرين، فأن الانتخابات المحلية في نينوى والأنبار حملت المفاجآت ذاتها التي شهدتها شقيقاتها من المحافظات الأخرى. فالإقبال على صناديق الاقتراع في المدن كان متدنيا ولم يتجاوز الـ40% في احسن الأحوال بحسب مراقبين، فيما كان الاقبال في الأقضية والنواحي اشد من مركز المحافظتين.
وبينما ذكر نواب ومراقبون ان النتائج الاولية تشير الى تراجع القوائم المحسوبة سياسيا على رئيس الحكومة نوري المالكي، لصالح قوائم متحدون والعراقية العربية، شهد الاقتراع اتهامات على لسان محافظ الأنبار بحصول عمليات تزوير في الفلوجة وراوة، إلا ان حليفا له في البرلمان قال انها “ليست بالمستوى الكبير”. فيما وصل سعر شراء الصوت الواحد لـ100 دولار.
وكانت صناديق الاقتراع لاختيار مجالس محافظتي الأنبار ونينوى أغلقت في الساعة الخامسة من عصر الخميس الماضي بعد ان رفضت المفوضية طلب تمديد ساعات الاقتراع. كما اعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات أن النسبة التقريبية للمشاركة في انتخابات مجالس المحافظات بلغت في نينوى نحو 37.5% وفي الأنبار49.5%، وحدد مساء الخميس كآخر موعد لاستقبال الطعون والشكاوى، في حين بدأت عمليات العد والفرز في الأماكن المخصصة لها في المحافظتين.
وتحدث قاسم الفهداوي، محافظ الانبار ورئيس قائمة “عابرون”، عن “وجود عمليات تزوير واسعة وخارجة عن السيطرة في الفلوجة وراوة وعانة”. متهما، في تصريح مقتضب كتلة سياسية لم يسمها ”بالسيطرة على مفوضية الانتخابات في الأنبار وقامت بعمليات تزوير كبيرة”.
وكان الفهداوي ذكر، في تصريح سابق ان “بعض الجهات في المحافظة صارت تحترف التزوير”، واتهم مفوضية الانتخابات في الانبار بانها “أسيرة بيد احدى الجهات السياسية”.
وتحدث الفهداوي، في حينها، عن معلومات يمتلكها “بوجود دورات تنظم داخل البلاد وفي دولة مجاورة لكيفية إجراء التزوير”. وقال الفهداوي بان التزوير فيه أساليب عدة منها “وجود استمارات انتخابية مزيفة وتزوير قاعدة البيانات ومستمسكات الناخبين”، وعوّل على مفوضية الانتخابات في بغداد بوضع إجراءات جديدة للحد من عمليات التزوير.
في غضون ذلك اكد نائب عن الأنبار وجود حالات “تزوير” في الفلوجة والقائم وفي منطقة “حصيبة”، لكنه قلل في الوقت نفسه من حجمها. وذكر النائب عن كتلة الحل النيابية محمد الكربولي أن “عمليات التزوير لم تكن بالمستوى الكبير”، مبينا ان “الحالات وقعت في بعض المحطات الانتخابية ومن أفراد معينين”.
وقال الكربولي، في حديث ان “المناطق الغربية من الانبار شهدت تصويت 15% فقط من مجموع الناخبين، فيما رفعت الفلوجة كفة المشاركة إلى 45% “. وقال القيادي في كتلة الحل ان “النتائج الاولية للانتخابات كشفت عن تقدم كتلة متحدون التي يتزعمها رئيس مجلس النواب اسامة النجيفي وحصولها على ما بين 9 إلى 10 مقاعد تليها القائمة العراقية العربية برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك بـ6-7 مقاعد والثالثة هي عابرون بـ4 الى 5 مقاعد”. وفيما قال مراقبون للشأن الانتخابي في الأنبار انهم “شاهدوا حالات تزوير وضغط على إرادة الناخب في عدد من المناطق”، اكدوا خروج القوائم المدعومة من رئيس الوزراء من سباق التنافس مثل قائمة “صناديد العراق” التي يتزعمها “الشيخ ماجد سليمان” المقرب من المالكي.
وذكر مراقبون ان سعر صوت الناخب في الأنبار تراوح بين الـ”70 الف دينار إلى 100 دولار اعتمادا على الكتل التي سيبيع الناخب صوته لها وباختلاف مدن الأنبار”. كاشفين عن ان “اكبر حالات التزوير حدثت في منطقة الكرمة”. الى ذلك قال شهود عيان تحدثوا عن “قيام أقارب بعض المرشحين بقطع الطريق على الناخبين المتجهين الى صناديق الاقتراع وقاموا بتوزيع كارتات موبايل تنوعت من فئة 5 و 10 و25 الف دينار مقابل التصويت لمرشح معين”.
وفي محافظة نينوى قال مراقبون للعملية الانتخابية ان “نسبة المشاركة في الانتخابات، والتي لم تتجاوز الـ37%، شكلت صدمة لبعض المرشحين”، مؤكدين “تقدم قائمة المحافظ الحالي اثيل النجيفي تليها قائمة التآخي والتعايش المدعومة من الحزبين الكردين الديمقراطي والاتحاد”. وأشار مراقبون الى ان “بعض المحطات في نينوى لم تسجل مشاركة سوى 10 ناخبين”، مؤكدين أن “اطراف المحافظة هي من رفعت نسبة التصويت لاسيما المناطق المتنازع عليها”، كاشفين عن “خروج قوائم محسوبة على رئيس الوزراء من دائرة التنافس على محافظة نينوى كالقائمة التي يرأسها غانم البصو محافظ نينوى الأسبق”.
وتعلل النائبة عن نينوى وصال سليم تراجع نسبة الإقبال على صناديق الاقتراع الى “الوضع الامني وحظر التجوال فضلا عن ارتفاع درجات الحرارة”. وكشفت سليم عن أن “السيطرات الأمنية منعت توجه ناخبين الى صناديق الاقتراع بدواع أمنية بالاضافة الى ان فرض حظر التجوال اعاق وصول الكثيرين الى مراكز الاقتراع”، وتؤكد ان “تفجير عبوات صوتية أمام بعض مراكز الاقتراع أدى الى منع الناخب من الخروج الى صناديق الاقتراع”.