19 أبريل، 2024 6:33 ص
Search
Close this search box.

حكومة “ماكرون” .. تتخلى عن إصلاحاتها الاقتصادية خوفًا من غضب “السترات الصفر” !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – لميس السيد :

أسفرت “حركة السترات الصفراء” في “فرنسا” إلى احتجاجات عنيفة في قلب “باريس” وضغطت على الرئيس الفرنسي الشاب، “إيمانويل ماكرون”، للتراجع عن خطة الإصلاح الرئيسة.

قام “ماكرون” بتأجيل زيادة الضريبة المقررة على الوقود، مما أدى إلى فوز حركة الاحتجاج الشعبية التي أحتشدت في أنحاء “فرنسا” لتحدي جدول أعماله المقرر للإصلاحات الاقتصادية.

لا ضرائب تستحق تهديد أمة !

بعد مواجهة احتجاجات مدمرة، خلال الأسبوع الماضي، من قِبل “حركة السترات الصفراء”، ما كان من مسؤولي الحكومة الفرنسية إلا إصدار قرارًا بتأجيل فرض الضرائب، حيث قال رئيس الوزراء، “إدوارد فيليب”، في مؤتمر صحافي، الثلاثاء، إن رفع الضرائب سوف يتم تأجيله لمدة ستة أشهر، مؤكدًا: “لا توجد ضرائب تستحق تهديد وحدة الأمة”.

إندلعت أسوأ أعمال الشغب التي ضربت “باريس”، خلال عقود، عبر احتجاجات مناهضة للحكومة، يوم السبت الماضي، أسفرت عن سيارات محترقة وواجهات محطمة بمراكز التسوق والسياحة في المدينة، وقام المتظاهرون بتخريب “قوس النصر”، مما أدى إلى إزعاج إدارة “ماكرون” والأمة الفرنسية بأكملها.

لقد أصبحت الاحتجاجات اختبارًا لتصميم “ماكرون” على المضي قُدمًا في جدول أعماله الأوسع، ولا سيما الإصلاح الشامل الذي تؤيده إدارته فيما يخص الاقتصاد الفرنسي. كان تنازل، يوم أمس الثلاثاء، هو المرة الأولى التي تتراجع فيها “حكومة ماكرون” عن قراراتها منذ أن تولى المصرفي الاستثماري السابق منصبه، في ربيع عام 2017.

أوضحت صحيفة (وول ستريت غورنال)؛ أن الزعيم الفرنسي الشاب على عكس أسلافه، تجنب نهج بناء توافق الآراء، وبدلاً من ذلك، كان يتمتع بسلطاته التنفيذية وأغلبية كبيرة في البرلمان لتحدي المعارضة السياسية والنقابات، حيث قام بتجريد الوظائف من شروط الحماية وتخفيض ضرائب الثروات التي تساعد في دعم النموذج الاجتماعي الفرنسي.

وفي الأشهر الأخيرة؛ تراجعت معدلات القبول الشعبي لـ”ماكرون”، وبدأ المشرعون في حزبه يناشدونه إظهار المرونة مع إشتداد موجة احتجاجات “السترات الصفراء”، حيث تظهر الاستطلاعات أن أكثر من 70% من الجمهور يدعمون “حركة السترات الصفراء”.

تحت رحمة “السترات الصفراء”..

أكدت الصحيفة أنه لم يتضح بعد مدى قدرة تأخير القرار على تخفيف التوترات في الساحة الفرنسية، حيث رصدت وسائل الإعلام الاجتماعية، أن “حركة السترات الصفراء” كانت تستعد للاحتجاج حتى عطلة نهاية الأسبوع الرابع على التوالي.

وقال “ديفيد رويغ”، وهو سائق سيارة أجرة، يبلغ من العمر 29 عامًا؛ “لقد حققنا نصرًا صغيرًا بعد القرار الأخير بالتراجع، لكن ما نريده ليس مجرد تأخيرًا وإنما إلغاء الزيادة الضريبية المخطط لها”.

وقد رفضت الحركة إلى حد كبير نداءات الحكومة للتفاوض، مما يثني أي ممثل عن الجلوس مع المسؤولين، حيث ألغى عدد قليل من أعضاء “حركة السترات الصفراء” لقاءهم مع رئيس الوزراء الفرنسي؛ بعد تلقي تهديدات من فصائل أكثر راديكالية في الحركة.

في حين أن اقتراح ضريبة الوقود قد أدى إلى ولادة “حركة السترات”، إلا أن الحركة أحتضنت منذ ذلك الحين أجندة أشد مناهضة للحكومة، متهمة السيد “ماكرون” بأنه: “رئيس الأغنياء” على حساب الطبقة العاملة.

وكان الاقتراح الضريبي، الذي يهدف إلى زيادة الإيرادات وتقليل تلوث السيارات في آن واحد، هو السمة المميزة لأسلوب القيادة التكنوقراطي للسيد “ماكرون”، ويقول الاقتصاديون إن ضرائب الاستهلاك التي تقلل التلوث والآثار الضارة هي طريقة فعالة للحكومة لزيادة العائدات.

لكن النهج التكنوقراطي أدى إلى نفور قطاعات من الفرنسيين الذين يعيشون في المناطق الريفية ويعتمدون على سياراتهم للوصول إلى وظائفهم في المناطق الحضرية. كما أنه زاد من إدراك الجمهور بأن “فرنسا” الريفية قد ولدت وطأة تأثير “العولمة”، حيث أن قوى مثل التجارة الإلكترونية وصناديق التجزئة الكبيرة قد تركت القرى والبلدات الريفية جوفاء وبلا نشاط يُذكر.

والنتيجة كانت تدفق مئات الآلاف من الناس إلى “باريس”، ومدن أخرى حول “فرنسا”، وإغلاق الطرق، والإشتباك مع الشرطة والمطالبة بإستقالة “ماكرون”.

وفي يوم الثلاثاء، دعا السيد “فيليب” إلى مناقشة السياسة المالية والخدمات العامة خارج المدن الكبرى. وقال أيضًا أنه لن يكون هناك أي زيادة في أسعار الغاز الطبيعي والكهرباء خلال فترة الستة أشهر نفسها.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب