29 مارس، 2024 12:16 م
Search
Close this search box.

حكومة “الكاظمي” .. بين فكي الاحتجاجات الشعبية والأزمات الموروثة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

ما إن تم إعلان تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، إلا وقد بدأ الوضع في التأزم، فرغم الوعود التي أطلقها رئيس الوزراء الجديد، “مصطفى الكاظمي”، وإجراءات مكافحة تفشي وباء “كورونا” المُستجد، عاد الشارع المحتج ضد النخبة السياسية في البلاد إلى التصعيد، فإنطلقت المظاهرات في “بغداد” مع مطالب في “واسط” بإسقاط النظام.

اللجان المنظمة للمظاهرات والحراك الشعبي تساءلت عن سبب إصرار الطبقة السياسية على إتباع ذات النهج الطائفي باختيار الوزارة وتقسيمها وفقًا لـ”المحاصصة” المعمول بها منذ عام 2003.

يحتاج لدعم أميركا والمجتمع الدولي..

وما إن بدأت تلك التظاهرات، وإنطلقت معها التحليلات، فقال المحلل السياسي العراقي، “كاتو سعدالله”، إن “العراق” اليوم في حاجة ماسة لدعم “الولايات المتحدة الأميركية” والمجتمع الدولي، ورأينا مع الساعات الأولى لتكليف رئيس الوزراء، “مصطفى الكاظمي”، حديث وزير الخارجية الأميركي، “مايك بومبيو”، برفع العقوبة الخاصة باستيراد “العراق” للغاز من “إيران”؛ من 30 إلى 120 يومًا في ظل المعرفة بحاجة “العراق” للكهرباء، ومن ثم تنشيط “التحالف الدولي” بمحاربة الإرهاب الداعشي، وهنا “العراق” في حاجة ماسة لدعم كل من “الولايات المتحدة” والدول العربية، لأن وضع “إيران” اليوم لا يسمح له اقتصاديًا بتقديم الدعم في ظل العقوبات، في ظل معرفة الأحزاب العراقية المواليه لـ”طهران”، أن “إيران” غير قادرة الآن بدعم أذرعها في المنطقة كما كان سابقًا نتيجة “العقوبات الأميركية”، الأمر الذي جعل حركة (الفتح) العراقية تطالب، “الولايات المتحدة”، بمساعدة “بغداد”.

مشيرًا إلى أن هناك احتياجات كثيرة للحكومة؛ على رأسها الرواتب وأشياء أخرى ليست بمقدرة “الكاظمي” أو غيره تحقيقها، بدون دعم المجتمع الدولي، لاسيما “الولايات المتحدة”.

سببان وراء عودة المظاهرات.. 

فيما أوضح أستاذ الفكر السياسي في الجامعة “المستنصرية”، الدكتور “عصام الفيلي”، أن هناك سببين وراء عودة المظاهرات في “العراق” بعد تولي “الكاظمي” رئاسة الحكومة.

وأكد أن الشق الأول يتعلق بمطالبات حقيقية من قِبل المتظاهرين لإحداث ضغط على حكومة “الكاظمي”؛ في ظل تمترس خلف الطبقة السياسية خلف جملة من التشريعات لتظل في واجهة المشهد السياسي، والمتظاهرين يدركون أن “الكاظمي” لديه رغبة في معالجة الفساد السياسي، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، بالإفراج عن المعتقلين السياسيين.

لافتًا إلى أن الشق الثاني يدور حول دفع أحزاب بعض أتباعها إلى الشارع لعدم إعطاء فرصة لحكومة “الكاظمي” لعمل منجزات، في ظل طبقة سياسية فاسدة تمتلك الكثير من المال، تستعمله من أجل تأجيج الشارع.

كما ناقشت العديد من الصحف والمواقع العربية التحديات التي تواجه حكومة رئيس الوزراء العراقي، “مصطفى الكاظمي”، بعد منحها الثقة.

ورأى كتّاب أن الحكومة الجديدة تواجه أزمات “ضاغطة” على المستويين السياسي والاقتصادي، وأشارات أخرى إلى تفاقم تعقيدات المشهد السياسي في “العراق”.

ويأتي تشكيل الحكومة الجديدة بعد إعلان “محمد توفيق علاوي”، ثم “عدنان الزرفي”؛ اعتذارهما عن تشكيل الحكومة بعد استقالة حكومة رئيس الوزراء السابق، “عادل عبدالمهدي”، منذ أكثر من خمسة شهور.

التوافق مع ساحات التظاهر..

وفي هذا، أشارت (الشرق الأوسط) اللندنية إلى أن حكومة “الكاظمي” أمام: “أزمات ضاغطة سياسية واقتصادية”، وأن: “التحدي الأكبر يتمثل في التوافق مع ساحات التظاهر”.

وقال رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، “إحسان الشمري”، قوله: “إن المرحلة القادمة لن تكون مرحلة سهلة؛ بل بالعكس هي مرحلة صعبة تتسم بالتعقيد والاشتباك رغم وجود مناخات إيجابية لمنح الثقة داخل البرلمان العراقي، لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: إلى أي حد يمكن أن يستمر ؟.. لأن هناك خلافات حول حقائب متبقية وهناك أولويات عمل لرئيس الحكومة قد تصطدم بأحزاب سياسية، فضلاً عن المطالب الشعبية والأزمات الأخرى المعروفة مثل الأزمة الاقتصادية وتفشي وباء كورونا وتهديد تنظيم الدولة الإسلامية” .

جحيم خمس تحديات ! 

ويقول موقع (بغداد بوست) إن: “الكاظمي أمام جحيم خمسة تحديات كبرى وملفات ملتهبة”، ومنها التحدي الاقتصادي والتحدي الأمني والعلاقة مع “واشنطن”؛ وكذلك العلاقات مع “كُردستان” والانتخابات المبكرة.

وفيما يخص إجراء الانتخابات المبكرة، يُحذر الموقع أنه: “على الكاظمي الأخذ بعين الاعتبار أن وباء كورونا لم يتبدد”، مضيفًا: “أن المجازفة بفتح صناديق الاقتراع في ظل الوباء، قد يتسبب بسيناريو (قم-2)، حيث ظهرت أولى الإصابات في إيران، فجرى تجاهلها في المرحلة الأولى عشية الانتخابات البرلمانية، ولما توجه ملايين الناخبين الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع، ساهم ذلك دون شك، في توسيع دائرة المصابين والعدوى”.

رد فعل شعبي عنيف ضد الحكومة..

بينما يصف “عصام الزيات”، في موقع (إضاءات)، “مصطفى الكاظمي”، بأنه: “سائر في حقل ألغام”، محذرًا من أن: “العراق يواجه مشاكل عدة أبرزها إنهيار أسعار النفط التي بدورها تُنذر باحتمالية فوران شعبي جديد في دولة تعتمد مواردها بنسبة 90 في المئة على النفط”.

ويضيف أن: “ذلك الانخفاض الكبير يجعل من المحتمل ألا يستمر دعم الشعب العراقي للكاظمي طويلًا، فالسيناريو الأقرب بخصوص الأوضاع الاقتصادية هو تخفيض رواتب موظفي الحكومة أو تسريح عدد كبير منهم في الأسابيع القادمة، وفي الحالتين سوف يكون للقرار رد فعل شعبي عنيف ضد الحكومة”.

أزمات موروثة..

إلى هذا يتساءل “ناصيف الخصاف”، في موقع (إيلاف): “ماذا بعد تشكيل الحكومة العراقية ؟”.

ويقول: “ورثت حكومة الكاظمي أزمات حادة، بعضها أزمات تراكمية مثل نقص الخدمات، وعدد كبير من العاطلين عن العمل، واقتصاد ريعي لم ينجح أي من رؤساء الحكومات السابقة بتغييره أو على الأقل محاولة ذلك، بالإضافة إلى ما خلفته الحكومة السابقة من أزمات إضافية من خلال تورطها بدماء الشباب العراقيين الطامحين لتغيير واقع البلد المزري، وملفات فساد جديدة وفشل أمني سمح لـ (داعش) بشن هجمات نوعية كبيرة في أكثر من مكان؛ فقد العراق نتيجتها العشرات من الشهداء من أبنائه، بالإضافة طبعًا إلى وباء (كورونا)؛ وتدني إيرادات الدولة إلى النصف تقريبًا بسبب تدني أسعار النفط”.

ويضيف الكاتب: “لذلك فإن حكومة الكاظمي تواجه صعوبات استثنائية لا يمكن حلها إلا بطرائق تفكير استثنائية خلاقة وتتسم بالتعاطي مع الوقت والمال والجهد في معالجة التحديات التي تواجه البلد بالحرص الشديد على عدم تبذير أو التفريط في أي منها”.

ويشير موقع (شفق نيوز) العراقي إلى أن تعثر تشكيل الحكومة المستمر منذ استقالة رئيس الوزراء السابق، “عادل عبدالمهدي”، يُعد من “مؤشرات تفاقم تعقيدات المشهد السياسي العراقي، وهي حالة يحتاج الكاظمي إلى التعامل معها ببالغ الحرص لتجنب ألغامها العديدة، ومخاطرها على مستقبل حكومته، والأهم على كيفية تعاملها مع ملفات ساخنة، من الوضع الاقتصادي ونيران الغضب الشعبي، إلى التحديات الأمنية، والعلاقة مع إقليم كُردستان وصولاً إلى تفكيك عقد العلاقة مع الأميركيين”.

ولادة عسيرة..

من جانبه؛ يصف “محمد صالح صدقيان”، في (رأي اليوم) اللندنية؛ منح الثقة لحكومة “الكاظمي” بأنها: “ولادة عسيرة”، ويرى أنها تواجه مهمة من نوع جديد بالإضافة إلى المهام الأخرى.

ويقول: “الجانب الأميركي يعلم جيدًا أن عمر حكومة الكاظمي لا يتجاوز السنتين؛ ولذلك فهو وضع لهذه الحكومة (مهمة خاصة جدًا)، وهي عقد اتفاقية ثنائية جديدة مع الحكومة العراقية تكون بديلة عن تلك التي وقعتها حكومة الرئيس الأميركي السابق، باراك أوباما، مع رئيس الوزراء السابق، نوري المالكي”.

ترحيب غير مسبوق..

فيما أبدى “زيدان الربيعي”، في (الخليج) الإماراتية؛ تفاؤلاً بما وصفه: “ترحيب غير مسبوق”، حظيت به حكومة “الكاظمي” داخليًا وعربيًا ودوليًا.

غير أنه في الوقت نفسه ينبه إلى أن: “أولى وأهم الملفات التي تُشكل خطرًا كبيرًا على حكومة الكاظمي، هو ملف كورونا؛ إذ أن المتابع لأعداد المصابين في العراق يرى مؤشرات ارتفاع فيها، وإن كانت هذه الأعداد غير مخيفة في الوقت الحاضر؛ لكنها تتطلب من الحكومة العمل بجد وحسم حتى لا تسمح بانتشار الجائحة المخيفة في البلاد، على الرغم من أن أية إجراءات تتخذها الحكومة، ستكون ضاغطة على الشرائح البسيطة في المجتمع التي تعيش من خلال ما تحصل عليه من أجور بشكل يومي”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب