19 يناير، 2025 10:52 م

حكومة البصرة الجديدة تبدأ عملها بتغيير”رجال المالكي” ‏

حكومة البصرة الجديدة تبدأ عملها بتغيير”رجال المالكي” ‏

تسعى حكومة البصرة الجديدة إلى تغيير بعض “المناصب التابعة لحزب الدعوة” في المديريات ‏الحساسة في المحافظة، وتتحدث عن “فشل اربع سنوات بقيادة مدراء التربية والشرطة والصحة”. ‏

وتؤكد على لسان اعضاء في “البصرة اولا” بان لديها خطة متكاملة في مجال الخدمات والاستثمار. ‏فيما تشير مصادر مقربة من مجلس المحافظة الى ان محافظ البصرة السابق التابع لائتلاف المالكي ‏‏”رضي على مضض” بمنصب رئاسة المجلس معولا على تفكك “البصرة اولا”، الذي قاد تشكيل ‏الحكومة، بعد توزيع المناصب بينما تقوى شوكة رئيس المجلس على المحافظ. ‏
وصوت مجلس محافظة البصرة الجديد في جلسته الأولى على (مرشح ائتلاف البصرة أولا) ماجد ‏النصراوي، من كتلة المواطن، محافظا للبصرة وخلف عبدالصمد مرشح دولة القانون رئيسا للمجلس، ‏في حين شهدت الجلسة غيابا لأعضاء منظمة بدر وحزب الدعوة تنظيم العراق وعضو من كتلة ‏مستقلون، في واحدة من اقسى الخسارات لائتلاف دولة القانون.‏
وتعدّ البصرة مركز الصناعات النفطية في العراق وميناءه الوحيد، بعدد سكان يفوق الثلاث ملايين ‏نسمة، الى جانب حدود دولية مع كل من السعودية والكويت وإيران، ويشتكي سكانها من سوء ‏الأوضاع الخدمية حيث تعدّ الميناء التجاري والنفطي الوحيد في العالم الذي لا يمتلك محطة تحلية لمياه ‏البحر، وهو أمر تحتاجه منذ أن انخفض منسوب دجلة والفرات إلى حد غير مسبوق قبل أعوام وادى ‏إلى صعود اللسان البحري الملحي إلى عمق 100 كم في شط العرب. ‏
ويذكر مصدر قريب من مجلس محافظة البصرة لـ”المدى” امس، أن “المجلس عقد جلسة واحدة وتم ‏فيها اختيار المحافظ ونوابه ورئيس المجلس ونائبه”، مضيفا أن “المجلس لم يحدد جلسته الثانية ‏وانفض على امل تشكيل واختيار أسماء أعضاء اللجان التي ستعمل داخل المجلس”.‏
ويقول المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إن “المحافظ الجديد و(البصرة اولاً) يسعون الى ‏تغيير مدراء التربية والصحة والشرطة، المحسوبين على حزب الدعوة، بسبب فشلهم”.‏
يشار الى ان انتقادات شديدة وجهت من اطراف سياسية ونواب عن البصرة في وقت سابق ضد الواقع ‏الأمني وحملت مسؤولية حدوث خروقات امنية بسيارات مفخخة استهدفت أسواق البصرة ، فضلا عن ‏انتقادات للواقع الصحي والتربوي في البصرة.‏
كما يلفت المصدر الى ان اختيار خلف عبد الصمد المحافظ السابق التابع لحزب الدعوة رئيسا لمجلس ‏البصرة لم يرض الاخير لانه كان يطمح ان يعود لمنصبه القديم “الا ان حزب الدعوة اقنعه بان ائتلاف ‏البصرة اولا وبعد توزيع المناصب واختلاف التعليمات المركزية لكتلة الاحرار والمواطن سوف ‏يتفكك”، مشيرا الى ان “دولة القانون يسعى لتحقيق اغلبية جديدة في مجلس البصرة” رغم ان هذه تبدو ‏طموحات بات تحقيقها صعبا في ضوء الخسارة الموازية لحكومة بغداد المحلية.‏
في هذه الأثناء قال نائب عن البصرة إن “محافظ البصرة أدى اليمين في المجلس ووعد بالعمل لصالح ‏المحافظة وليس لجهة أخرى”.‏
ويضيف النائب حسين المنصوري في حديث مع “المدى” امس، أن “الاتفاق الذي جرى بين (البصرة ‏أولاً) وباقي الكتل الفائزة في انتخابات البصرة على ان يتم العمل على اساس الفريق الواحد وتجنب ‏القرارات الفردية”، مشيرا الى ان “الحكومة الجديدة وبضمنها رئيس المجلس أدوا اليمين بان يعملوا ‏في مصلحة البصرة دون الالتفات للمصالح الحزبية”.‏
ويبدي المنصوري تفاؤله بالتشكيلة الحكومية الجديدة للبصرة، مشددا على انها “ستأخذ على رأس ‏أولوياتها تغيير المسؤولين الفاشلين، بالاضافة للاهتمام بالماء الصالح للشرب والكهرباء والواقع ‏الصحي وفتح باب الاستثمار بشكل أوسع”.‏
يشار الى ان البصرة فشلت في تحقيق نسبة إنفاق من ميزانية العام 2012 البالغة 1.6 ترليون دينار، ‏اذ لم تصل نسبة الانجاز المالي في البصرة إلى 1%. ‏
الى ذلك يرى احمد السليطي، النائب السابق لرئيس مجلس محافظة البصرة، ان “التشكيلة الجديدة ‏لحكومة البصرة ستهتم بمشاريع استراتيجية وآنية لحل مشاكل المحافظة واهمها اقرار مشروع البصرة ‏العاصمة الاقتصادية وإنهاء مشكلة الملوحة”. ويقول السليطي، في اتصال مع “المدى” امس، إن ‏‏”بعض الكتل السياسية الفائزة في الانتخابات لديها برامج واقعية يمكن تنفيذها”، مشيدا في الوقت ذاته ‏ببرنامج ائتلاف “البصرة أولا”. ويوضح عضو مجلس محافظة البصرة الجديد، عن كتلة المواطن، ‏بالقول إن “برنامج البصرة أولاً سيهتم بمعالجة مشكلة الكهرباء، والسكن والبطالة وإنهاء ظاهرة ‏العشوائيات”، مشددا على “وجود أولوية في مراقبة المشاريع والشركات المتلكئة وإبعاد الشركات ‏السيئة”.‏
ويتحدث عضو كتلة المواطن في البصرة عن خطط ستراتيجية وآنية لحل مشكلة ملوحة الماء في ‏المحافظة، كاشفا عن “وجود مشروع استراتيجي لبناء سد على شط العرب يمنع تمدد الملوحة، ‏ومحاصرة مصادر الملوحة بالإضافة الى استمرار العمل بالمشاريع السابقة”.‏
ويشير السليطي الى “وجود اكثر من 3 آلاف مشروع خدمي في البصرة وتحتاج 9 ترليونات دينار ‏لتغطيتها”، ورأى ان “مشروع البترودولار لن يكفي لانجاز هذه المشاريع”، مشدد على ان “المجلس ‏الجديد سيطالب بزيادة تخصيصات البترودولار لاسيما وان انتاج النفط في البصرة يتزايد”.‏

ا

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة